"الوحش يستعد".. دعوات لإنقاذ حي الشيخ جراح من معول الهدم الإسرائيلي

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون على تويتر، حملة إلكترونية لدعم صمود أهالي حي الشيخ جراح في القدس في وجه سياسة تهجير الاحتلال الإسرائيلي لهم من منازلهم وأرضهم، وذلك مع اقتراب موعد بت محكمة إسرائيلية في قرار هدم عشرات منازل لفلسطينيين في الحي في مايو/أيار 2021.

وندد ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح، #حي_الشيخ_جراح، بانتهاج الاحتلال الإسرائيلي سياسة الإخلاء القسري لتنفيذ مخطط تهويد القدس منذ احتلالها له في 1967 وما يحيط بها من أراض وقرى مستخدمة محاكمها وقوانينها.

وحذروا من أن نجاح إسرائيل بهدم الشيخ جراح يعني أنه سيقدم على خطوات تصعيدية أكثر قوة في طريقه نحو تهويد القدس، مشيرين إلى أن أهالي الحي يعيشون لحظات حرجة وخوفا وترقبا لتهجير الاحتلال لهم بالقوة القهرية وتشريدهم بحكم محاكمها.

استنكار الصمت

واستنكر ناشطون تجاهل المجتمع الدولي لتلك الجريمة الإنسانية، داعين أهالي الضفة والقدس لتكثيف فعاليات الإسناد والدعم لأهالي حي الشيخ جراح، ووقف تمرير مخطط الاحتلال وأن يجعلوا منه محطة اشتباك معه.

وتداولوا مقاطع فيديو للمظاهرات التي يشهدها الحي في وجه الاحتلال مما يمثل نضالا يوميا للدفاع عن الحق في الوجود والبقاء في هذه المنطقة المهددة بالإخلاء خلال أيام، معتبرين إياها معركة إصرار على مواصلة المواجهة للهجمة الاستيطانية ضدهم.

وذكروا بتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر نهاية أبريل/نيسان 2021، والذي وجه فيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب "جريمتين ضد الإنسانية" باتباعها سياسة "الفصل العنصري" و"الاضطهاد" بحق فلسطينيي 48 وسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واستغرب ناشطون صمت الدول العربية والغربية والأمم المتحدة على تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والمقدسيين، واتباع سياسة التهجير القسري.

وتساءل الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "أين جامعة الدول العربية؟ ألا يعرفون أن أكثر من 500 فلسطيني يواجهون خطر التشريد؟ ألا يعرفون أن قوات الاحتلال تريد هدم حي بأكمله؟"، قائلا: "ليقل لهم أحد أن الفلسطينيين عرب!".

وحث الناشط الحقوقي فادي القاضي، الناشطين، على الكتابة في الوسم بالإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، السويدية؛ لتذكير بريطانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد وبلجيكا والاتحاد الأوروبي أن قنصلياتهم في الشيخ جراح بالقدس مثلها مثل بيوت المقدسيين؛ باتت في فم الوحش الاستيطاني الإسرائيلي أو ابتلعها دون حساب.

تنديد بالتطبيع

وندد ناشطون بتطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال واستسلامها له، وحملوها مسؤولية ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات على يد إسرائيل.

التطبيع سمح للكيان الإسرائيلي بمزيد من الانخراط في الدول العربية وخاصة الخليجية، بعد تطبيع الإمارات والبحرين لعلاقاتهم مع الاحتلال، وتبعهم السودان والمغرب ليصبح عدد الدول العربية المطبعة 6 بمصر المطبعة منذ 1979 والأردن 1994.

وقال المغرد أسامة الشريف، إن الاحتلال سيظل يسرح ويمرح بسبب تواطؤ الصهاينة المحسوبين على المسلمين. 

وتساءل د. صالح ناصر المجروب: "أين وعود نتنياهو للعرب قبل توقيع معاهدات السلام ... بالحفاظ على الأراضي العربيه وعدم تهويدها ... وعدم بناء المستوطنات .... !!! والآن محاولة لتهجير العرب من حي الشيخ جراح بالقدس".

ونشر مغرد آخر صورة لعصفور ملون بألوان العلم الفلسطيني يصرخ وأمامه عصافير مقتولة، معلقا عليها بالقول: "يا حكام العرب سرقت أراضينا على يدكم فتبت كل أيديكم".

صوت الأهالي

ونقل ناشطون فلسطينيون معاناة أهالي الشيخ جراح وحيوا صمودهم ودعوهم إلى مواصلة مقاومة الاحتلال، وأعلنوا مناصرتهم لهم.

وقالت الإعلامية المقدسية منى كرد: "أيام قليلة تفصلنا أنا وعائلتي و3 عائلات من حي الشيخ جراح عن انتهاء المهلة التي حددتها محكمة الاحتلال لتهجيرنا من منازلنا، 2 مايو/أيار ".

ووصف الناشط أدهم أبو سلمية، الأحداث بأنها قصة كفاح شعب يرفض التهجير، ويقاوم بكل الوسائل إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه "إسرائيل"، مضيفا أن في حي الشيخ جراح تتأكد مما جاء في تقرير هيومن رايتس وتش عن جرائم الفصل العنصري والاضطهاد وهما جرائم ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية.

وكتب فارس صمدي: "نقول لكم من الأردن اصمدوا واستمروا في دفاعكم عن فلسطين فصمودكم فخر لنا أنتم خط الدفاع الأول ليس فقط عن فلسطين بل  عن كل عربي حر شريف استمروا تأكدوا أن كل العرب معكم".

وقال الناشط رضوان الأخرس، إن الاحتلال إذا نجح في تهجير مئات الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس فإن أحياء أخرى في المدينة ستكون مهددة، وسيشجعه ذلك على مزيد من الاستيطان والعدوان.

وقال الباحث العربي المستقل مهنا الحبيل، إن قضية صمود الحي المقدسي، تمثل منعطفا خطيرا في كبح جموح التطرف الصهيوني الذي يستثمر الدعم العربي اليوم، ولذلك فإن تكثيف مناصرة أهل هذا الحي من ضمن الحزام المقدسي المرابط بالمبادارت العملية والدعم المعنوي ضرورة قصوى آمل أن نتحد فيها.