انتصار جديد للمصلين.. هذا ما كشفته المواجهات مع الاحتلال في الأقصى

12

طباعة

مشاركة

ندد رؤساء حكومات عربية وشخصيات بارزة وناشطون على موقع تويتر، باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة 7 مايو/أيار 2021، المسجد الأقصى واعتدائهم على المصلين ومهاجمة حي الشيخ جراح، مما أسفر عنه إصابة العشرات.

جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أفادت بأن 208 فلسطينيين أصيبوا عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، وإطلاقها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على المصلين في المصلى القبلي لإجبار المواطنين على الخروج منه، واعتقالها عددا منهم.

وبعد ليلة دامية، وقبل فجر اليوم، تمكن آلاف المصلين من دخول المسجد الأقصى وأداء صلاة الفجر من خلال "باب حطة" في الجدار الشمالي للمسجد. وتداول الناشطون مقاطع فيديو تبرز زحفهم لدخول المسجد مهللين ومكبرين بتمكنهم من دخوله، وأرفقوها بتحيتهم.

ورغم أن بعض الدول العربية أدانت اقتحام سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، إلا أن ناشطين رأوها خطوة غير كافية، واستنكروا صمت باقي الدول الأخرى والمطبعين، مؤكدين أن الاحتلال كشف الوجه القبيح لهم ووضعهم في موقف محرج.

وأرفقوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح، #القدس_تنتفض مقاطع فيديو تبرز تعديات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، ساخرين من اداعاءت الدول المطبعة أخيرا بأن التطبيع اشترط السلام في القدس، وهو ما تردد خصوصا على لسان دولة الإمارات.

مشاركات بارزة

وتداول الناشطون صورا ومقاطع فيديو تبرز حشود المرابطين في القدس والمتظاهرين المقاومين للاحتلال والرافضين لاعتداءاته على حي الشيخ جراح، ويتعالى من المقاطع أصوات الهتافات المناصرة للفلسطينيين.

وتناقل الناشطون مقطع فيديو لحظة دخول المصلين إلى المسجد الأقصى من باب حطة بالتهليل والتكبير قبل قليل.

وبرزت مشاركات رؤساء حكومات عربية وشخصيات سياسية بارزة في الوسوم المنددة بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وبدوره، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، وقوفه دائما إلى جانب القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وأدان الهجوم على المسجد الأقصى والإخلاء القسري غير المسبوق للمواطنين الفلسطينيين. 

وأكد أن هذه التصرفات تقوض عملية السلام، داعيا المجتمع الدولي الالتزام بمسؤولياتهم بإيجاد حل عادل لصالح الفلسطيينين.

وأشار السياسي اللبناني جبران باسيل، إلى أن مدينة القدس تواجه الاحتلال، دفاعا عن الحق بالحياة والوجود الحر، وأهل الأرض ينتفضون لكرامتهم في الشيخ جراح وفي الأقصى، مؤكدا أن اطفال فلسطين وشبابها ونساءها هم البوصلة.

وندد ناشطون بتطبيع بعض الدول العربية وعلى رأسهم الإمارات والبحرين مع إسرائيل في الوقت الذي تصعد فيه قوات الاحتلال عداءها ضد الشعب الفلسطيني، وتقتحم المسجد الأقصى. 

وقال الناشط والإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية عزام التميمي: "يا للعار. ست عواصم عربية يرفرف فيها العلم الصهيوني بينما الصهاينة ينتهكون حرمة الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويعطلون الصلاة فيه في العشر الأواخر من رمضان".

وأضاف: "هنيئا، وكل الشرف والعزة، لحماة القدس، المرابطين في مسجدها، والخزي والذل والهوان للمطبعين".

وعي وصمت

وحيا ناشطون وعي الشباب بالقضية الفلسطينية، وبروز مشاركات الشباب والأطفال في المسيرات المنددة بالاحتلال والرافضة له، ووجود حالة زخم على مواقع التواصل الاجتماعي للأحداث، مجمعين على أن الوعي عقبة دائما وأبدا بوجه المحتل الظالم الغاشم. 

