"بلع لسانه".. سد النهضة يملأ المصريين غضبا تجاه سياسة السيسي الفاشلة

القاهرة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

إعلان رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، في 2 مايو/أيار 2021، من خلال رسالته لتهنئة المسيحيين بعيد "الفصح"، تطلع بلاده إلى الملء الثاني لبحيرة سد النهضة بموعدها المحدد في يوليو/تموز المقبل، أثار غضب ناشطين على "تويتر".

واستنكر الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي "#سد_النهضة"، "#نهر_النيل"، الصمت المصري أمام تصريحات إثيوبيا وعدم اتخاذها "موقفا رادعا" يمنعها من استكمال ملء السد والتأثير على حصتها في مياه نهر النيل.

ونددوا بفشل النظامين المصري والسوداني في حسم القضية و"تهاون" الجيش في حل الأزمة، وصبوا غضبهم على رئيس النظام عبدالفتاح السيسي الذي يتذرع آبي أحمد بأنه يعمل وفق اتفاقية وقعها معه عام 2015.

جولة المفاوضات الأخيرة التي عقدت في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا، خلال الأسبوع الأول من أبريل/نيسان 2021، بشأن سد النهضة، فشلت في إحراز أي تقدم ملحوظ، وتصاعدت مخاوف القاهرة والخرطوم من تأثير الملء الثاني للسد على الأمن القومي والاقتصاد.

واتهمت دولتا المصب، الجانب الإثيوبي بـ"التعنت" في المفاوضات والعمل على "شراء الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع"، بينما اتهمت إثيوبيا مصر بعرقلة المحادثات بمطالبها "غير العقلانية"، والسودان بـ"تحركاته المدمرة"، معلنة تمسكها بملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق. 

خيانة أو غباء

وندد ناشطون بالتصريحات التي أطلقها كل من مصر والسودان في تعقيبهما على موقف إثيوبيا، وحديثهما المتماثل عن تعنتها في المفاوضات، مستنكرين عدم اتخاذهما لـ"موقف رادع" لأديس أبابا.

ونقل أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عصام عبدالشافي عن وزارتي الخارجية المصرية والسودانية تأكيدهما أن إثيوبيا تعمل على شراء الوقت بتعنتها في المفاوضات، متسائلا: "طالما أن حضراتكم تعلمون ذلك، ماذا تنتظرون؟ ولماذا تمنحوها الوقت للتعنت؟ إما أنها الخيانة أو الغباء وفي الحالتين أنتم مجرمون".

ورأى المغرد سهيل بشرى أن ما يذكره الإعلام من أن إثيوبيا متعنتة وترفض الاتفاق هو محاولة من مصر والسودان لـ"تضييع الوقت وتحويل الأمور عن مسارها الصحيح"، معتبرا أن إثيوبيا "تسير حسب ما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ، ولم تخرق القوانين".

تفريط السيسي

ووجه ناشطون الاتهامات لرئيس النظام المصري بالتفريط في مياه النيل، وتعريض الأمن القومي المصري للخطر، بتوقيعه اتفاق المبادئ عام 2015 مع السودان وإثيوبيا واعترافه بحق أديس أبابا في بناء السد، وحقها السيادي في إدارته.

ونقل المحامي محمود رفعت، عن آبي أحمد قوله: إن سد النهضة في مراحله الأخيرة وإن التعبئة الثانية له في يوليو/تموز المقبل، مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين أصدروا عام 2014 قرارا يجرم السد ويفرض عقوبات على كل من يشارك فيه إلا أن السيسي كسر هذا التجريم بتوقيعه اتفاق مبادئ 2015 والذي يحرم مصر حق ملاحقة إثيوبيا.

وتساءل الإعلامي حسام الغمري، عن قصد السيسي بمقولته: "اللي يقربلها ح أشيله من على وش الأرض، وصفق له بحماس المغفلون!"، مشيرا إلى أن "آبي أحمد أعلن اليوم بثقة فاجرة أن الملء الثاني لسد النهضة في موعده والسيسي يبلع لسانه مثل هرة ضالة ويعطل قدرات الجيش أمام إثيوبيا التي تمتلك 30 طائرة".

غياب الردع

وأبدى ناشطون يأسهم وفقدانهم الأمل في أن يتخذ النظام المصري أي خطوات مناهضة لإثيوبيا ورادعة لها، مستبعدين خيار الحل العسكري ومهاجمين الجيش في "استئساده" على الشعب وفشله في مواجهة التهديدات الخارجية.

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: إن "الأيادي القذرة التي قتلت ابن البلد لن تحارب من أجل البلد!".

وأعرب المغرد أحمد الجيزاوي عن أسفه الشديد لأن "الجيش والشرطة غير قادر إلا على المدنيين العزل وموجودون لقمع الشعب وظلمه وقهره وحرق قلبه"، مؤكدا أن "أكثر من واقعة أثبتت للعالم كله تلك الحقيقة المرة سواء في سيناء ورابعة والنهضة وماسبيرو ومحمد محمود والحرس الجمهوري ورمسيس وغيره". فيما قال المغرد شيكو: إن "السيسي عميل يهودي والمجلس العسكري خونة باعوا مصر وشعبها ووافقوا على سد النهضة".

تبعات الملء

وطالب ناشطون بـ"حل نهائي" و"رادع" لإنهاء أزمة السد، محذرين من تبعات الملء الثاني له.

وحث المغرد رائد بدر، مصر على "اتخاذ إجراءات حازمة وسريعة ضد ملء سد النهضة"، معتبرا إياها "مسألة وجود".

وحذرت مغردة بحساب "وردة العداوني" من أن مصر ستتحول بعد الملء الثاني للسد لـ"ألعوبة بيد الغرب وإسرائيل... وتطلب إثيوبيا والغرب أن يتم تمكين النصارى من الحكم، وتغيير  الدستور للعلمانية المطلقة وتحويل الشعب بالقوة بعد ذلك للنصرانية أو القتل والتهجير".