موقع إيطالي: هؤلاء المستفيدون من هدنة محتملة بين الرياض وطهران

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع إيطالي أنه "رغم الحديث عن تقارب بين إيران والسعودية، إلا أن الآثار الإيجابية التي يمكن أن تترتب عن اتفاق جديد بين طهران والرياض تبدو واضحة".

ومنذ أيام قليلة، كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، عن لقاء جرى في بغداد بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين.

وأوضح موقع "معهد تحليل العلاقات الدولية" الإيطالي أن "الأنباء والتحليلات حول دوافع هذا الحوار وتداعياته المحتملة تتالت في الساعات القليلة الماضية، نظرا لأهمية الحدث ونتائجه إيجابيا".

وألمح إلى أنه "رغم أن التقارب بين البلدين قد يؤدي إلى توازنات جديدة وأساسية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، الهشة للغاية وغير المستقرة، إلا أنه هناك دولتين ستكونان أكثر المستفيدين من الهدنة المحتملة الجديدة التي لاحت في الأفق، هما العراق واليمن الواقعين اليوم في قلب العاصفة الناجمة عن هذا التنافس".

من جانبهما، أصدر الطرفان تصريحات تنفي أو تؤكد عدم صحة المعلومات التي أوردتها "فاينانشيال تايمز"، في حين، اعترف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، بإرادة بلاده فتح حوار مع الرياض.

تخفيف التوترات

ونوه الموقع الإيطالي بأن "المسألة تكتسي أهمية أكبر إذا ما تم التركيز على المعلومات حول دور بغداد في الوساطة، والمحتمل أن يكون لقاء رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي بولي عهد السعودية محمد بن سلمان في الرياض، وأيضا على ضوء التقارب الاقتصادي والسياسي بين البلدين، وراء القيام بهذه الوساطة الهامة في المسألة الراهنة".

لذا، بين بأنه "في الوقت الذي تبذل فيه الإدارة الأميركية الجديدة جهودا من أجل إحياء اتفاق إيران النووي من خلال المحادثات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، تعتقد بغداد أن الوقت قد حان لإلقاء الأسلحة والتوصل إلى اتفاق بين طهران والرياض لإنهاء العداء الذي نقلاه إلى مسارح اشتباك في أماكن أخرى من الشرق الأوسط".

وفي هذا السياق، تتحرك واشنطن لإيجاد حل نهائي للصراع الذي دمر اليمن وخلف معاناة لشعبه، حيث تتصادم إيران والسعودية من خلال الدعم المقدم للحوثيين والتحالف العربي بقيادة الرياض.

ولفت الموقع إلى أنه "من غير المرجح أن يؤدي الاجتماع الأول إلى إحداث تغييرات إيجابية فورية، ولكن مجرد التخلي عن السلاح والانفتاح على الحوار يعني أن هناك أملا في تخفيف التوترات مستقبلا، وهذا من شأنه أن يفيد كامل المنطقة".

وأكد أن "هناك أسبابا جيوسياسية بحتة تدفع كلا البلدين إلى اتخاذ خطوة التقارب، رغم أن الخلافات الشديدة التي يتسم بها هذا الصراع ذات طبيعة دينية".

وفي هذا الصدد، أشار الموقع إلى أن "الخليج العربي يشعر بقلق شديد حول الوضع غير المستقر في لبنان، لا سيما وأن المشاكل الاقتصادية والسياسية لبلد ما قد تغذي ولادة أو استئناف وتعزيز أنشطة التنظيمات الموازية للدولة".

وأوضح أن "هذا بالتحديد ما يغزو أذهان دول الخليج باحتمال أن يستفيد حزب الله من الوضع الراهن المتردي في لبنان منذ فترة ما قبل تفشي جائحة كورونا التي فاقمت من الصعوبات".

من جانبها، سيعني إعادة فتح العلاقات مع الخصم السعودي بالنسبة لإيران شق طريقها للخروج من حالة العزلة التي وجدت فيها خلال السنوات الأخيرة، وهو ما لا يرضي إسرائيل، التي تشعر بعدم الارتياح من انفتاح الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن على طهران، وفق الموقع الإيطالي.

وأكد أن طهران "لا تتصادم فيما يتعلق ببرنامجها النووي مع إسرائيل فحسب، التي تهدد باستمرار بضرب المواقع النووية الإيرانية الجديدة، ولكن أيضا مع الرياض، التي من المحتمل أن تطالب بأن تكون مطالبها حول تطبيق المعايير الدولية بشأن برنامج إيران النووي، جزء لا يتجزأ من اتفاق جديد يمكن أن يتوصل إليه البلدان بهدف ألا يتزعزع استقرار المنطقة".

نحو التقارب

وقال الموقع: إنه "من المحتمل جدا أن تعود الولايات المتحدة إلى الالتزام بالاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 بعد أن أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده عام 2018". 

كما يتوقع أن "تتمكن إدارة بايدن من إيجاد حل وسط جيد بين الطرفين سيكون حتميا من أجل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات المختلفة التي فرضتها في السنوات الأخيرة الإدارة القديمة على طهران".

وبحسب الموقع، من المستبعد أن يسهم أي اتفاق إلى تهدئة وخفض التصعيد في التوترات التي نشأت على مدى قرون في منطقة الشرق الأوسط؛ نظرا لصعوبة إدارتها وأيضا التنبؤات بشأنها.

ولهذا السبب على وجه التحديد، من الصعب تخيل وضع "مربح للجانبين" لا يكون فيه طرف غير راض أو متضرر بأي شكل من الأشكال من الاتفاقيات الثنائية بين الدول، خاصة إذا تعلق الأمر بالخلافات الدينية التي قسمت الشرق الأوسط لعدة قرون، وفق تعبير "معهد تحليل العلاقات الدولية".

وأردف أن "إسرائيل ليست الوحيدة التي لا ترحب بهذه الخطوة نحو التقارب الذي من شأنه أن يخرج إيران من عزلتها، وإنما هناك جهات فاعلة إقليمية أخرى قد تنظر إلى هذا التقارب بطريقة معادية، من الجانب الديني".

وأفاد الموقع بأنه "إلى حد هذه اللحظة لا تتوفر معلومات كافية عن لقاء المسؤولين السعوديين والإيرانيين، وإلى ماذا تطرق وما هي النوايا الحقيقية لكلا البلدين، وبينما يتضح دور بعض الدول، مثل العراق والولايات المتحدة، لا تبدو ردود الفعل المحتملة من دول أخرى واضحة".

وشدد على أنه "من المؤكد أن إخماد حريق مشتعل منذ سنوات لا يمكن أن يتسبب في أضرار أكثر من تواصله، لذلك يأمل أن تشكل هذه اللقاءات الخطوة الأولى نحو حل الصراع اليمني الذي تسبب في أزمة إنسانية خطيرة".

وختم الموقع مقاله بالقول: "في كل الأحوال، إذا لم تفض هذه المسألة إلى تطورات أو تأثيرات معينة، فهناك أمل في أن تسهم في توقيع هدنة بين الأعداء التاريخيين".