صحيفة إيطالية: روما تحاول استعادة نفوذها في ليبيا عبر هذه المشاريع

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة إيطالية عن زيارة رئيس الحكومة الإيطالي الجديد ماريو دراغي إلى ليبيا في 6 من أبريل/نيسان 2021، وهي الأولى منذ توليه المنصب، وتهدف إلى استعادة نفوذ روما داخل المستعمرة السابقة.

ونوهت صحيفة "إيل بوست" بأهمية الزيارة التي التقى خلالها دراغي رفقة وزير الخارجية لويجي دي مايو، بـ"عبدالحميد دبيبة"، رئيس الحكومة الانتقالية الجديدة التي تشكلت بوساطة الأمم المتحدة إثر مفاوضات طويلة ومعقدة معتبرة.

استعادة النفوذ

واعتبرت الصحيفة اختيار بدء زيارات الدولة الخارجية بليبيا أمرا مهما خصوصا وأن إيطاليا تضع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدولة المغاربية على رأس اهتماماتها الإستراتيجية.

 لذلك تحاول منذ فترة استعادة نفوذها في البلاد، والذي عرف تضاؤلا منذ عشرة سنوات اتسمت بالانقسامات السياسية والصراعات المسلحة. 

لهذا السبب أيضا، أوردت الصحيفة ما قاله دراغي خلال مؤتمر صحفي عقده مع الدبيبة بأن الزيارة تشكل فرصة "لإعادة بناء صداقة قديمة وتقارب" بين البلدين.

وخلال الزيارة، بحث الطرفان وفق ما قاله دراغي سبل "التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والصحة والثقافة"، دون أن يحدد مشاريع معينة تم التطرق إليها (من المحتمل أن يتم الإعلان عن بعض العقود والاتفاقيات في الأيام المقبلة)، على الرغم من أن الصحف قد تحدثت عن بعض الفرضيات.

وذكرت الصحيفة في هذا الصدد، مشروع إعادة بناء مطار طرابلس، شبه المدمر والخارج عن الخدمة منذ سنوات.

 وكانت شركة إينيس الإيطالية قد تحصلت على الإذن بتنفيذ المشروع قبل ثلاث سنوات، لكن اندلاع الصراع عطل ذلك. 

بالإضافة إلى دعم مشروع بناء طريق ساحلي طويل يعبر البلاد ويربط الحدود المصرية بالحدود التونسية (تم إنجاز جزء صغير منه بعد أن وعد رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني العقيد الليبي معمر القذافي ببنائه).

وقالت الصحيفة إن الطرفين وقعا العديد من الاتفاقيات المتعلقة بقطاع الطاقة، بالإضافة إلى الصحة حيث ​​وعدت إيطاليا ليبيا بتقديم مساعدات ومعدات لمواجهة وباء فيروس كورونا. 

كما تباحث دراغي مع نظيره الدبيبة حول ظاهرة الهجرة غير النظامية وإدارة تدفقات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط​​، والتي تلقت ليبيا في إطارها تمويلات ومعدات بقيمة مئات الملايين من اليورو من إيطاليا والاتحاد الأوروبي دون تحقيق النتائج المأمولة، وفق الصحيفة الإيطالية.

وفي هذا السياق، سيصوت البرلمان الإيطالي في الأسابيع المقبلة على إعادة تمويل بعض الأنشطة (المشروعات) في ليبيا. 

من جانبه، أعرب  دراغي عن "ارتياحه لما تقوم به ليبيا" في مجال المكافحة والتعامل مع الهجرة غير النظامية مضيفا أن المشكلة لا تعد "سياسية فقط بل إنسانية أيضا".

وعقب لقائه دبيبة التقى رئيس الوزراء إيطاليا بمحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي ونائبيه.

تهافت دولي

ذكرت الصحيفة بأن دراغي لا يعد أول زعيم دولي يزور ليبيا خلال هذه الفترة، حيث استقبل دبيبة يوم 5 من أبريل/نيسان، رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، وفي اليوم التالي، أدى رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا زيارة إلى ذلك البلد. 

