إطلاق أول موقع إخباري سوري في إسبانيا.. هذه التحديات تواجهه

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع "إنفو ميجرانتس" الخاص بالمعلومات عن الهجرة، أن مجموعة من اللاجئين السوريين في إسبانيا، أطلقوا منصة إعلامية تعنى بالمهاجرين.

ونصبت منصة "بيننا" نفسها كأول وسيلة إعلامية يديرها اللاجئون في إسبانيا. وتأسس الموقع الإخباري الجديد على الإنترنت من قبل أربعة صحفيين سوريين لجؤوا إلى إسبانيا في عام 2019.

و"بيننا" منفذ إعلامي جديد مختص في شؤون اللاجئين، الهدف المعلن منه هو "توفير معلومات مفيدة ومهمة للمجتمع الناطق باللغة العربية في إسبانيا، وبناء الجسور بين المهاجرين واللاجئين والأسبان من أصل أجنبي، وبقية المجتمع".

وعلى حد تعبير أيهم الغريب الشاب السوري البالغ من العمر 32 عاما الذي فر إلى مدريد مع زوجته وابنتيه الصغيرتين، وساهم في تأسيس أول مجلة رقمية يقودها اللاجئون في إسبانيا مع ثلاثة سوريين آخرين، فإن "هدف بيننا هو إظهار الوجه الطيب للمهاجرين هنا" .

شارك أيهم في 7 أبريل/نيسان 2021 في إطلاق "بيننا"، وهي مجلة إلكترونية تعنى بشؤون اللاجئين، تنشر المقالات باللغتين العربية والإسبانية.

من سوريا إلى إسبانيا

قبل وصوله إلى مدريد، عمل محمد وأيهم وعقبة وموسى كصحفيين خلال الحرب الأهلية الدموية في سوريا.

 والأربعة صحفيين هم في الأصل من مدينة درعا جنوب غرب سوريا، حيث نزل السوريون إلى الشوارع لأول مرة في مارس/آذار 2011 للاحتجاج على رئيس النظام بشار الأسد.

وفي أوائل عام 2019، هربت المجموعة إلى تركيا، ثم توجهت إلى مدريد في مايو/أيار بمساعدة لجنة حماية الصحفيين  وهي منظمة مراقبة حرية الصحافة ومقرها نيويورك.

وأكد عقبة محمد، الأصغر من بين الأربعة، البالغ من العمر 22 عاما: "عندما اندلعت الحرب كنت في الثانية عشرة من عمري، لكنني كنت أعرف جيدا ما كان يجري لأن الكثير من الناس كانوا يتظاهرون - بالقرب من منزلي".  

بعد أربع سنوات فقط، بدأ محمد العمل في وسائل الإعلام المحلية وتغطية الاحتجاجات والتفجيرات. 

وقال مؤسس آخر يدعى محمد صباط (31 عاما)  إنه درس علم النفس لأول مرة في العاصمة السورية دمشق قبل أن يبدأ العمل في تلفزيون سوريا، وهي قناة تلفزيونية معارضة مقرها إسطنبول. وعمل صباط في البداية في بلاده، ثم في تركيا. 

وعلى الرغم من أن إسبانيا كانت مكانا يرغب دائما في زيارته بسبب كرة القدم، إلا أنه لم يتخيل أبدا أن يكون هناك "كلاجئ أو مهاجر". 

ويشير في هذا السياق "تخيلت المجيء إلى هنا كمسافر أو كطالب، لكن هذه هي الحياة". 

ورابع عضو في الفريق هو موسى الجماعة البالغ من العمر 39 عاما، والذي عمل أيضا كصحفي في سوريا قبل أن يعمل على تجهيز موقع Baynana.es وصيانته.

قصص النجاح

وحتى الآن، شدد المؤسسون على قصص المهاجرين الناجحة مثل قصة ملك زنجي، المؤسس اللبناني لمشروع لتدريب اللاجئين على أن يصبحوا طهاة في إسبانيا.

أو قصة أشرف كاشاش صانع محتوى على يوتيوب من أصول مغربية يحارب الإسلاموفوبيا. كما تحدث تقرير آخر عن مهاجم إشبيلية يوسف النصيري. 

