"أين الخط الأحمر؟".. مصريون يستنكرون صمت السيسي على ملء سد النهضة

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثار إعلان إثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة، غضب ناشطين ومعارضين مصريين، ودفعهم لتذكير النظام المصري ورئيسه عبدالفتاح السيسي، بتصريحاته السابقة بأن "المساس بمياه مصر خط أحمر، وأنه لا يجوز استمرار التفاوض مع إثيوبيا إلى ما لا نهاية" وغيرها من التصريحات الأخرى.

وتصدر وسما "#سد_النهضة" و"#النيل_حياة_المصريين" موقع "تويتر"، وتركزت أغلب التغريدات على دعوات توجيه ضربة مصرية عسكرية للسد الإثيوبي، الذي يضر بحياة أكثر من 140 مليون مصري وسوداني.

كما ندد الناشطون، بما اعتبروه حالة من التساهل الواضح من قبل النظام المصري في حسم مسألة السد.

وأكدوا أن إعلان إثيوبيا البدء الثاني قبل يومين من جلسة مجلس الأمن المقررة في 8 يوليو/تموز 2021، لمناقشة أزمة السد؛ يمثل تحديا للمجتمع الدولي.

واعتبروه كذلك، تجاهلا من أديس أبابا لدور الوسطاء الإفريقيين والدوليين، وفرضا لسياسة الأمر الواقع على القاهرة والخرطوم. 

وأجمع ناشطون على أن ضرب السد هو الحل الآن قبل استكمال الملء الثاني، لحماية البلاد من تبعاته وتجنب ما يسببه مستقبلا من إضرار بحقوق مصر المائية، وخلق أزمات اقتصادية ومعيشية.

وركز آخرون، على ضرورة رد اعتبار مصر، وتأديب إثيوبيا على تعنتها وتجاوزها قنوات التفاوض، وردع أي دولة أخرى تفكر في الإضرار بأمن مصر.

وعلى الجانب الآخر حمل ناشطون النظام المصري فشل حل أزمة السد، متهمين السيسي، بأنه من فاقم الأزمة بتوقيعه "وثيقة المبادئ 2015"، التي تتذرع بها إثيوبيا لاستكمال ملء السد، وحصلت بها على تمويل دولي لبناء السد.

ووصفوا توقيع السيسي، وعدم خروجه من الاتفاقية بأنه خيانة للشعب المصري وتفريط في حقوقه وحق الأجيال القادمة.  

السيسي، وقع على وثيقة الخرطوم في مارس/ آذار 2015، والتي أقر فيها بحق إثيوبيا في بناء السد، وبناء عليها تقول أديس أبابا إنها ماضية بخطتها لملء حوض السد، الذي بدأته في  يوليو/ تموز 2020، وتزعم أنه لا حاجة لإخطار مصر والسودان بذلك.

تحد للعالم

أستاذ العلوم السياسية الأكاديمي المصري حسن نافعة، قال إن إعلان إثيوبيا رسميا بدء الملء الثاني قبل يومين فقط من انعقاد جلسة مجلس الأمن المخصصة للنظر في هذا النزاع يمثل تحديا للمجتمع الدولي كله.

وأضاف: "إذا لم تستطع الأمم المتحدة، إيجاد مخرج يحفظ لجميع الأطراف حقوقها فلا مناص من قيام مصر باتخاذ ما تراه ضروريا لاستخلاص حقوقها بكل الوسائل المتاحة.. ".

الناشط الحقوقي والمعارض أسامة رشدي، أشار إلى أن إثيوبيا تتعامل من منطلق: "حد ليه شوق في حاجة"، لافتا إلى أن سد النهضة يكتسب بملئه الثاني حصانة ضد أي عمل عسكري لأنه بالفعل يحتوي الآن على حوالي 6 مليارات متر مكعب من المياه.

واعتبر ذلك يوما حزينا للمصريين لأنه بداية النهاية لمصر التي خانتها طغمة عسكرية اغتصبت السلطة.

