"عنصرية وانحياز".. هكذا فضحت أحداث القدس منصات التواصل الاجتماعي

12

طباعة

مشاركة

غضب عارم عبر عنه ناشطون عرب، إثر حذف "إنستغرام"، صورا ومقاطع فيديو للاعتداءات التي يشهدها المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع شهر رمضان، والتي تصاعدت مؤخرا.

وأطلق الناشطون عبر مشاركتهم في وسم #منصات_التواصل_تحجب_الأقصى، دعوات لمقاطعة مواقع التواصل، مؤكدين أنها تمثل "تهديدا للحرية"، لأنها "انتقائية" في مواجهة كل ما يتعارض مع مصالحها وفي المقابل تعزز كل ما يخدم أجنداتها.

ونصح ناشطون بإعادة تقييم منصات التواصل على المتجر الخاص بتحميل التطبيقات، بنجمة واحدة، داعين لحذف التطبيقات تضامنا مع القضية الفلسطينية، واحتجاجا على سياسة الحجب المتماهية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار ناشطون إلى أن مفهوم حرية الرأي والتعبير لدى مواقع التواصل الاجتماعي "مزاجية وانتقائية" وفقا للأجندة التي تتبع لها المنصة الإلكترونية، متهمين المنصات بادعاء مناصرة الحريات في الوقت الذي يصادرونها فيه ويمنعون الحديث عن قضية عربية. 

بدورها، اعتذرت منصة "الإنستغرام" عن عدم ظهور منشورات وقصص أحداث حي "الشيخ جراح" بالقدس المحتلة، منذ 7 مايو/أيار 2021، زاعمة أنها مشكلة فنية عالمية واسعة الانتشار، ولا تتعلق بأي موضوع معين.

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي لطرد عائلات فلسطينية من منازلها ومنحها لمستوطنين، فيما يواجه الفلسطينيون اعتداءات الاحتلال ويرفضون الخروج من منازلهم، ويقاومون محاولات فرض سياسة التهجير القسري.

واقتحمت قوات الاحتلال في 7 مايو/أيار، المسجد الأقصى، في وقت يحتشد فيه الفلسطينيون للاعتكاف بالأيام العشر الأخيرة من رمضان، مما أسفر عن اندلاع مواجهات مع المرابطين في الأقصى وقوات الاحتلال، أدت لإصابة عشرات الفلسطينيين.

وتداول الناشطون على مدار الأيام الماضية مقاطع فيديو وصورا على منصات التواصل الاجتماعي، تبرز اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين ومقاومة حشود المرابطين في القدس ‏وردهم على انتهاكات الاحتلال بالحجارة ومقاومة عنفهم بأبسط الأساليب البدائية.

محاولات فاشلة

وأكد الناشطون أن حجب منصات التواصل الاجتماعي لوسم "المسجد الأقصى"، وإلغاء المحتوى الذي يعري الاحتلال ويكشف تواطؤ العالم الغربي والعربي والإسلامي معه لن يؤثر في أصحاب العقائد الراسخة والمؤمنين بالقضية الفلسطينية. 

ووصف الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، ما حدث "محاولة يائسة" قائلا: "لا أحد في الدنيا يمكنه حجب قضية هي عقيدة لمئات الملايين من البشر".

وأضاف: "خابوا وخسروا فلن يتمكنوا من حجبه إلا لو حجبونا جميعا من هذه الحياة، وقد ازداد اهتمام الناس وازداد انتشار القضية والحديث عنها رغم ما فعلوه".

بدوره، كتب المحامي صلاح العلاج: "القدس والمسجد الأقصى في قلوبنا ولن يستطيع كائن من كان مسح عقيدتنا وإيماننا، وألسنتنا تلهج بالدعاء لإخواننا بالثبات في وجه الكيان الصهيوني الذي سيفشل في محاولاته طمس هويتنا الإسلامية الراسخة".

قمع الحرية

وأجمع ناشطون على أن مواقع التواصل الاجتماعي "ليس بها أي حرية"، متهمينها بـ"العنصرية" وحجب المعلومات والعمل على تنفيذ أجندة عدائية لقضايا الأمة.

ووصفت المحامية والناشطة الحقوقية تقى المجالي، منصات التواصل الاجتماعي التي حجبت "الأقصى" بأنها منصات "تواطؤ وتحكم بالفكر والرأي العام وتوجيهه لإرضاء اللوبيات الإجرامية".

وأضافت: "لو كانت لدينا منصاتنا الخاصة لما حدث كل هذا"، مشيرة إلى أن الحل المؤثر هو خفض تقييم هذه التطبيقات إلى نجمة واحدة في المتجر و"عدم التعويل على كل مدعي الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان زيفا".

وقال المغرد فيصل: إن "مسالة حرية التعبير مجرد كلام يتغنى به الغرب، وفي الحقيقة هم يمارسون أسوأ أنواع كبت الحرية وتزييف الحقائق". وأكد صاحب حساب "معالي موجز الأخبار"، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تنحاز بشكل واضح ضد المستخدم العربي الذي يغرد عن قضايا الأمة، مشيرا إلى أن أجندتها في المنطقة "أصبحت واضحة للجميع".

الإمارات متورطة

واتهم ناشطون الإمارات بالوقوف وراء حجب الوسوم المناهضة للاحتلال والمتضامنة مع المقدسين، على منصات التواصل الاجتماعي، مستنكرين تجاهل السفير الإماراتي لدى الاحتلال الإسرائيلي محمد آل خاجة، للأحداث المشتعلة بالقدس.

وقال المغرد رياض: "لا تتعجبوا لو اكتشفتم يوما أن دويلة قرن الشيطان وقائدها شيطان العرب يقف وراء هذا الحجب"، معتبرا أن "نصرة الأقصى تبدأ من مقاطعة الإمارات".

من جانبه، أكد المغرد متعب بن عبدالله، أن "الإمارات هي من تحجب وتلغي لتعيش الأمة الإسلامية بذل وقهر".

ودعا ناشطون لمقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي التي أظهرت انحيازها للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن ذلك "واجب وطني وشرعي".

وحثت المغردة خلود، المسلمين على "مقاطعة الانستغرام حتى يتم الاعتذار وينصف الأقصى المبارك".

فيما قال مغرد آخر: "نعم لمقاطعة أي منصة تحجب الأقصى وتنصر المحتل على المقاوم وصاحب الأرض".

منصات عربية

واقترح ناشطون إطلاق منصات عربية داعمة للقضايا العربية ومعبرة عن صوت الشعوب، مشيرين إلى أنها ستكون أيضا ضربة موجعة للغرب على كافة الأصعدة.

ورأى الإعلامي معتز مطر، أن ما حدث في الـ48 ساعة الماضية  -على  منصات فيسبوك وتويتر وإنستغرام - من حذف حسابات وتقييد الوصول وإخفاء الهاشتاجات المتعلقة بالأقصى "يؤكد حاجتنا الماسة لمنصات عربية حرة  بعيدا عن الحكومات، تنقل النبض  الحقيقي للباحثين عن الحرية في هذا الوطن المنكوب".

من جانبه، أكد المغرد خالد القحطاني على "ضرورة وجود منصة عربية للعرب تساند قضاياهم".