"خطر متربص".. مركز تركي: حزب العمال الكردستاني يغرق العراق بالمخدرات

12

طباعة

مشاركة

قال مركز دراسات تركي إن "مقاومة وحدات سنجار المدعومة من حزب العمال الكردستاني ومساهمة كوادر قنديل في ذلك، عقب اتفاقية سنجار الموقعة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أظهرت وجود حزب العمال الكردستاني الواضح في شمال البلاد.

وأشار مركز دراسات الشرق الأوسط "أورسام" في مقال للكاتب سيرجان تشاليشكان إلى أن "تصريحات السياسيين في كركوك والمصادر الأمنية بالمنطقة أظهرت أن وجود حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) لا ينحصر فقط في سنجار، بل يتعدى ذلك إلى وجود واسع يصل إلى بناء مقرات في كركوك وبعض المناطق المحيطة بها".

تنافس متصاعد

وقال تشاليشكان: "لقد كانت المرحلة التي تبعت اتفاقية سنجار، مرحلة عززت فيها المليشيات الشيعية داخل الحشد الشعبي والعمال الكردستاني الإرهابي تعاونهما بالمنطقة، في إطار شراكة مبنية على المصالح، ولا شك أن ما دفع الطرفين إلى هذا التعاون يكمن في الهدف الحقيقي من الاتفاقية الذي يتمثل في إخراج الطرفين من المنطقة".

واستدرك: "لكن ومع تزايد الضغوطات، امتد هذا التحالف إلى مناطق مثل كركوك ومخمور بدلا من التجذر في سنجار فقط، وقد لوحظ أن الاتصالات حول تعزيز التنسيق بين الأطراف قد تزايدت".

وبالطبع لم يكن من المفاجئ أن يسعى كل من حزب العمال الكردستاني والمليشيات الموالية لإيران التي ترغب في الحفاظ على وجودها في المنطقة ضد ضغوط الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان؛ لزيادة التعاون وتحقيق المصالح المشتركة.

ومع ذلك، فإن توسيع نطاق التعاون فيما بين هذه الأطراف إلى خارج حدود سنجار وصولا إلى كركوك يزيد من خطر عثور "بي كا كا" على مناطق يستجمع فيها قوته من جديد بعد أن فقد الكثير من نفوذه شمال العراق في أعقاب العمليات التركية، يقول تشاليشكان.

وأضاف: "تتميز المنطقة التي تغطي الموصل ومحمور وكركوك بكونها مناطق يسيطر عليها الحشد الشعبي، وهكذا يمكن أن يوفر تعاون حزب العمال الكردستاني والحشد الشعبي فرصة للأول لسحب قوته إلى أرضية أقوى من ذي قبل تحت مظلة الحشد الشعبي في هذه المنطقة، وتؤكد المعلومات التي نقلتها مصادر من شرطة كركوك هذا الأمر".

وتابع قائلا: "كما أكدت المعلومات أيضا أن تحالف الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني عزز من قوة الأخير في المنطقة، ومن المعروف أن بعض المليشيات التابعة للحشد الشعبي مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق يعقدون اجتماعات مع مسلحي بي كا كا في بعض المناطق حول كركوك".

وأشار تشاليشكان إلى أن "هذه الاجتماعات هي لرسم الخطط حول كيفية نشر قواتهم في الموصل ودهوك وكركوك ضد العمليات المحتملة التي تهدف لإخراجهم من المنطقة".

ونوه الكاتب قائلا: "وهنا لا ينبغي إغفال أن كل هذه التطورات تزامنت مع تصاعد التنافس بين المليشيات الشيعية والحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، خاصة وأن الصورة الحالية تظهر أن المليشيات الشيعية وحزب العمال الكردستاني يملكون أعداء مشتركين في شمال العراق".

وأوضح: "فبالإضافة إلى التوترات الأخيرة بين المليشيات وحكومة إقليم كردستان، كان حزب العمال الكردستاني أيضا في صراع على السلطة مع قوات البيشمركة في المناطق الشمالية من العراق، خاصة في العام الماضي".

لذلك، فإن التعاون المتزايد بين المليشيات الشيعية وحزب العمال الكردستاني وتوسيع الجهود لتعزيز التنسيق في الميدان وصولا إلى كركوك قد يمهد لبيئة صراع جديدة ضد الأعداء المشتركين في مخمور وكركوك.