وأشارت الصحفية ديمة الخطيب، إلى أن حملة #انقذوا_حي_الشيخ_جراح تحولت إلى استفتاء حول وعي الجيل العربي الصاعد، قائلة إن ما يبدو أن نتيجة الاستفتاء تميل بشكل واضح إلى كفة الحق: فلسطين.

وتداول الناشطون مقتبسا لتغريدة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقول فيها إن أكبر عقبة أمام توسع ما أسماها دائرة السلام ليست زعماء الدول بل هي الرأي العام في الشارع العربي الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعاية عرضت إسرائيل بشكل خاطئ ومنحاز.

وأطلقوا وسم #أنا_عقبة، شاركوه على الوسوم المنددة بما يحدث في الشيخ جراح، والمستنكرة لتعدي قوات الاحتلال على المسجد الأقصى.

وقال الإعلامي سامي كمال الدين: "#أنا_عقبة أمامكم.. فشلت كل دعاياتكم الكاذبة وظلت الشعوب العربية تلعنكم وستظل. وسنعود.. والله سنعود.. أليس الصبح بقريب".

 واستتكر ناشطون صمت بعض الدول وخاصة الخليجية أمام جرائم الاحتلال الأخيرة.

ورأى الكاتب والصحفي محمد الهاشمي الحامدي، أن من الغريب، أو ربما ليس غريبا، أنه لم تصدر كلمة واحدة من الملك سلمان أو نجله محمد بن سلمان، عما جرى أمس والأيام القليلة الماضية من ظلم صهيوني صارخ في القدس المحتلة والمسجد الأقصى والشيخ جراح، ولا من محمد بن زايد حاكم الإمارات طبعا.

وأشار الكاتب وائل قنديل، إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد السعيد بصداقة الشخص الذي أسعد إسرائيل-في إشارة إلى رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي- ابتلع لسانه أمام ما أقدم الصهاينة عليه من ارتكاب جريمة تهجير سكان حي الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى.

وذكر بأن هذا الرجل أسس دعايته الانتخابية على مقاومة التطبيع (خيانة عظمى) وإعلان أن فلسطين، كل فلسطين عربية وللفلسطينيين، لكنه اليوم يلتزم الصمت.

حفاوة بالنصر

واحتفى الناشطون بتمكن الفلسطينيين من العودة لدخول المسجد الأقصى مرة أخرى، وتمكن المئات من أداء صلاة الفجر في ساحاته ومصلياته، فجر اليوم السبت 26 رمضان.

ونشر الناشط الفلسطيني محمد المدهون مقطع فيديو لمسيرة المرابطين وقوافلهم التي عادت بالمئات للاعتكاف مجددا في المسجد الأقصى بعد 5 ساعات من  الضرب والاعتداء والتنكيل مارسها جيش الاحتلال بحق المرابطين المعتكفين في ساحاته سعيا لتفريغه بالكامل.

ونشر مراسل الجزيرة محمد النجار مقطعا آخر، موضحا أن الأهالي دخلوا المسجد الأقصى بالتكبير والهتافات من باب حطة لأداء صلاة الفجر مجددين عهد الحب والوفاء له ولأبوابه وباحاته ومصلياته وكل حبة تراب على ثراه.

وأكد ناشطون على أن صمود الفلسطينين يمثل صفعة على وجه المطبعين والمتهمين لهم ببيع قضيتهم.

قال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إن صمود الشعب الفلسطيني في #حي_الشيخ_جراح وفي المسجد الأقصى المبارك، يشكل صفعة على وجه كل من يروج فكرة "الفلسطيني باع أرضه".

وأكد الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، أن الصمود الأسطوري والثبات البطولي في #حي_الشيخ_جراح، فضح الله به الاحتلال وكشف به كل أكاذيب المطبعين والصهاينة العرب، قائلا: "هنا شعب يدافع عن المسجد الأقصى، ولم يفرط بأرضه، ولم يتخل عن مقاومته".