"ثورة في التوازن".. إيطاليا تحرك جيشها ضد 3 دول بالبحر المتوسط

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

قال موقع إيطالي إن جلسة الاستماع لوزير الدفاع لورينزو غويريني، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قبل أيام، أرسلت "إشارة واضحة للغاية إلى سلطات بلاده مفادها أن البحر الأبيض المتوسط ​​قد تغير". 

وأكد موقع "إنسايد أوفر" أن هذا التغيير يهدد مصالح روما "التي قللت لفترة طويلة من خطر التهديدات في المتوسط".

ولا تتعلق هذه التهديدات بليبيا فحسب، حيث واصلت وزارة الدفاع الإيطالية الالتزام من خلال عملية "إيريني" واستمر وجود قواتها في مواقع متقدمة على الساحل الليبي. 

وتابع الموقع بالقول إن "التركيز الإيطالي تحول أيضا إلى وسط المتوسط مستثمرا في المجالات التي بدا فيه ارتباط روما حتى الآن أقل قوة من النواحي الإعلامية والسياسية". 

وأضاف أن "التزام إيطاليا اكتسب بمرور الوقت أهمية أكبر خاصة وأن الجهات الفاعلة الأخرى أخذت زمام الأمور رويدا، وبهذه الطريقة أحدثت ثورة في توازن بحر صغير ولكنه مكتظ".

التهديدات الثلاث

واعتبر وزير الدفاع الإيطالي أن الصين وروسيا وأيضا تركيا تشكل التهديدات الرئيسة لبلاده في الوقت الحالي.

ومن الواضح أن البعثات الإيطالية المرتقبة سترتكز على هذا التوجه لتنضم إلى النداء القوي لحلف الشمال الأطلسي ودور الاتحاد الأوروبي، يعلق "إنسايد أوفر".

وشرح غويريني أن "تعزيز وجود وتأثير روسيا والصين يتضح بشكل متزايد، وإلى جانب المجال العسكري، يتحرك ضمن مجالات متعددة وهو ما يتطلب منا تنفيذ إستراتيجيات فعالة لحماية مصالحنا". 

وبحسب الموقع، "لا تترك هذه الرسالة مجالا للشك حول أهمية هذه الجهات في الإستراتيجية الإيطالية، كما أنها تعطي فكرة عن الخطوات التالية للبلاد، ليس فقط فيما يتعلق بليبيا، وإنما أيضا بشرق المتوسط​​، المنطقة ذات الأهمية الكبيرة في إستراتيجيات القوى العظمى.

وأشار إلى أن "إحدى هذه الخطوات المثيرة للاهتمام تتعلق بإمكانية زيادة المساهمة الإيطالية في لبنان بمشاركة وحدة بحرية في مهمة حفظ السلام (اليونيفيل)، أيضا بهدف تعزيز قدراتنا على المراقبة والتدخل في منطقة شرق المتوسط"​، يؤكد وزير الدفاع.

فيما يوضح "إنسايد أوفر" أن "هذا الخيار يستند إلى سببين، أولا منع الصين من دخول لبنان ضمن إمكانية الالتزام بمهام حفظ السلام تحت إشراف الأمم المتحدة".

وثانيا، تأكيد الوجود الإيطالي في بلد الأرز (شريك إيطاليا المنسي) بتوجيه رسالة حضور روما في منطقة أظهرت فيها تركيا ديناميكية معينة "عرضت الاستقرار الإقليمي للخطر"، وفق زعم الموقع. 

وفي هذا السياق، قال "إنسايد أوفر" إن غويريني لم يتردد في التحدث صراحة عن تحركات أنقرة في إشارة إلى "الترسيم الأحادي الجانب للحدود البحرية التي تطالب بها أنقرة على حساب البلدان المجاورة وبالتالي الأنشطة التي تشمل شركاتنا أيضا". 

