"خان ثورتي تونس ومصر".. رفض شعبي عربي للقاء قيس سعيد والسيسي

تونس- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى مصر الغضب على مواقع التواصل، بعد أن اتهمه ناشطون بتبني تصريحات زائفة بشأن رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي يتقارب فيه مع "أبرز المطبعين".

وبدأ سعيد في 9 أبريل/نيسان 2021، زيارة إلى مصر هي الأولى له منذ توليه منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ومن المقرر أن تستمر 3 أيام، واستقبله بمطار القاهرة رئيس النظام عبدالفتاح السيسي.

ويأتي الاستياء الشعبي التونسي والمصري لأسباب عدة، على رأسها تجاهل سعيد ذكرى ثورة 9 أبريل/نيسان 1938، التي يطلق عليها "عيد الشهداء"، والتي نادت بالحرية واختيار برلمان تونسي، وارتقى خلالها العشرات برصاص الاحتلال الفرنسي.

والسبب الآخر الأبرز هو تماهي الرئيس التونسي مع السيسي الذي ينظر إليه على أنه "رئيس الانقلاب" في مصر، والمعروف بقمعه لشعبه وانتهاكه لحقوق المعارضين وسجنه الآلاف من المعارضين بدون تهمة. 

واعتبر ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #قيس_سعيد، #قيس_سعيد_ارحل، زيارته ولقاءه رئيس النظام المصري بمثابة مباركة لحكم العسكر ودعم لانقلابه العسكري. كما نشروا صورا تبرز "جرائم السيسي" إبان تنفيذه الانقلاب العسكري، وفضه للاعتصامات المناهضة للانقلاب.

واتهموا سعيد بالتقارب مع "الديكتاتور"، معلنين تبرؤهم منه وتضامنهم مع الشعب المصري الرافض للانقلاب العسكري والمتمسك بمدنية الدولة والمطالب بالحرية لكافة المعتقلين في أعقاب حكم العسكر. 

خيانة الثورة

واتهم ناشطون قيس سعيد بخيانة الثورتين التونسية والمصرية. وأكد المغرد فتحي حاج بالجاسم، أن زيارة سعيد للسيسي هي حجة عليه ودليل على أن الثورة في واد وهو في واد آخر.

ورأى المغرد عيساوي حبيب، أن زيارة قيس لسفاح مصر السيسي نزعت منه الانتماء للثورة التونسية، وجعلت منه خائنا لدماء شهداء 9 أبريل/نيسان 1938 وخائنا لدماء شهداء رابعة 2013.

وقالت المغردة مروى عبد الرازق: "قيس سعيد لم يعد يمثلني ولا يمثل الثورة.. ذهابه لمقابلة انقلابي قاتل يعتبر خيانة للثورة ومبادئ الثورة".

ورأى ياسر الزعاترة، أن قيس سعيد نموذج لتخبط رجل جاء من خارج السلك السياسي؛ بشعارات رنانة، وراح يتجاوزها شعارا إثر آخر؛ على أمل البقاء في الرئاسة، ولأنه يستمع لـ"الثورة المضادة" التي تدعم، وتقول ما يطرب في الآن نفسه.

وأكد أن شعب تونس يستحق ما هو أفضل، لكنها مرحلة بائسة في طول المنطقة وعرضها، ولن تستثني.

ووصف الكاتب الصحفي وائل قنديل، اللقاء بأنه "قمة الفنتازيا"، ساخرا بالقول: "اجتماع قمة بين قيس سعيد والسيسي بالقاهرة السبت سيكون مناسبا جدا لو اتسعت القمة لتشمل محمد بن زايد وخليفة حفتر وبشار الأسد ونتنياهو".

وانتقد المغرد عمر الشاذلي الزيارة، قائلا إنه جاء لأخذ الأوامر من السيسي و(ولي عهد أبوظبي محمد) بن زايد و(ولي عهد السعودية محمد) بن سلمان، وتوقع أن تمر تونس بأيام صعبة في الأيام المقبلة نتيجة عبث محور الشر العربي الصهيوني بها.

