"اعتبرونا مدارس خاصة".. انتقادات لإجراء الامتحانات في الكويت حضوريا

الكويت - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عمت الكويت حالة من الجدل بعد استثناء وزارة التربية طلبة الصف الثاني عشر (الثانوي)، من قرار إنهاء الدوام الدراسي لباقي المراحل التعليمية في 20 مايو/أيار 2021 إثر تفشي فيروس كورونا.

وتحدثت وسائل إعلام محلية أن طلاب الثانوية سيجرون الاختبارات ورقيا وسيضطرون إلى الذهاب إلى المدارس لتقديمها، حيث تبدأ في 30 من ذات الشهر.

وشكك ناشطون عبر مشاركتهم في وسم ‏#برقبتك_12_يا_وزير_الصحة، في الاستعراضات التي تجريها الوزارة لإبداء استعداد المدارس لاستقبال الطلاب واتخاذها الإجراءات الاحترازية وتطبيق معايير السلامة والوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.

وحمل ناشطون كل الجهات المشاركة في القرار، والصامتة على تمريره مسؤولية سلامة الطلاب وذويهم، واستنكروا تعريضهم للخطر، مطالبين بسرعة التراجع عن القرار وإلغاء الاختبارات الورقية لخطورتها وإقررها أونلاين.

واقتبسوا تغريدات لمدراء مدراس ومدرسين أكدوا فيها عدم جاهزية المدارس لاستقبال الطلاب وعدم اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لحمايتهم من انتشار الفيروس، متداولين إقرار وزارة الصحة بأن تقييم عينة عشوائية من المدارس أثبتت عدم جاهزيتها للاختبارات الورقية. 

يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الكويت تزايدا لافتا في معدلات الإصابة بالفيروس، وأعلنت وزارة الصحة أن إجمالي الإصابات بكورونا بلغت 277832، والوفيات 1590.

فيما مددت السلطات الكويتية حظر تجوال جزئي يبدأ من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحا، ويستمر حتى نهاية شهر رمضان في 13 مايو/أيار، للحد من تفشي الفيروس، على أن يتم التراجع عن القرار بعد إعادة تقييم الوضع الوبائي.

مناشدة الصحة

ودعا الناشطون وزير الصحة الكويتي الدكتور باسل حمود الصباح، لإعلان موقف وزارته، ورفض إجراء الاختبارات الورقية في ظل عدم جهوزية المدارس وصعود الوباء لأقصى مراحله الخطرة.

وخاطب دشتي وزير الصحة قائلا: "لا يعقل بأن الحالات بتزايد والطاقم الطبي مهلك والوفيات بتزايد ووزير التربية مصر على الورقي لماذا؟ أيضا هل يعقل بأن تدرس اونلاين وتمتحن ورقي لا طبعا هذا يسمى ظلم بحق الطالب أرجو إلغاء الورقي فهذا أفضل للطالب نفسيا وصحيا ". 

وطالب بدر العبيوي باسمه واسم كل طالب في مرحلة الثاني عشر وأولياء الأمور والمعلمين بإلغاء "القرار الظالم" من وزارة التربية بإقامة الاختبارات الورقية، لأنها لا تتناسب مع الوضع الحالي لعدة نواح أهمها الناحية الصحية بعدها النفسية.

ودعت مغردة أخرى وزير الصحة إلى عدم المجازفة بأرواح الطلاب والمدرسين، وأن يتركوهم في بيوتهم في ظل الظروف الصحية الخطيرة.

وحمل ناشطون كل الجهات المختصة مسؤولية سلامة الطلاب، وأكد المحامي مجبل الشريكة، أن وزير التربية (علي المضف) ووزير الصحة ومجلس الأمة يتحملون صحة وسلامة وأرواح أبناء الكويت الطلبة على قرار الاختبارات الورقية، قائلا: "نحن بلد دستور ومؤسسات ولسنا في غابة".

وأضاف أن القرارات يجب أن تدرس ويتم مراجعتها بين وقت وآخر الوضع الوبائي خطر، مناشدا سمو رئيس مجلس الوزراء التدخل. 

وحث ناشطون النواب على التصعيد ضد وزيري التربية والتعليم والصحة والتصعيد ضدهما وتقديم استجوابات ضدهم.

وتمنى أحد المغردين أن يكون النواب جديين بالموضوع والتمسك بإلغاء الامتحانات الورقية أو تقديم الوزراء للاستجواب، مشيرا إلى تحذيرات الأطباء من المدارس.

واقع المدارس

وتداول الناشطون شهادة لمدير مدرسة لديه لجنة للصف الثاني عشر، أكد فيها عدم تواصل أحد من المسؤولين إلا مسؤولا من المنطقة التعليمية، طلب منه تشكيل لجنة للتدخل السريع وتم تشكيل فريق معني بالإشراف على دخول وخروج الطلاب.

وأضاف أنه لم يصله رد عندما سأل عن بعض الأمور الخاصة بآلية التصرف لو تم الاشتباه بحالة إصابة بكورونا.

