مثال الآلوسي.. سياسي عراقي يعادي إيران ويحشد للتطبيع مع إسرائيل

يوسف العلي | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

اعتاد السياسي العراقي مثال الآلوسي، مهاجمة إيران ومليشياتها والقوى السياسية الموالية لها في العراق والمنطقة، إضافة إلى إشادته بإسرائيل التي زارها 3 مرات، إذ يصف نفسه بأنه سيكون "جسرا" للإسرائيليين الراغبين بالقدوم لبلاده.

ورغم أن الآلوسي سياسي سني، فقد وصل إلى قبة البرلمان في أول انتخابات عام 2005، بأصوات الناخبين الشيعة، لأن السنة كانوا مقاطعين لها احتجاجا على حملة عسكرية أميركية ضد مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار (غرب).

جسر للصهاينة

الآلوسي انتقد خلال آخر مقابلة تلفزيونية في 7 مارس/آذار 2021، عدم توجيه سلطات بلاده دعوة للإسرائيليين لمصاحبة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، أثناء زيارته إلى العراق في مارس/آذار 2021، رغم أن "جميع رئاسات العراق لديهم علاقات طيبة مع الإسرائيليين في لندن"، حسب قوله.

وخلال مقابلة أخرى في 13 سبتمبر/ أيلول 2020، أقر الآلوسي بزيارة إسرائيل، بالقول: "أنا ذهبت إلى إسرائيل من أجل حضور مؤتمر لمكافحة الإرهاب، وأرى أن من يقتل إسرائيليا مدنيا فهو إرهابي، وعلينا أن نحمي الإنسان وقيم الإنسان ونذهب إلى الحوار، وأنا مسلم والحمد لله".

وقبل ذلك، قال الآلوسي خلال لقاء تلفزيوني في 22 أبريل/ نيسان 2019، إن "قضية القدس كذبة عروبية وإسلاموية كبيرة، ولا تحضر في ضميري أنها مغتصبة من كيان إسرائيلي، وإنما أحد ملوك العراق (نبوخذ نصر) هو من ذهب ودمر دولة إسرائيل وسباهم وجاء بهم إلى العراق".

وتابع: "سأكون جسرا للترحيب بنصف مليون عراقي إسرائيلي يهودي، وأهلا وسهلا بهم في العراق، وهذا البلد ليس ملكا للعائلات كما كان يفعل صدام حسين، وإنما العراق عظمته بحضارته، وهذه الحضارة لم تكن عربية".

الآلوسي أكد أنه زار إسرائيل 3 مرات، ولن يتوقف عن ذلك، ولو أتيحت له الفرصة مرة أخرى فسيزورها أيضا، بحثا عن مصالح العراق، لأنه بحسب رأيه لو أقام علاقة مع إسرائيل "فسيزدهر اقتصاديا".

في عام 2004، أجرى زيارة رسمية إلى إسرائيل وجرى عزله من منصبه كرئيس للجنة اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي بالجمعية الوطنية (البرلمان)، وكذلك طرد من حزب "المؤتمر الوطني العراقي".

أجرى الآلوسي في 2008 زيارة أخرى إلى إسرائيل ما أدى إلى استياء في الأوساط البرلمانية، وانتقد نقدا لاذعا من القوى الشيعية لزيارته (لدولة اليهود)حسب تعبيرهم.

وفي 14 سبتمبر/أيلول 2008، صوت البرلمان برفع الحصانة عن النائب مثال الآلوسي، ومنعه من السفر وحضور جلسات البرلمان، وطلب من السلطة التنفيذية إقامة دعوى قضائية ضده بسبب زيارته لإسرائيل، حتى أن البعض طالب بتنفيذ حكم الإعدام عليه بتهمة "الخيانة العظمى".

غير أنه قدم اعتراضا على هذا القرار وصدر قرار من قبل المحكمة الاتحادية العليا لصالحه ببطلان قرار البرلمان بحقه، وعاد وشارك في انتخابات 2014 ضمن "التحالف المدني الديمقراطي" الذي يتكون من عدة أحزاب برئاسة علي الرفيعي و"حزب الشعب" الذي يقوده فائق الشيخ علي، لكنه لم يفز.

وذكر الآلوسي في حينها أنه ألقى محاضرة في معهد السياسات ضد الإرهاب التابع لأكاديمية هرتسيليا الإسرائيلية، ودعا فيها إلى تعاون بين دول المنطقة ضد إيران قائلا: "إيران اليوم مركز المصائب في المنطقة، وغالبية الشعب العراقي لا تؤيد النظام في طهران".

وعقب على زيارته لإسرائيل بالقول: "لو كانت مصلحة العراق بالجحيم لذهبت إليه"، مطالبا بمنع زيارة أي مسؤول عراقي إلى إيران، كونها أيضا من الدول المحظور السفر إليها وفق القانون في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

وفي 12 سبتمبر/ أيلول 2020، كشف الآلوسي في تغريدة على "تويتر" عن محادثات جرت بينه وبين سفير إيران السابق بالعراق حسن قمي حول زيارته إلى إسرائيل.

