في ظل مخرجات قمة مجموعة السبع.. ما مستقبل الصراع الدولي بآسيا؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تثار تساؤلات دولية بشأن مستقبل آسيا، من خلال التركيز على الأنشطة الروسية "المضرة" والتوسع الصيني العسكري الاقتصادي في القرارات المتخذة باجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع "G-7" الذي عقد في لندن تحت رئاسة بريطانيا.

فالقرارات المتخذة على منصة "G-7"، والتي تجمع بين الاقتصادات السبع الأكثر تقدما في العالم (الولايات المتحدة الأميركية، كندا، إنجلترا، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، اليابان) والاتحاد الأوروبي، تحدد أجندة السياسة الدولية السياسة "وتجعل من اللازم علينا أن نجري توقعات بشأن مستقبلها".

تكتل هش

لكن وقبل كل شيء، يقول مركز أنقرة لدراسة الأزمات والسياسات التركي: "يجب علينا أن نبين أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع أكدوا في البيان الختامي للاجتماع (صدر في 5 مايو/أيار 2021) على الأنشطة العسكرية الصينية "الخطيرة"، خاصة في خليج تايوان وبحر الصين الجنوبي، و"انتهاكات حقوق الإنسان" في شينجيانغ والتبت وهونغ كونغ. 

ومع أن إيطاليا وألمانيا لم تكونا راغبتين في إدراج الكلمات "التهديدية" ضد الصين، فإنه تم تضمين الانتقادات الموجهة لبكين في البيان النهائي للاجتماع.

وأردف الكاتب والباحث جينك تامير أنه وعلى الرغم من اعتراضات أوروبا ومخاوفها، فقد جاء في البيان التالي: "نكرر معارضتنا الشديدة لأي عمل أحادي الجانب من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوترات وتقويض الاستقرار الإقليمي وعرقلة النظام القائم على القواعد الدولية، ونعرب عن قلقنا البالغ إزاء التقارير المتعلقة بالعسكرة والقمع والإرهاب في المنطقة".

كما دعا الوزراء، الصين إلى العمل وفقا لدورها الاقتصادي العالمي والوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها فيما يتعلق بالنظام الليبرالي. 

بعد هذه التحذيرات، قال الوزراء إنهم سيبحثون عن فرص للتعاون مع الصين لتعزيز السلام والأمن والازدهار الإقليمي والعالمي، وفقا للباحث التركي.

وعلى الناحية الأخرى، كانت "الأنشطة غير المسؤولة والمزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا والقرم من البنود الأخرى المهمة على أجندة اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع. 

وقدم عدد الوزراء هذه الأنشطة "المضرة" لروسيا في بيانهم الختامي على النحو التالي: 

"التعبئة والحشد الهائل للقوات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي تم ضمها بشكل غير قانوني، والأعمال التي تهدف إلى تقويض الأنظمة الديمقراطية للدول الأخرى، والأنشطة السيبرانية الخبيثة واستخدام تقنيات التضليل المعلوماتي."

وقال الكاتب: على الرغم من إعلان دول مجموعة السبع صراحة أنها تدعم أوكرانيا، إلا أنها لم تقدم اقتراحات محددة بشأن الخطوات التي يمكن اتخاذها ضد هذه الأعمال "المضرة" لروسيا.

 وبحسب العديد من المحللين فشلت الدول الأوروبية في الرد بالشكل المناسب على كلا البلدين، على الرغم من أن تلك الدول تملك قدرة وطنية أكبر من الصين وروسيا مجتمعتين. 

ويلفت تامير إلى أن روسيا والصين تريان أن الولايات المتحدة هي المسؤولة الرئيسة عن هذا، وتزعمان أن واشنطن تستفز الدول الأوروبية وبقية دول العالم في مواجهة هذه الانتقادات من دول مجموعة السبع، والتي يمكن أن نسميها الدول الغربية أو الليبرالية. 

كما تقول الصين بأن الغرب لم يعد يشكل النظام الدولي ويحدد أجندة العالم.

