رفض سوداني لاستثمار أبوظبي في الفشقة.. ما علاقة يهود الفلاشا؟

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على تويتر بالأنباء المتداولة على لسان مصادر في مجلس السيادة السوداني، تفيد بإخطار أبوظبي للخرطوم رسميا بسحب مبادرتها لحل النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا، مشيدين بالموقف الشعبي الرافض للتدخلات الإماراتية.

وتتنازع الخرطوم وأديس أبابا على منطقة "الفشقة" الزراعية الحدودية التي تقع بين 3 أنهار، هي ستيت شمالا، وعطبرة غربا، وباسلام جنوبا وشرقا، إذ تلتقي منطقتا أمهرة وتيغراي في شمال إثيوبيا بولاية القضارف شرقي السودان.

ورغم أن المبادرة الإماراتية لم يعلن عن تفاصيلها رسميا، فإن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، كشف خلال تصريحات صحفية في 22 مايو/أيار 2021 أن "هناك نقاشا مع الإمارات بشأن استثمار 8 مليارات دولار لحل مشكلة الفشقة بمشروع زراعي كبير وخط سكة حديد".

وأضاف الوزير السوداني، أن "الإماراتيين يريدون حسم النقاش حول الأمر قبل الإعلان عن أي التزام".

واتهم ناشطون الإمارات بالسعي لانتزاع منطقة الفشقة من الدولتين لصالح الاحتلال الإسرائيلي، مستنكرين دعمها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وتحولها لدعمه في الأراضي السودانية عبر مشاريع زراعية واستثمارية.

واستنكر المغردون، رفض إثيوبيا الاعتراف بترسيم الحدود مع السودان، الذي تم عام 1902، ومطالبتها بإعادة التفاوض بشأن الأراضي الحدودية المتنازع عليها، مؤكدين أن "الفشقة سودانية تحاول إثيوبيا الاستيلاء عليها عبر عصابة الشفتة الإثيوبية".

وأجمعوا على أن الفشقة منطقة سودانية، حسب ترسيم الحدود المعروفة مسبقا "غير قابلة للمساس"، لافتين إلى وجود مليشيات إثيوبية قد سيطرت عليها منذ عقود، فيما يبذل السودانيون جهودا لاستعادتها والحفاظ عليها.

رفض شعبي

وأثنى ناشطون على الرفض الشعبي للتدخلات الإماراتية في السودان، حيث أكد المغرد طارق ضياء الدين، وجود رفض كبير لصفقة بيع أراضي الفشقة للإمارات، مؤكدا أن "إصرار الإمارات المريب على الاستثمار في أراض محتلة وبها عمليات عسكرية وعدم استقرار أمني  محير ومثير للأسئلة!".

وأضاف أن "الفشقة كشفت العملاء والجواسيس في السودان".

وقال الكاتب السوداني محمد مصطفى: إن "سحب الإمارات مبادرتها ربما بسبب الرفض الواسع لها في الشارع السوداني من واقع التسريبات البسيطة التي أتيحت"، متوقعا "التفافها وعودتها من باب آخر، خاصة أن جماعتهم مزروعون في الداخل".

مواقف حقيقية

وحث ناشطون على مواصلة المعارضة الشعبية وتصعيد الجهود الحقيقية على الأرض لمناهضة التدخلات الإماراتية في بلادهم، منها الخروج في مسيرات وتنظيم احتجاجات وطرد السفير الإماراتي من البلاد.

ودعا المغرد جمال علي، إلى "تنظيم مليونية إلى سفارة إمارة الشر وطرد السفير الإماراتي من الخرطوم".

بدوره، طالب المغرد جعفر تيجان، بـ"طرد السفير الإماراتي وإغلاق السفارة إلى أن تعرف الإمارات حجمها الصغير وتاريخها القريب"، قائلا: "الإمارات اعتقدت أن بضعة ملايين ثمنا لشراء الذمم الفردية والحزبية لا تكفي، فدفعت 8 مليارات متوهمة شراء كامل الشعب السوداني، لكن الشعب لا يقبل الذل والإهانة".

أجندة إسرائيلية

واتهم ناشطون، الإمارات، بتنفيذ أجندة الاحتلال الإسرائيلي ووضع يدها على الأراضي السودانية ومنحها لليهود.

وقالت المغردة ألطاف الشميري: "يجب أن يدرك الجميع أن الإمارات مجرد أداة لتنفيذ أجندة أكبر منها، وما تقوم به من دور مشبوه في الفشقة يأتي في إطار البحث عن موطن خاص ليهود الفلاشا وإنهاء مشاكلهم في الهجرة والشتات".

وتساءل المغرد عمر محمد: " هل ستصبح الفشقة موطنا لليهود (الفلاشا) بعد ترحيلهم من إسرائيل بمباركة إسرائيلية إماراتية وموافقة برهانية نظير 8 مليارات دولار...؟".

عصر الرداءة

واستنكر ناشطون تصريحات وزير المالية السوداني، واعتبروها "انتهاكا للسيادة الوطنية وتفريطا في الأراضي السودانية، ومنح عقود طويلة الأجل تمكن الإمارات من تملك الأراضي"، مؤكدين أنها تثبت أن "النظام البائد مازال مستمرا".

فيما قال القائمون على حساب "تجمع السودانيين بالخارج": إن "التصريحات التافهة والمسيئة للسيادة الوطنية على أراضي الفشقة التي أدلى بها وزير المالية بأن الإمارات طرحت مبادرة لحل مشكلة الفشقة بتقسيم أراضيها وبيعها بمبلغ 8 مليارات دولار تحت غطاء (الاستثمار) دليل على رسوخ عصر الرداءة للقيادات السودانية".

وكتب عبدالله البشير: "غير مأسوف عليها تسحب الإمارات المبادرة الملغمة لحل أزمة الحدود ‏بين السودان وإثيوبيا، وحقيقة ليس سحبها رغبة منها، ولكن أجبرت عليها بعد تهديدات قوات ‏درع الشمال لها بنسف كل خططها واستثماراتها في منطقة الفشقة وغيرها، السودان ليست ‏لقمة ضائغة.. نحيا في تخلفنا لكن لن تستفيد الإمارات منا".‎

إمارات الشر 

وصب ناشطون غضبهم على النظام الإماراتي وعددوا له جرائمه وهاجموا مبادرته المعنية بالفشقة.

فقال أحمد عبد الواحد: إن "الإمارات بعدما قضت على أحلام الشعوب في ثورات الربيع العربي، ودمرت بلدانهم، وسرقت مايمكن سرقته، الآن اتجهت إلى الفشقة وتريد أن تلعب الدور الخبيث هناك"، مضيفا "الإمارات شر أبعدوها قبل فوات الأوان".

ووصف المغرد راضي عيسى المبادرة الإماراتية بـ"السذاجة والسخف"، معتبرا استدعاء الإمارات مسؤولا سودانيا لـ"مناقشة هذا الذل والانكسار أمرا مؤسفا".

وطالب الإمارات بـ"الكف عن التحشر في شؤون السودان".