تهريب المخدرات

وأشار تشاليشكان إلى أن "منظمة بي كا كا لا تقوم فقط بالأعمال الإرهابية، فهي لا تزال تشكل تهديدا لشعوب المنطقة من خلال تجارة المخدرات التي تقوم بها منذ عقود، وقد شاركت وزارة الخزانة الأميركية والأمم المتحدة التقارير التي أعدتها حول الشبكة التي أنشأتها (بي كا كا) لتجارة المخدرات بالمنطقة، مع الرأي العام الدولي في السنوات الماضية".

وفي البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية عام 2011، ورد أن 5 من قادة حزب العمال الكردستاني، بينهم جميل بايك ودوران كالكان، تمت متابعتهم لـ20 عاما (ما بين 1990-2010)، وأن الوزارة صنفتهم كتجار للمخدرات، وفقا للكاتب التركي.

وتابع: "كما تم التأكيد في البيان ذاته على أن الأشخاص المذكورين قدموا الأسلحة والمواد لبي كا كا من خلال عمليات التهريب، من ناحية أخرى، وفي تقرير شامل نشره مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، تم التأكيد على أن حزب العمال الكردستاني يستخدم العراق كنقطة توزيع للتجارة بالمخدرات المشتراة من أفغانستان".

وقال تشاليشكان: "من المعروف أن تجارة المخدرات تنتشر حتى مناطق كركوك الداخلية بدخولها من المناطق الشمالية للمدينة مثل رانية وكلار القريبة من أربيل، وقد أكد محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري هذه المعلومات وذكر أن المخدرات دخلت المدينة من المناطق الشمالية القريبة من إقليم كردستان، ثم نقلت من كركوك إلى المناطق الجنوبية".

فيما أدى تزايد تعاطي المخدرات بين الشباب في كركوك إلى تكثيف القوات الأمنية لعملياتها خاصة العام الماضي، وفي هذا السياق، أظهرت كمية المخدرات المضبوطة في العمليات التي تم تنفيذها في كركوك "حجم الخطر المتربص بكل وضوح".

وقد تم الإعلان عن ضبط 14 مليونا و600 ألف حبة دواء في أحد المستودعات ضمن العملية التي تم تنظيمها بناحية شوراو شمال كركوك، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حسب الكاتب التركي.

واعتبر أن "حقيقة كون بي كا كا تملك حصة في تجارة المخدرات التي تغرق كركوك، يجعل من تجارة المخدرات ذات أهمية خاصة من حيث إنها توفر مصدر دخل للمنظمة، لذلك فإن منع تهريب المخدرات في المنطقة لن ينقذ شباب كركوك من هذا المستنقع فحسب، بل سيقطع الخط الذي يمول التنظيم الإرهابي أيضا".

وخلص تشاليشكان إلى أن "محاربة حزب العمال الكردستاني بالأسلحة ومنع تهريب المخدرات يقع على عاتق الحكومة المركزية العراقية، وبالنظر إلى أن دخله من تهريب المخدرات يعود إلى التنظيم كأسلحة وذخيرة، فإن كلا من النضال المسلح ضد العمال الكردستاني ومكافحة تجارة المخدرات يلعبان دورا حيويا في استقرار المنطقة".

وشرح ذلك موضحا: "حقيقة عدم التمكن من تطهير كركوك من المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني يغذي شريان عدم الاستقرار في المنطقة بشكل مباشر، إلى جانب أن عدم الاستقرار في كركوك التي تعتبر بمثابة عراق مصغرة، سيؤدي إلى زعزعة استقرار العراق بشكل عام، تماما كما حدث في السنوات الماضية".

وختم تشاليشكان مقاله قائلا: "بينما تثير حقيقة عدم تطهير تنظيم الدولة من أقضية كركوك مثل داقوق والحويجة والدبس المخاوف والقلق حول الوضع الأمني ​​في كركوك، فإن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد تعزيز تنظيم إرهابي آخر (العمال الكردستاني) لقوته، سيقوي العقبات أمام إحكام الحكومة المركزية العراقية لسيطرتها الأمنية على المنطقة".