ويجسد نجاح لاعب كرة القدم في الدوري الإسباني لكرة القدم، أحلام العديد من الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تسعى "بيننا" أيضا إلى توفير "معلومات مفيدة" للمجتمع الإسباني الناطق باللغة العربية وخاصة المهاجرين الذين يواجهون العديد من التحديات في حياتهم اليومية.

ويقول الغريب، الشريك المؤسس: "لا يوجد الكثير من المعلومات باللغة العربية حول كيفية الحصول على أوراق الإقامة الخاصة بك.. إنها مشكلة واجهناها بأنفسنا أثناء انتظارنا معالجة طلبات اللجوء". 

وفقا لمنظمة غير حكومية إسبانية لمساعدة اللاجئين، لجأ أكثر من 20 ألف سوري إلى إسبانيا منذ عام 2011.

ويقول محمد: إن أقاربه ما زالوا يعيشون كلاجئين في الأردن، البلد المجاور لسوريا والذي يستضيف ثالث أكبر عدد من السوريين اللاجئين بعد لبنان وتركيا.

آخر مرة رأى فيها محمد أقاربه كانت في عام 2014. وعلى الرغم من أن الحياة في إسبانيا "آمنة للغاية"، إلا أن هناك "عنصرية ضد المهاجرين واللاجئين"، كما يقول الغريب. وأحد الأمثلة على ذلك هو مدى صعوبة استئجار شقة.

محاربة نقص التمثيل

 عندما يتم تغطية موضوعات اللاجئين والهجرة في وسائل الإعلام، نادرا ما تسمع أصوات المهاجرين واللاجئين أنفسهم. 

فوفقا لدراسة أجريت في يناير/كانون الثاني 2020، يميل المهاجرون واللاجئون إلى أن يكونوا "المتفرجين الصامتين على تغطية الهجرة". 

 واكتشفت الدراسة أيضا اختلافات واضحة في الطريقة التي تبلغ بها وسائل الإعلام في الدول الأوروبية عن الهجرة واللاجئين، من حيث النوعية والكمية.

علاوة على ذلك، يميل المهاجرون أيضا إلى أن يكونوا ناقصي التمثيل في غرف الأخبار في جميع أنحاء أوروبا. 

وفي ألمانيا على سبيل المثال، وجدت دراسة استقصائية أجرتها "Mediendienst Integration" في مايو/أيار 2020، أن واحدا فقط من كل 20 رئيس تحرير لديه ما يسمى بخلفية الهجرة. 

وتقدم "بيننا "نفسها كأول منفذ إعلامي يديره اللاجئون في إسبانيا.  وشهدت ألمانيا مشروعا مشابها يسمى أمل برلين، يعمل بها صحفيون من أفغانستان ومصر وإيران وسوريا. 

وفي أواخر عام 2019، شهدت برلين على أول محطة إذاعية ناطقة باللغة العربية (راديو أرابيكا).

وقالت محررة "بيننا" في مدريد أندريا أوليا، إن جمهورنا المحتمل داخل إسبانيا - موطن حوالي مليون ناطق بالعربية، معظمهم من المغرب - "واسع للغاية".  ومن بين أمور أخرى، تترجم أوليا مقالات زملائها السوريين إلى الإسبانية.

علاوة على ذلك، هناك قدر كبير من التنوع بين سكان إسبانيا الناطقين بالعربية  ومن بينهم المغاربة "الذين يأتون للعمل في المزارع" واللاجئين الحاصلين على شهادات جامعية ، حسب قول أوليا.

ويتشارك موظفو بيننا مكتبا متواضعا في مقر مؤسسة بور كوزا الإسبانية الذي يروج للصحافة الاستقصائية حول الهجرة ويقدم لهم الدعم اللوجستي. 

مع ذلك، لا يزال التمويل للمشروع شحيحا. لهذا السبب أطلق فريق بيننا حملة تمويل جماعي، حققت أكثر من 3500 يورو منذ بدايتها في 7 أبريل/نيسان 2021.