بدعم القضية الفلسطينية.. رياضيون يسجلون أهدافا في مرمى المطبعين

سام أبو المجد | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

غدت قضية فلسطين والأقصى معيارا لدى الجماهير العربية لتقييم النجوم واللاعبين، خاصة الذين وصلوا إلى مستويات تمكنوا من خلالها التأثير على الملايين.

وزادت شعبية بعض نجوم كرة القدم لدى الجماهير العربية، عقب إعلان تأييدهم لفلسطين، خصوصا مع الأحداث الأخيرة التي شن فيها الاحتلال الإسرائيلي حربا على الفلسطينيين منذ 13 أبريل/نيسان 2021.

في المقابل، تعرض عدد آخر لهجوم من قبل الجماهير، وذلك لتأخرهم في إعلان دعمهم للقضية الفلسطينية، وبيان موقفهم من الأحداث الحالية، خصوصا بعد حملة التطبيع الذي سعت لاستيعاب إسرائيل في الوجدان العربي.

كان من أبرز من زادت شعبيتهم بعد إعلان تأييدهم لفلسطين االنجم الجزائري ولاعب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي رياض محرز، بالإضافة إلى المغربي أشرف حكيمي، والنجم التركي المعروف مسعود أوزيل. وكذلك المصري ولاعب أرسنال الإنجليزي محمد النني.

وعبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى نجوم الكرة استياءهم من الاعتداءات الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على الفلسطينيين.

كما ارتدى لاعبو فريق فنربهشه التركي قمصانا عليها أعلام وشعارات مناصرة لفلسطين قبل مباراتهم مع فريق "سيواس سبور"، كتعبير تضامني.

وشهد نهائي كأس انجلترا مظاهر للتضامن مع فسلطين، حيث رفع لاعبا ليستر سيتي حمزة تشودري وويسلي فوفانا علم فلسطين خلال احتفال فريقهما بكأس الاتحاد الإنجليزي، تحت أنظار 15 ألف متفرج.

وبعد انتقادات طالته لصمته، نشر اللاعب المصري الشهير محمد صلاح، على حسابه بموقع تويتر، صورة تضامنية مع القدس، ظهر فيها واقفا أمام قبة الصخرة بالقدس المحتلة.

دعا صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي، زعماء العالم للتدخل و"بذل ما بوسعهم لوقف قتل الأبرياء" في القدس وغزة.

شعبية غير مسبوقة

الجزائري محرز، من أبرز من زادت شعبيتهم مؤخرا، لدعمه القضية الفلسطينية، وذلك بعد أن أعرب عن تضامنه المطلق مع المرابطين في المسجد الأقصى إثر اقتحام باحاته من قبل القوات الإسرائيلية.

محرز نشر عدة تغريدات على حسابه الموثق في تويتر، من بينها صورة لعلم فلسطين عبر حسابه مع شعار "الانتصار"، وذيلها بهاشتاج Palestine # وهاشتاجSaveSheikhJarrah#، وصورة أخرى لكفين يرتفعان بالدعاء للشعب الفلسطيني.

وقد أشاد المغردون والناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بموقف محرز، وحققت تغريداته تفاعلا واسعا لدى الجمهور العربي، وبلغت أرقاما قياسية غير مسبوقة، وانعكس ذلك على شعبيته، التي اتسعت جراء موقفه من القضية الفلسطينية.

ويعول كثيرون على مشاهير المستديرة في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية وما يجري في فلسطين من حملة شرسة تستهدف أبناء غزة من قبل الكيان الاحتلال الإسرائيلي.

وحتى مساء الخميس، أسفرت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، برا وجوا وبحرا، عن استشهاد 243 فلسطينيا، بينهم 65 طفلا، و39 سيدة، و17 مسنا، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1910 بجروح مختلفة، منها 90 صنفت شديدة الخطورة.

غضب وتصعيد

وبالقدر الذي زاد التضامن مع فلسطين من شعبية لاعبين، فإنه قد عرضهم لهجوم وحملات ممنهجة تستهدفهم وتدعو لفصلهم من أنديتهم، وكان أبرز من تعرض للهجوم لاعب أرسنال، النني، حيث نشر تغريدة على حسابه في تويتر باللغة الإنجليزية قال فيها: "قلبي وروحي مع ما يحدث هناك، ودعمي الكامل لفلسطين".

وقوبل موقفه بانتقادات من قبل المتعاطفين مع إسرائيل في أوروبا، إذ اعتبروا التغريدة "تصرفا يخالف المبادئ الرياضية التي تنص على التزام الحياد"، كما قوبل بمواقف غاضبة من قبل مسؤولين، وغضب البرلماني البريطاني المنتمي لمنظمة "بورد أوف ديبيوتيز" اليهودية، تل عوفر.