الآلوسي قال: "زارني سفير إيران السابق في مقر الحزب، وقدم إعجاب القيادات الإيرانية بالآلوسي، قلت سعادتكم أنا زرت إسرائيل، فقال أنت مناضل وطني معروف، وقدم لي هدية القرآن الكريم وسجادة حرير إيرانية جميلة، وقدم دعوة لي لزيارة طهران ولقاء رئيس الجمهورية والبرلمان، واعتذرت عن قبول الدعوة".

ضريبة مواقفه

تعرض الآلوسي لعدة محاولات اغتيال كان أخطرها في 8 فبراير/ شباط 2005 عندما أطلق مجهولون النار على سيارته فقتل ولداه الوحيدان أيمن (29 سنة) وجمال (24 سنة) وحارسه الشخصي حيدر.

بعد ذلك، قام الآلوسي بتشكيل حزب خاص به وأسماه "الأمة العراقية الديمقراطية" وشارك في الانتخابات البرلمانية، وحصل على مقعد واحد بأصوات الناخبين الشيعة في وسط وجنوب العراق.

ويرفع الآلوسي شعارات لحزب "الأمة الديمقراطي العراقي" هو الوصول إلى تحالف وطني ديمقراطي والتسامح الديني، ونبذ التعصب مهما كان مصدره أو مظهره وإنشاء دولة جديدة قائمة على تعدد الأقاليم في وعاء فيدرالي عادل.

بينما يعتبره منتقدوه ومعارضوه مجرد عميل لم يستطع أن يخفي عمالته واعتبرت زيارته لإسرائيل فخا يجري حرق أوراقه فيه.

عرف بكثرة لقاءاته الفضائية الساخنة مع قناة الحرة الأميركية، لكنه اختلف مع الأميركيين في العراق منتصف 2007 بسبب دهم القوات الأميركية لمنزله غرب بغداد، لذلك قاد حركة توكيلات تدعو إلى خروج القوات الأميركية وسفارة واشنطن من المنطقة الخضراء.

رغم شعاراته العلمانية، إلا أن الآلوسي على علاقات وثيقة بشخصيات دينية كبيرة ومعروفة، لكن جرأته في انتقاد جميع الشخصيات في الحكومة والبرلمان، إضافة إلى دول الجوار دون مجاملة هي التي جعلت من هذا الرجل محط إعجاب ناخبيه من الشيعة، بحسب تقارير.

أما بالنسبة للسنة فكان الآلوسي من أشد المنتقدين لسياسات بعض البرلمانيين السنة من "جبهة التوافق" (أكبر ممثل للسنة في البرلمان عام 2006) وخارجها واتهامه المباشر لهم بـ"مغازلة الإرهابيين وفي بعض الأحيان التعاون معهم"، وفق تعبيره.

ويتهم الآلوسي السعودية بالتورط في نشر الإرهاب بالعراق بعد 2003، أما الآن فيوجه انتقادات لاذعة إلى ولي العهد محمد بن سلمان، لأنه يحاول عقد هدنة مع الحوثيين باليمن، وتردده في التطبيع مع إسرائيل رغم أنه يسعى إلى العرش.

بعثي سابق

ولد مثال جمال الآلوسي في محافظة الأنبار 23 مايو/أيار 1953، لعائلة عربية مسلمة سنية، وينتهج منهجا علمانيا ويعتبر مؤيدا لعلاقات وثيقة للعراق مع الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا.

والده شخصية معروفة في محافظة الأنبار غرب العراق، وهو جمال حسين الآلوسي حيث كان أستاذا للتربية وعلم النفس في جامعة بغداد، كما يرجع نسبه إلى عالم الدين شهاب الدين أبو الثناء الآلوسي.

حكم على مثال الآلوسي بالإعدام غيابيا أثناء دراسته في القاهرة بتهمة العمل ضد حزب البعث عام 1976 وكان حينذاك عضوا في الحزب، فانتقل إلى أوروبا حيث استقر في ألمانيا ونال الجنسية هناك.

نشط الآلوسي في المعارضة لنظام حزب البعث وحكم صدام حسين وشارك في بعض مؤتمرات المعارضة وأغلب المظاهرات والاحتجاجات ضد النظام، وأشرف واشترك في عملية اقتحام السفارة العراقية في برلين 2002 وحكمت عليه محكمة ألمانية بالسجن 3 أعوام ثم خفف الحكم إلى الإقامة الجبرية.

عاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين وعين رئيسا لهيئة اجتثاث البعث عام 2003، وفي 2005 أسس حزب "الأمة العراقية" وشارك في الانتخابات البرلمانية يناير/ كانون الثاني من العام نفسه، وفاز بمقعد.

كان الآلوسي منتميا إلى واحدة من الأجهزة الأمنية في أوائل السبعينات واتهمه ليث كبة (الناطق باسم الحكومة عام 2005)، بتعذيبه في المعتقل، قبل أن يصدر صدام حسين أمرا بإلقاء القبض عليه عام 1976، لكنه تمكن من الهرب واللجوء إلى ألمانيا وانضم إلى صفوف المؤتمر الوطني العراقي بزعامة أحمد الجلبي.