ويتابع: وهكذا، لا تأخذ كل من روسيا والصين ردود أفعال دول مجموعة السبع على محمل الجد ولا تكترث لها. 

فشل متوقع

لربما تكون الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تضع لها روسيا والصين اعتبارا، لكن موسكو وبكين اللتين تكادان تكونان موقنتين بفشل الولايات المتحدة في سياساتها الآسيوية، بدأتا الهجمات الوقائية في المنطقة حولهما، تماما كما فعلت الولايات المتحدة في العراق عام 2003.

ويوضح ذلك بالقول: يعتقد كلا البلدين أن دورهما قد حان لتنفيذ "هجمات وقائية" في آسيا. وبناء على ذلك، تحركت موسكو وبكين لملء فراغ السلطة الذي أحدثه وسيحدثه فشل واشنطن في القارة الآسيوية. 

واليوم، أصبحت آسيا الوسطى والقوقاز وأفغانستان وباكستان والهند وميانمار ودول شبه القارة الهندية الأخرى مفتوحة على التدخلات العسكرية والأمنية والاقتصادية من قبل روسيا والصين.

وهنا لن يكون من الصواب أن نتوقع من دول مجموعة السبع تطوير إستراتيجية جماعية ضد روسيا والصين. 

ويقول الكاتب إن منصة G-7 التي تعتبر مؤسسة دولية على مستوى الحكومات، بعيدة كل البعد عن تطوير سياسة وإستراتيجية خارجية مشتركة أو تطوير التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء.

فعلى سبيل المثال، من الصعب للغاية أن تتوافق مصالح اليابان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع مصالح إيطاليا في البحر الأبيض المتوسط ​​وإنجلترا في المحيط الأطلسي. 

وبسبب مثل هذه العوامل، لا تستطيع دول مجموعة السبع اتخاذ قرارات مشتركة وملموسة بشأن روسيا والصين.

ويردف الكاتب: فمثلا، بينما تقوم ألمانيا بتطوير التعاون مع روسيا في سياق مشروع نورد ستريم ـ 2، وتطالب فرنسا بمطالب مماثلة لشراء الغاز الطبيعي من روسيا، لا يبدو من الممكن لهذه الدول أن تنتقد الأنشطة العسكرية لموسكو في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بشدة وحزم.

وبالمثل، من الطبيعي تماما أن تمتنع الدول الأوروبية وخاصة إيطاليا وألمانيا، التي تحتاج إلى دعم استثماري وتمويلي لمشروع طريق الحزام الصيني، عن توجيه انتقادات صارمة للصين بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية، بحسب ما يراه الكاتب.

ويستطرد: من ناحية أخرى، من الطبيعي أن تشعر اليابان والولايات المتحدة وكندا، وهي الدول المجاورة للصين في المحيط الهادئ بالانزعاج من الأنشطة العسكرية الصينية التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي، وترغب بالتالي توجيه رسائل قاسية إلى بكين.

وهو يرى بأن اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع يحمل رسائل واضحة حول مستقبل آسيا. فلا تزال الولايات المتحدة تتحرك معتقدة بأن الغرب الذي تقوده، هو من يحدد السياسات العالمية ويشكل النظام الدولي.

ويقول: لهذا، تضغط إدارة واشنطن على المنظمات الدولية الليبرالية لتطوير خطة عمل مشتركة ضد روسيا والصين، اللتين تتحديان القيادة الأميركية العالمية. 

وعلى الرغم من ذلك، تريد دول أوروبية أخرى مثل بريطانيا، توضيح ووضع سياساتها الخاصة تجاه روسيا والصين بمعزل عن المصالح العالمية للولايات المتحدة.

ويختم تامير مقاله بالإشارة إلى أن القرارات غير الواضحة التي تفتقر إلى إستراتيجية مشتركة، التي اتخذتها دول مجموعة السبع، تظهر أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون في وفاق وانسجام تام مع السياسات الآسيوية لدول العالم الليبرالي. 

في النهاية، توجه كل من روسيا والصين رسالة واحدة فقط تقولان فيها: "لا يمكن لمستقبل آسيا أن يكون بيد الغرب".