حلول فاشلة

ناشطون، من جانبهم نددوا بالحلول البديلة المقترحة لتفادي تبعات الملء الثاني لسد النهضة وتشغيله والتسبب في عطش المصريين وتأثير ذلك اقتصاديا ومعيشيا.

كما استنكروا حفاوة الإعلام المصري بإنتاج أول عينة من مياه الصرف الصحي المعالج بمدينة السادات بمحافظة المنوفية "دلتا مصر"، وذلك ضمن مشروع السيسي لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي.

الدكتور مصطفى جاويش، قال: إن "أصل الحكاية: واحد مضى على ورقة، وواحد حلف؛ وكانت كارثة ضياع مياه النيل بسبب اتفاقية مارس 2015 بتقنين إنشاء سد النهضة".

وأضاف: "انتهت الحكاية وأرسلت إثيوبيا تعلم مصر ببدء الملء الثاني للسد، وراح السيسي، يحتفل بالمزيد من الإنجازات في معالجة مياه الصرف الصحي".

مغرد، عربي قال: إن مصر ربما تلجأ إلى حلول تحلية مياه البحر ومعالجة المياه المستعملة (الصرف الصحي) لتعويض النقص الهائل في منسوب مياه النيل.

وسخر الناشط الدكتور أحمد سلام قائلا: "السيسي يواجه سد النهضة بإجراءات قوية بدءا من تبطين الترع مرورا بمحطات تحلية مياه البحر وأخيرا محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وكلها أسلحة فتاكة ترعب إثيوبيا وتروي المصريين بالهنا والشفا".

ضرب السد

ودعا ناشطون الجيش المصري ورئيس النظام إلى ضرب السد قبل فوات الأوان، مستنكرين غياب الموقف الرادع لما يمس الأمن القومي المصري.

الباحث محمود جمال، قال: إن انشغال نظام السيسي، بالملف الليبي في 2019 و2020 جاء على حساب ملف سد النهضة، الذي كان من الأولى أن يسخر له كل القوى حفاظا على أمن مصر القومي.

وأضاف أن هذا السد كان من المفترض أن يصبح ركاما منذ سنتين، وخلل الأولويات هو من أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن، محذرا من أن ضرب السد إن لم يكن الآن فسيكون فات الأوان.

وأكد الناشط السياسي عبدالله مفضل الوزير، إن جناية النظام المصري تمثلت في عدم اتخاذ أي موقف عسكري تجاه تهديد سيادي، وأيضا لازال منبطحا لمن تآمر من دول الخليج مع إثيوبيا.

وذكر مغرد آخر، بأن "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، هي قاعدة منطقية تاريخية منذ الخليقة يعلمها الجيش المصري والكبير وأصغر صغير.

وأكد أنه لا بديل عن رد حق مصر وشعبها بالقوة الآن، وليس غدا، ومياه الصرف الصحي تشربها إثيوبيا وأعوانها ولن يهان شرف جيش مصر العريق.

خيانة وتفريط

الصحفي أحمد القاعود، حذر من أن مصر تمر بمرحلة تاريخية يدفع المصريون ثمنها فقرا وتشريدا إذا لم يتم تدمير سد النهضة، ومنع قيام أي سد آخر على النيل، معتبرا المهادنة والمماطلة والتخاذل في حقوق المصريين خيانة.

وقال المغرد محمد فارس: "يا شوية خونة ياللي ضيعتوا البلد أنتم والسيسي قائد الانقلاب العسكري، إثيوبيا بتطلع ليكوا كلكم لسانها.. وبتقولكم أنا بملء الملء الثاني لسد النهضة واشربوا يا مصريين من البحر قصدي من مياه الصرف الصحي.. يا شوية خونة.. يا شوية منتفعين عايشين جوة وبرة مصر".

ورأى المغرد شادي إبراهيم، أن المسؤول الأول والأخير عن أزمة سد النهضة هو السيسي، والجيش، واصفا ما حدث بأنه "خيانة كبرى للشعب والأجيال القادمة".