تأييد المرزوقي

وأثنى ناشطون على موقف الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي الذي قدم اعتذارا للشعب المصري وضحايا رابعة والرئيس الراحل محمد مرسي، نيابة عن شعب تونس، معلنا أن قيس سعيد لم يعد يمثل شعب تونس البوعزيزي.

وكتب المرزوقي في تدوينة له على حسابه بالفيس بوك: " عفوا يا روح محمد مرسي عفوا يا رفات شهداء رابعة وغيرها من المجازر الفظيعة.. عفوا يا آلاف المقبورين أحياء في سجون السيسي أيا كانت مشاربكم السياسية..".

وأضاف: "عفوا يا ملايين المصريين الذين أرادت ثورة 25 يناير المجيدة أن تجعل منكم شعبا من المواطنين لا شعبا من الرعايا، شعبا يملك دولة لا شعبا تملكه عصابة.. عفوا ، عفوا من محبيكم في تونس البوعزيزي.

وأكد "المرزوقي" أن "قيس سعيد" لم يعد يمثلنا، ولا يمثل الثورة التي سمحت له بالوصول للسلطة، ولا يمثل استقلال تونس، ووحدة دولتها، ومصالحها، وقيمها، والأهم من هذا كله شرفها الذي هو أغلى ما يملكه إنسان أو شعب ...".

واختتم: "رحم الله في هذا اليوم شهداءنا وشهداءكم وشهداء الأمة.. كل الذين ناضلوا من أجل حرية يهددها أكثر من أي وقت مضى المتطفلون على التاريخ، ولا بد لليل أن ينجلي.. علينا.. عليكم.. على كل شعوب الأمة".

ووجه رئيس حزب الفضيلة مؤسس تيار الأمة محمود فتحي، التحية للمرزوقي لموقفه من زيارة "سعيد" للطاغية السيسي، قائلا: "كم فقدت تونس بفقد هذا الرجل بل كم فقد الربيع العربي".

وأضاف: "لا يزال الأمل قائما أن نحسن العمل وأن تجتمع جهودنا سواء في الثورة الواحدة أو الثورات جميعها على مشروع وخطة وقيادة ولجان عمل وحاضنة شعبية".

تطبيع متوقع

وتوقع ناشطون أن يعلن الرئيس التونسي تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي عقب لقائه مع السيسي، ويقصي إخوان تونس وينقلب عليهم كما فعل السيسي.

وقال صاحب حساب مصر حر: "سيعلن قيس سعيد عقب زيارته لمصر التطبيع مع إسرائيل فإن أبت حركة النهضة فسيتخذه حجة لإقصاء كوادرها وقمعهم إن تطلب الأمر بضمانة دولية تماما كما انقلاب 2013/7/3 في مصر".

وكتب شلبي عصام: "السيسي هيلعب في دماغ قيس سعيد  يطبع مع إسرائيل مهو السيسي الدلاله عمل ذي الخطبة لإسرائيل".

وذكر مغرد آخر بقول قيس إن التطبيع خيانة، مستنكرا ذهابه إلى أكبر المطبعين المجرمين السيسي.

وخلال حملته الانتخابية الرئاسية في 2019، قال سعيد إن "التطبيع خيانة عظمى.. مايحدث في فلسطين هو مظلمة القرن.. الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم ومن يكن له علاقة مع الكيان الصهيوني هو خائن''.

لكن يبدو أن قيس سعيد قد عدل كثيرا من مواقفه الصلبة التي رافقته قبل وصوله لقصر قرطاج، لتظهر الدبلوماسية التونسية في المحافل الإقليمية والدولية بمواقف متحفظة ومتماهية مع النظام الرسمي العربي، مما خيب توقعات التونسيين الذين لا زالوا يطالبون في أكثر من مناسبة بسن قانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل.