فضيحة تنصت على صحفيين بإيطاليا.. هكذا كشفتها تجاوزات الهجرة من ليبيا

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة الغارديان البريطانية، أن السلطات الإيطالية تحقق في مزاعم التنصت على المكالمات الهاتفية المرتبطة بتقارير الهجرة.

وأوضحت الصحيفة أن وزيرة العدل الإيطالية مارتا كارتابيا سترسل مفتشين إلى صقلية بعد ورود تقارير تفيد بأن المدعين تنصتوا على مئات المحادثات الهاتفية لـ15 صحفيا على الأقل كانوا يغطون قضايا الهجرة في وسط البحر الأبيض المتوسط.

وكشفت صحيفة دوماني الإيطالية، في الثاني من أبريل/نيسان 2021، أن قضاة في مقاطعة تراباني كانوا يحققون في المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية للإنقاذ البحري بتهمة التواطؤ المزعوم في تهريب البشر، تنصتوا على المكالمات الهاتفية للصحفيين والمنقذين وزعم أنهم كشفوا عن مصادر الصحفيين.

هجوم على الصحافة

وتوضح الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان، كيف سجل المدعون في صقلية سرا محادثات بين المراسلين الصحفيين وموظفي المؤسسات الخيرية ناقشوا فيها تفاصيل السفر والمعلومات السرية المتعلقة بمقالاتهم.

ووصف محامون ومنظمات مراقبة الخطوة بأنها من أخطر الهجمات على الصحافة في التاريخ الإيطالي. 

 وأكد رئيس نقابة الصحفيين الإيطاليين كارلو فيرنا، لصحيفة الغارديان "هذا انتهاك واضح للسرية المهنية.. ما التالي في هذا البلد؟".

ومع تصاعد الخلاف في إيطاليا، دعت وزيرة العدل إلى التدقيق والتحقيق مع المدعين العامين في تراباني وأرسلت مفتشين إلى صقلية للنظر في الانتهاك المزعوم لحقوق الصحفيين.

وشدد بيان صادر عن وزارة العدل الإيطالية في 6 أبريل/نيسان أنها فتحت تحقيقا رسميا في مكتب المدعي العام في تراباني وأنها أصدرت تعليماتها للمفتشية العامة بـ "إجراء التحقيقات الأولية اللازمة على وجه السرعة".

وطالب العشرات من النواب الحكومة بالتدخل في القضية. وقال بريمو دي نيكولا من حركة 5 نجوم، وهو عضو في اللجنة البرلمانية المشرفة على الإذاعة العامة RAI، لوكالة أسوشييتد برس إنه اقترح مشروع قانون لحماية الصحفيين من التنصت على المكالمات مع المصادر.

وكشف العديد من الصحفيين الذين تم تسجيل مكالماتهم الهاتفية سرا من قبل المحققين في عام 2017، كيف تم تجنيد مهربي البشر الليبيين من قبل خفر السواحل الليبي. 

وقدمت روما وقتها لليبيا أربع سفن بعد اتفاق تعاون وقعه وزير الداخلية آنذاك ماركو مينيتي، مع رئيس الحكومة الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة فايز السراج.

ومنذ توقيع الاتفاق، اعترض خفر السواحل الليبي بشكل روتيني زوارق المهاجرين في البحر ورافقهم إلى ليبيا، حيث تقول وكالات الإغاثة إن المهاجرين واللاجئين يعانون من التعذيب وسوء المعاملة.

تحقيق وتنصت

وكانت الصحفية والباحثة المستقلة نانسي بورسيا من بين أولئك الصحفيين الذين يزعم أن المدعين العامين سجلوا محادثاتهم في تراباني خلال صيف عام 2017، قد جمعت التفاصيل الشخصية وأسماء مصادرها، بينما كانت تحقق في قضية الاتجار بالبشر على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط.

كما تتبع المحققون تحركاتها باستخدام بيانات تحديد الموقع الجغرافي لهاتفها المحمول.

وقالت بورسيا: "في ذلك الوقت، قدمت للسلطات والشرطة معلومات مهمة عن شبكة المتاجرين، وتواطئهم مع السياسيين في ليبيا، لكن من الواضح أنه بينما كنت أقدم تلك المعلومات، كانوا يتنصتون على مكالماتي".

وبالتعاون مع الصحفي نيلو سكافو الذي يعمل بصحيفة أفينيير، والذي أجرى أيضا محادثات سجلتها النيابة، كشفت بورسيا في عام 2019 عن مشاركة مهرب للبشر سيئ السمعة وقائد خفر السواحل الليبي عبد الرحمن ميلاد، المعروف أيضا باسم بيجا، في اجتماعات في مايو/أيار 2017 مع المسؤولين الإيطاليين في صقلية وروما.

وحصل الاثنان على حماية الشرطة بعد تلقيهما تهديدات بالقتل من المهربين، وفق التقرير.

ويزعم المدعون في تراباني أن الملف الذي يحتوي على بيانات التنصت على الصحفيين قد تم نقله إليهم من قبل المدعي العام السابق في تراباني، وأنهم يعتزمون مطالبة القاضي بإتلافه. 

وتظهر وثائق المحكمة التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان أن المدعين العامين في مقاطعة راغوزا الإيطالية يحققون مع طاقم السفينة ماري جونيو، وهي سفينة إنقاذ تابعة لمنظمة غير حكومية متهمة بالتحريض على الهجرة غير الشرعية.

كما يحققون في محادثات هاتفية تم التنصت عليها بين رئيس بعثة السفينة بيبي كاسيا، والصحفية الإيطالية فيرا مانتينجولي.