وتابع: "إلى هذه اللحظة لم يزر المدرسة أي فريق لا من الصحة ولا من التربية، وتم تشكيل قروب (مجموعة إلكترونية) لرؤساء اللجان ولم يتم فيه أي تعليمات سوى إرسال طلب سلفة للوزارة ولم يتم إبلاغنا بشيء بخصوصها".

وأكد أن ما يسمعه ويشاهده من استعدادت الوزارة وتطبيقها للشروط الصحية غير صحيح، مشيرا إلى أن هذه عادة التربية باختيار مدارس معدة مسبقا للتصوير للحديث حول جاهزية المدارس.

ولفت مدير المدرسة إلى أن الدليل على ما يقوله تقرير وزارة الصحة أن مدارس التربية غير جاهزة لتطبيق الاشتراطات الصحية عكس ما تصرح به التربية من اكتمال الجاهزية.

وأعرب عن استغرابه من صمت مدراء ومديرات المدارس عن التخبط الحاصل من وزارة التربية ومحاولتها تطبيق الاختبارات الورقية وإقناع الرأي العام أن كل شئ تمام يا أفندم.

وأعاد الإعلامي والكاتب مشعل الفدغوش، نشر تلك الشهادة، وتقديمها لوزير الصحة، قائلا: "هذا هو الواقع الحقيقي تصريح لأحد مدراء المدارس ليس هناك أدنى تجهيزات للاشتراطات الصحية في غالبية المدارس المقرر بها إقامة الاختبارات الورقية، رفضك للورقي يعني حماية 50 ألف أسرة من خطر كورونا".

فيما نشر المغرد بكر ناصر النغيري صورة من تقرير وزارة الصحة على إجراءات خطة عودة الاختبارات الورقية خلص إلى عدم جاهزية العينية العشوائية من المدارس لإجراء الاختبارات الورقية، متمنيا من وزير التربية مراعاة الطلاب.

وقال المستشار التربوي مسعد الخالدي، إنه بعد تقرير وزارة الصحة اليوم بعدم جاهزية المدارس للامتحانات الورقية أصبح من الضرورة إلغاء قرار الامتحانات الورقية الكارثي في الجائحة، ومحاسبة من تسبب بالهدر المالي في الوزاره بعدم اعتمادهم امتحانات الأونلاين، وإيقاف مسلسل تخبط قرارات المسؤولين.

مبررات مرفوضة

واستنكر الناشطون موافقة اللجنة التعليمية بمجلس الوزراء الكويتي، في مارس/آذار 2021، على طلب وزارة التربية عقد اختبارات ورقية لطلبة الصف الثاني عشر مع الالتزام بالتدابير الوقائية، بحجة اقتناع اللجنة بمبررات وزارة التربية.

وكان من بين المبررات التي قالتها الصحف الكويتية على لسان الوزارة، أن إجراء الاختبارات الورقية للصف الثاني عشر يهدف لتحقيق العدالة بين الطلبة، بعدما شهدت الكويت كارثة نجاح وهمي وغير حقيقي للعام الماضي في تجاوز صارخ للقيم والمبادئ العلمية.

وسخروا من الإشارة إلى نجاح طلبة راسبين في الفصل الأول وحقق عدد كبير من الطلبة نسبا تفوق الـ 90 بالمئة وتصل إلى 100 بالمئة ودون إجراء اختبارات في سابقة غير حضارية ناهيكم عن نجاح باقي المراحل جوازا ودون دراسة واختبارات. 

وتهكم الكاتب الصحفي علي العجيل، قائلا: "خايف يجيبون نسب عاليه يقوم يعرضهم لخطر الإصابه بكورونا!! ويمكن الطالب ينقل العدوى إلى أبوه وأمه وأخوته وجده وجدته وأولاد الجيران والخدم". وأضاف: "الكويت كلها برقبتك يا وزير الصحة".

وأعرب ناشطون عن غضبهم بسبب تطبيق اختبارات الأونلاين على طلاب المدارس الخاصة والإنجليزية، واستثناء طلاب المدارس الحكومية، مستنكرين عدم تطبيق الوزارة لمبدأ المساواة والعدل بين الطلاب.

وقالت ركان إنهم يدرسوننا في مادة الدستور عن الحق في المساواة لكن ما ندرسه لا يطبق، لأن الوزارة تخاطر بحياتنا وتقرر الاختبارات في ظل ظروف صعبة، أما المدارس الخاصة فهم نائمون بكل راحة الآن لأنهم بمدارس تجار، مضيفة: "عندما ندرس منهج يجب أن نرى تطبيقه لكي نفهمه". 

وكتب مغرد آخر: "المدارس الخاصة خفتوا عليهم وخليتوهم أونلاين زين واحنا؟ شو ذنبنا أن المدارس مو جاهزة لاستقبال الطلبة ومصرين على الورقي وشنو هالاصرار الغريب هذا! إذا الصحة بنفسها قالت إن المدارس مو جاهزة نختبر فيها".