وأضاف أن "الوجود العسكري البحري في شرق البحر الأبيض المتوسط لا يفيد في إعادة تأكيد الوجود الإيطالي في لبنان فحسب، بل في تأكيده أيضا في جميع مناطق شرق المتوسط، بتقديم الدعم إلى اليونان التي طلبت من روما منذ فترة طويلة تدخلا أكبر في المنطقة".

ولفت الموقع إلى أن "التركيز موجه دائما إلى روسيا، وتعتبر موسكو هدفا إستراتيجيا ذا أولوية لحلف شمال الأطلسي أيضا في المتوسط".

رقعة الشطرنج

وبوصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، تصاعد التوتر بين الحلف والكرملين في مناطق مختلفة حول العالم خاصة في أوروبا الشرقية، وبالتالي على الحدود مع روسيا، وأيضا في المتوسط. 

وبحسب "إنسايد أوفر"، ما يقلق غويريني، وفقا لتصريحاته أمام اللجنة البرلمانية، "قدرة موسكو على دخول سباق البحر المتوسط ​​باتفاقات ذات طبيعة إستراتيجية وباعتماد الوسائل العسكرية التي جعلت روسيا فاعلا أساسيا في رقعة الشطرنج المتوسطية". 

وذكر الموقع في هذا الصدد، الأنشطة المتزايدة للغواصات الروسية في المتوسط "بطريقة لم تحدث منذ الحرب الباردة"، كما أتاح تأكيد الوجود العسكري في سوريا السيطرة على المرافئ ذات الأهمية الأساسية في بلاد الشام "من خلال إنشاء ممر آمن من مضيق البوسفور إلى اللاذقية". 

كما عكس انتشار مرتزقة "فاغنر" في ليبيا الاهتمام الروسي بإقليم برقة، وبالتالي التمركز وسط حوض البحر بأكمله، وأتاح إبرام اتفاقيات مع بعض الأطراف الرئيسة في شمال إفريقيا، من الجزائر ومصر إلى السودان، للكرملين مراقبة كامل منطقة ما يسمى "المتوسط ​​الموسع".

وفي هذا الاطار، تؤكد الإشارة المرسلة من إيطاليا باعتقال الضابط الإيطالي والتر بيوت، المتهم بالتجسس لصالح روسيا بالإضافة إلى طرد دبلوماسيين روس، الموقف الذي اتخذته إيطاليا على جبهة العلاقات بين الغرب وروسيا.

وتحدث غويريني أيضا عن مضيق هرمز، نقطة الاختناق الأساسية للتجارة العالمية ولعبور إمدادات النفط، ولكنه أيضا "واحد من أكثر الأماكن الساخنة في العالم في ظل التوترات بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة". 

وبحسب الوزير، يمكن لإيطاليا، وبتفويض برلماني، أن تشارك قريبا في مهمة "إيماسوه" الأوروبية للمراقبة البحرية في المنطقة. 

وأوضح وزير الدفاع أن مهمة المراقبة البحرية التي تقودها أوروبا في مضيق هرمز "ستحظى أيضا بموافقة مجلس التعاون الخليجي"، مؤكدا أن الحرب في اليمن وتحركات إيران "تشكل عناصر مزعزعة لاستقرار المنطقة". 

وأكد غويريني أن إيطاليا بإمكانها أن تساهم "في أشكال مختلفة، من التعاون الثنائي مع دول الخليج في حماية القانون البحري الدولي، وفي هذا الاتجاه نعتزم، إذا وافق البرلمان، المشاركة في المهمة البحرية الأوروبية".

وخلص الموقع إلى القول إن "هذه المشاركة تمثل علامة أخرى مؤكدة للالتزام في المناطق التي تعتبر ذات أولوية بالنسبة للمصالح الإيطالية، ولكنها تشير أيضا إلى اتخاذ روما مواقف أكثر وضوحا عبر المشاركة في بعثات دولية بقيادة أوروبية-أطلسية".