وعلى إثر لقائه بماريو دراغي، التقى الدبيبة برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي يزور البلاد لإعادة فتح السفارة اليونانية المغلقة في طرابلس.

كما زار العديد من وزراء الخارجية الأوروبيين، في مقدتمهم (الإيطالي) لويجي دي مايو، طرابلس في نهاية مارس/آذار. 

في الأسابيع الأخيرة، قالت صحيفة إيل بوست إن عديدا من الدول الأوروبية أعادت فتح سفاراتها في طرابلس، على رأسها  فرنسا، التي أعادت فتح المقر الديبلوماسي مطلع أبريل/نيسان. بينما ظلت السفارة الإيطالية مفتوحة دائما رغم احتدام الصراع، ويمكن أيضا إعادة فتح القنصلية في بنغازي.

أكدت الصحيفة الإيطالية أن استئناف النشاط الدبلوماسي في ليبيا يعبر عن أمل المجتمع الدولي في أن تتمكن حكومة دبيبة من إعادة الاستقرار إلى البلاد.

لهذا السبب، تحاول جميع الحكومات التي تملك مصالح في البحر الأبيض المتوسط ​​تقديم أوراق اعتمادها لدى الحكومة الجديدة.

أشارت الصحيفة إلى أن ليبيا عرفت منذ عام 2014، انقساما بين طرفين: في الغرب حكومة فايز السراج، المعترف بها دوليا والمتمركزة في طرابلس، في مواجهة حكومة الشرق المؤيدة للانقلابي خليفة حفتر، وحظي الجانبان بدعم من أطراف خارجية مختلفة. 

وتابعت بأن هجوم حفتر ضد العاصمة طرابلس في أبريل/نيسان 2019 في محاولة للسيطرة عليها تسبب في أزمة كبيرة. 

وبعد حصار دام 14 شهرا، تكبد حفتر هزائم عسكرية واضطرت قواته إلى التراجع  ويرجع ذلك أساسا إلى تدخل تركيا لصالح حكومة الوفاق بطرابلس. 

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقع الجانبان في جنيف اتفاق وقف إطلاق النار، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، انطلقت في تونس مفاوضات سلام طويلة برعاية الأمم المتحدة، شارك فيها 75 ممثلا ليبيا، في إطار منتدى الحوار السياسي الليبي.

 وفي بداية عام 2021 توصل المنتدى في جنيف إلى اتفاق بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وفي فبراير/شباط، انتخب عبد الحميد الدبيبة بأغلبية أصوات أعضاء المنتدى رئيسا للحكومة الجديدة وتم انتخاب مجلس رئاسي مكون من ثلاثة أشخاص برئاسة محمد المنفي.  

ذكرت الصحيفة أن الدبيبة أجرى مفاوضات مكثفة طيلة شهر كامل، وفي 10 مارس/آذار، نال فريقه الحكومي الجديد ثقة برلمان طرابلس. 

وبحسب الصحيفة، من الملفت للانتباه أن جميع القوى الأجنبية التي دعمت أطراف النزاع المختلفة عبرت عن تأييدها للحكومة الجديدة.

إذ هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدبيبة، بينما استضافه رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة خلال زيارة رسمية. كما تلقى الدبيبة دعوة إلى زيارة باريس من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

في الختام، نقلت الصحيفة تقديرات محللين دوليين اعتبروا أن الحكومة الجديدة لم تحل بعد أيا من المشاكل الهيكلية في ليبيا.

 إذ لا يزال حفتر نشطا ومتمتعا بقوة عسكرية في شرق البلاد، فضلا عن استمرار نشاط المليشيات المسلحة العديدة التي دعمت حكومة طرابلس. كما لم يغادر المرتزقة الأجانب البلاد إلى حد اللحظة.