وكتب عوفر، عضو المنظمة اليهودية في بريطانيا، عبر حسابه على "تويتر": "عندما تحدث أوزيل (نجم أرسنال السابق) عن مسلمي الإيغور، سارع أرسنال وأكد أن موقفه يختلف تماما عما صرح به أوزيل ضد الصين"، مضيفا "بالأمس نشر النني صورة يدعم فيها فلسطين من خلال خريطة لا تظهر إسرائيل، فماذا سيفعل أرسنال؟!".

وتابع عوفر حملته ضد النني، قائلا "أتذكر عندما قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بإيقاف الفرنسي نيكولاس أنيلكا والأوروغوياني لويس سواريز، والآن عليهم إيقاف النني بسبب هذه التغريدة، لقد توصلت أيضا مع مسؤولين في شركة لافازا وأديداس رعاة أرسنال من أجل معرفة آرائهم بشأن ما كتبه اللاعب".

وقد أدى هذا التصعيد إلى دخول النادي على الخط، وذكرت صحفية "ذا جويش كرونكيل" البريطانية أنها تواصلت مع مسؤولين في "أرسنال" ونقلت لهم شكاوى بعض مشجعي النادي الذين طالبوا بمعاقبة اللاعب المصري.

وكشفت الصحيفة في تقريرها 12 مايو/أيار 2021 عن رد أرسنال الذي تضمن التالي: "كما هو الحال مع جميع موظفي ولاعبي النادي، يحق للجميع التعبير عن آرائهم"، مضيفة "أن مسؤولي الفريق سيتحدثون مع النني لكي يدرك الآثار الأوسع لتغريدته".

وردا على الحملة الأوروبية التي طالت النني وطالبت بفصله من أرسنال، عبر ناشطون عرب عن دعمهم ووقفوهم إلى جانب اللاعب المصري، وأطلق مغردون حملة بعنوان "نحن ندعم النني".

فيما كتب اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة تغريدة أشاد فيها بالنني قائلا: "أمثالك نفتخر بهم ونعتز.. كل الدعم والمساندة يا نجم".

تهديد بالاعتداء

الحملة التي استهدفت النني، طالت نجوما آخرين عبروا عن دعمهم للقضية الفلسطينية ضد ما يقوم به الكيان الصهيوني، فيما أطلق عدد من مشجعي نادي أياكس أمستردام الهولندي حملة ضد اللاعب المغربي نصير مزراوي، وذلك عقب تغريداته الداعمة لأبناء غزة.

وكان مزراوي قد نشر صورة عبر خاصية القصص القصيرة على "إنستغرام"، لطفل فلسطيني ممسك بحجارة أمام جندي مسلح من قوات الاحتلال، ومكتوب عليها "الحرية لفلسطين"، كما شارك اللاعب المغربي صورة للمقاتل الروسي حبيب نورمحمدوف، عبر نفس الخاصية، معلقا "لا تحتاج لتكون مسلما حتى تساند غزة، فقط تحتاج أن تكون إنسانا".

بعض الشخصيات السياسية، دعت إدارة أياكس أمستردام، عبر المدير الرياضي مارك أوفرمارس، إلى طرد اللاعب المغربي من صفوف الفريق، تلبية لمطالب منتمين لفصيل "الألتراس" المساند للفريق الهولندي.

ونشر المحامي الهولندي رون إيسينمان، تغريدة، قال فيها  "أن تنشر شعار تعيش فلسطين وأنت لاعب كرة القدم المحترم، فإنه أمر غير مفهوم كما أن هناك إشكالا ما"، في إشارة إلى عدم انسجام التدوينة مع مكانة اللاعب الذي ينتمي لفريق أياكس أمستردام.

المغربي حكيمي، نجم إنتر ميلانو الإيطالي هو الآخر عبر عن موقفه من الأحداث الراهنة في فلسطين، ونشر تغريدة على حسابه في تويتر كتب فيها: "الحرية لفلسطين"، وهو من بين الوسوم الأكثر تداولا عبر المنصة حينها.

وكانت المضايقات للاعبين والنجوم قد تطورت إلى حد التهديد بالاعتداء الجسدي والمعنوي للاعبين الذين يحترفون في أندية أوروبية عدة، ويحظون بالإعجاب من قبل ملايين الجماهير.

ويبدو أن مبعث ذلك التهديد أن المتعاطفين مع الكيان الإسرائيلي يخشون من نجاح النجوم في تعريف العالم بحقيقة القضية الفلسطينية التي يجهلها كثيرون، كما يخشون أن ينجحوا في كسب أو حشد التأييد والتضامن مع المدنيين في فلسطين.