حي الشيخ جراح.. هكذا أثبت أن جيل "تيك توك" لم ينس القضية الفلسطينية

12

طباعة

مشاركة

ندد ناشطون على تويتر بمواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي قمع أهالي الشيخ جراح بالقدس المحتلة والتعدي عليهم واعتقال المشاركين في الاعتصامات الرافضة للتهجير القسري الممنهج للفلسطينيين بغطاء قانوني.

ومن المقرر أن يصدر اليوم الخميس 6 مايو/أيار 2021، قراراً من المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن التماس قدمته 4 عائلات ضد قرارات طردها من منازلها، وذلك ضمن سلسلة قضايا ينظرها القضاء الإسرائيلي منذ سنوات، قدمتها جمعيات استيطانية ضد الفلسطينيين. 

الناشطون صعدوا مشاركتهم على وسوم عدة ترصد انتهاكات الاحتلال وتبرز صمود الفلسطينيين ومقاومتهم للاحتلال ورفضهم التفريط من مساكنهم للمستوطنين، أبرزها: "#انقذوا_حي_الشيخ_جراح، #التحذير_الأخير، #المسجد_الأقصى، #حراك_بيت_المقدس #عملية_زعترة.

وتداولوا صوراً ومقاطع فيديو تبرز تعدي شرطة الاحتلال الإسرائيلي بوحشية على الفلسطينيين داخل حي الشيخ جراح، ويظهر فيها صمود الفلسطينيين ومقاومتهم.

وأعاد الناشطون نشر تغريدات شخصيات بارزة طالبوا فيها حكوماتهم بإتخاذ موقف تجاه الأحداث أبرزهم مطالبة عضو الكونغرس الأميركي ماري نيومان، خارجية بلادها شجب خروقات القانون الدولي التي تحدث في حي الشيخ جراح.

كما تحدثوا عن فشل الاحتلال في تزييف وعي الأجيال الجديدة المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك، إنستجرام، تيك توك.."، وخروج شبان فلسطينيين يؤمنون بقضيتهم، ومتمسكون بها، يستخدمون كافة الوسائل المتاحة بين أيديهم للتعريف بها.

صمود وصمت

وبرز حديثهم عن منتصر شبلي منفذ عملية إطلاق النار قرب حاجز زعترة العسكري، شمالي الضفة الغربية المحتلة، مطلع مايو/أيار التي أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة مستوطنين آخرين، منددين بوشاية السلطة الفلسطينية به ومشاركتها في اعتقاله.

وشهدت الليلة الماضية مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت، مما أسفر عن إصابة 10 فلسطينيين، واعتقال 5 شبان -بحسب ما أكدته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني-.

ويجري التصعيد في القدس المحتلة منذ إقرار الاحتلال الإسرائيلي تهجير سكان حي الشيخ جراح، إذ تواجه عشرات الأسر الفلسطينية خطر التهجير وإخلاء منازلهم بحكم محكمة إسرائيلية أمهلت الطرفين 4 أيام تنتهي اليوم للاتفاق. 

وحيا ناشطون صمود أهالي الشيخ جراح في وجه المستوطنين ومقاومتهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي وتمسكهم بمنازلهم وأرضهم.

وأكد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إن قضية حي الشيخ جراح ليست مجرد طرد سكان من منازلهم، إنها قضية كرامة وقضية صمود وقضية إثبات وجود!.

وأثنى عبدالعزيز بدر القطان على صمود الفلسطينيين المقاومين، قائلاً إن الشعب الفلسطيني ليس له وطن بديل عنه، والشعب الفلسطيني سيبقى مؤمناً صامداً كالطود في وجه العدوان الصهيوني.

واستنكر ناشطون صمت العالم أمام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتجاوزاته ومحاولة شرعنة وجوده وتمرير مخططاته للاستيلاء على القدس.

ونشرت الإعلامية روعة أوجيه صورة لفلسطينية تقاوم عشرات الجنود الإسرائيليين أثناء محاولة اعتقالة، متسائلة: "كيف يقف العالم صامتاً أمام منطق "إذا لم أسرق بيتك أنا، غيري سيسرقه"؟ كيف يشيح بأنظاره عن جريمة تُسجّل ثانية بثانية أمام أعينه؟ كيف يتركهم يقاومون وحدهم هكذا؟ ويقاومون!".

كما نشرت الإعلامية غادة عويس، صورة لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اعتقالها الطفل الفلسطيني أنس عبيد (16 عامًا) خلال اعتصام مع حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وإصابته بكسر في صدره وأنفه، قائلة إن "العالم المتوحش يسكت عن الظلم".

المقاومة مستمرة

وسخر ناشطون من استعانة الاحتلال بكتيبة مدججة بالسلاح لتنفيذ عملية اعتقال الفدائي منتصر شلبي منفذ عملية زعترة التي أدت إلى مقتل مستوطن واصابة اثنين آخرين، منددين بمشاركة السلطة الفلسطينية في عملية اعتقاله.

ونشر حامد العلي مقطع فيديو يظهر الآليات العسكرية الصهيونية التي اقتحمت بلدة سلواد لاعتقال منتصر شلبي، مؤكداً أنهم يعلمون أنّه أسد ويحتاجون ألف لمواجهته.

وأشار الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة إلى أن بطل عملية زعترة في قبضة الغزاة بعد مطاردة محمومة هستيرية، قائلاً: "المجد لك (منتصر شلبي)، والعار للمهزومين".

وأضاف أن "الضفة لا تئن تحت وطأة تعاون أمني ينفّذه طخيخة الأعراس، وحملة بطاقات الـVIP وحسب، بل تتعرّض منذ مجيء عباس عام 2004، لعملية إعادة تشكيل للوعي من أجل  إبعاد الناس عن المقاومة".

جيل تيك توك

وتحدث ناشطون عن فشل مشروع الاحتلال في تزييف الوعي وخروج أجيال فلسطينية جديدة مؤمنة بقضيتها ومتمسكة بها تستخدم كافة الوسائل المتاحة للتعريف بالقضية.

وأوضحت الإعلامية ديما الخطيب، أن المرابطون كل ليلة في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً، مؤكدة أن مشروع تفريغ الجيل الجديد من قيمه "فاشل".

وقالت: "جيل التيك توك يطل علينا من حي الشيخ جراح عبر بث مباشر يستضيفه مشاهير جيل انستغرام.. هذا شعب يجعل من كل شيء حجراً يقاوم به".

وأشار الناشط الفلسطيني ياسر عاشور، إلى أن "إسرائيل" من يوم ما احتلت فلسطين وهي تضحي بكل ما تملك لتغيير الواقع وتزييف وعي العالم عنها، لكن في 2021 تكتشف أن جيل من مواليد ما بعد الـ 2000 هو الذي يواجهها بوعيه وبأدواته وبيعبِّر عن الحالة بكل بساطة، قائلاً: "فلسطين إلنا وأنتم غُزاة غرباء مكانكم مِش هنا".

وصب ناشطون غضبهم على الدول المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ دعا الكاتب الكويتي داهم القحطاني المطبعين الخليجيين والذين يصمتون عن التطبيع مع العدو الصهيوني إلى التعلم من الشعب الكويتي كيف يرفض التعامل مع عدو أهوج يقتل اخواننا في فلسطين في كل لحظة.

وتساءل الصحفي والباحث محمد المختار خليل: "أين من زعموا أنهم في تطبيعهم يقومون بالذود عن الحق الفلسطيني؟! سمعنا تعازيكم في قتلى الجسر وتهانئكم لمسؤولي الكيان. لكن لم نسمع شيئا عن موقفكم مما يجري في القدس".