باسم عوض.. رئيس سابق لديوان ملك الأردن متهم بالانقلاب وتدعمه أبوظبي

عمّان- الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

إثر بوادر محاولة انقلاب فاشلة، أعلنت السلطات الأردنية في 3 أبريل/ نيسان 2021، اعتقال العديد من الشخصيات، أبرزهم باسم عوض الله الذي شغل العديد من المناصب الهامة داخل المملكة الهاشمية وخارجها.

ولعب عوض في السابق دورا رئيسا في تطوير السياسة الاقتصادية للأردن وشغل العديد من المناصب كان أبرزها منصب رئيس الديوان الملكي ووزير المالية ووزير التخطيط. 

مناصب رفيعة

شغل عوض الله منصب رئيس الديوان الملكي في الفترة بين 2007 و2008 لكنه استقال من منصبه في الديوان الملكي بضغط من الملك بعد تعرضه لانتقادات واسعة بسبب مزاعم أثيرت حوله في تلك الفترة عن تدخله في قضايا سياسية واقتصادية مثيرة للجدل. 

واتهمه بعض أعضاء مجلس النواب (البرلمان) وسياسيون وصحفيون بالتدخل في خطط الخصخصة الأردنية بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي السابق شغل عوض منصب مدير الدائرة الاقتصادية في الأردن بين عامي 1999 و 2001 ثم وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي بين 2001 و 2005 ثم وزيرا للمالية في نفس العام قبل أن يختاره الملك عبدالله الثاني بن الحسن مديرا لمكتبه في الفترة بين 2006 و 2007.  

وفي تسعينيات القرن الماضي كان ينظر إلى عوض الله بصفته مصرفيا استثماريا وخبيرا اقتصاديا متمكنا حيث شغل منصب السكرتير الاقتصادي لرئيس الوزراء في الفترة بين 1992 و 1996 ليتم ترقيته لمنصب المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة حتى 1999.

حصل عوض الله على بكالوريوس العلوم في العلاقات الدولية والاقتصاد الدولي في عام 1984 من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأميركية وفي العام التالي حصل على درجة الماجستير من جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وبعد 3 أعوام حصل على الدكتوراه من نفس الجامعة في 1988. 

شخصية غامضة

عوض الله من الشخصيات ذات الأطوار الغريبة بسبب كثرة المناصب التي حصل عليها في وقت قياسي مقارنة بمن هم في سنه بالإضافة إلى قدرته على الاقتراب من الشخصيات الحاكمة في أكثر من دولة. 

يصفه الإعلامي الأردني مالك العثامنة بأنه "شخصية غامضة وغريبة وملتبسة، بسبب تشابك علاقاته الداخلية والخارجية".

وقال في مقال بموقع الحرة الأميركي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 إن باسم عوض الله شخصية غامضة، وأنه لا زال منذ ظهوره الصاروخي الأول في عهد الملك عبدالله الثاني وحتى اليوم يملأ دنيا الأردنيين ويشغل الناس.

واعتبر العثامنة أن عوض الله "حينما يغيب عن المشهد فإنه يظل حاضرا بقوة في التفاصيل العميقة، وأن غيابه يجلب القلق من أدواره خلف المشهد". 

ووصف العثامنة علاقة عوض الله بالصحافة بأنها "لم تكن يوما تواصلية"، مشيرا إلى أنه من خلال مناصبه ومواقعه مارس دورا كبيرا في عسكرة الكثير من الصحفيين ورجال إعلام لضمان الولاءات لوزراء ومسؤولين من الصف الأول والثاني في الأردن.

بدأ عوض الله هذا الطريق، عندما كان وزيرا للتخطيط، لكنه لم ينته بانتهاء دوره في الديوان الملكي الذي حوله إلى أحد أطراف الحكم وفوق الدستور، بحسب العثامنة.

أما المحلل السياسي والاقتصادي السعودي علي التواتي القرشي فاعتبر أن عوض "الأردني الفلسطيني" شغل من المناصب ما لم يشغله عربي قبله،

وقال في تغريدة على تويتر إنه "استطاع الاقتراب من زعامة الأردن وبعض الزعامات الخليجية كما لم يقدم غيره، وإن بريطانيا ترعاه بكل ما لديها".

كما يصفه خصومه بأنه صاحب مدرسة الليبرالية الجديدة بسبب دوره في عملية خصخصة القطاع العام في الأردن وبيع العديد من المؤسسات العامة.

علاقته بالإمارات

أفادت تقارير أردنية بأن اعتقال عوض الله جاء على خلفية علاقات مشبوهة واستغلال "مجلس القدس للتطوير والتنمية" الذي يشرف عليه محمد دحلان مستشار ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد وأن العلاقة تمتد إلى شراء المجلس أراض لصالح اليهود.

وخلال الأعوام الأخيرة انتشرت تقارير ووثائق تؤكد شراء الإمارات منازل من الفلسطينيين في القدس المحتلة لصالح إسرائيل وإغراء من تبقى من فلسطينيي القدس لبيع منازلهم لدولة الاحتلال بأموال إماراتية.

كما لقب عوض الله ذو الأصول الفلسطينية والمولود في القدس عام 1964 بأنه "دحلان الثاني" و "خليفة دحلان" ووصفه الناشط السعودي المعارض عبدالله الشهراني في تغريدة بأنه "تلميذ دحلان" حيث تم تربيته وتدريبه في أبو ظبي وإعطاؤه التعليمات قبل إعادته للأردن لكنه فشل كالعادة.

وعقب استقالة عوض الله من رئاسة الديوان الملكي في 2008 توجه إلى الإمارات ليتم تعيينه عضوا في مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية في نفس العام.

كما جرى اختياره في نفس العام لمنصب الرئيس التنفيذي لشركة "طموح" الإماراتية، وفي ذات الوقت نائبا لرئيس مجلس إدارة "البنك العربي" بالأردن، وفي عام 2010 عين عضوا بمجلس إدارة "مجموعة البركة" المصرفية في البحرين.

وحسب تقرير لموقع "الخليج الجديد" في 3 أبريل/نيسان 2021، فإن الإمارات هي من رشحت عوض الله للسعودية للعمل كمستشار في الديوان الملكي، وقالت إنه صاحب فكرة خصخصة شركة "أرامكو" التي ارتكزت عليها رؤية ابن سلمان 2030.

علاقاته بالسعودية

في أعقاب إعلان الأردن عن عملية توقيف واسعة شملت العديد من الشخصيات البارزة بينهم الشريف حسن بن زيد وباسم عوض الله كانت السعودية أول دولة في العالم تعلن عن موقفها من الاعتقالات ومساندتها للقرارات الملكية.

التسرع السعودي جعل العديد من الكتاب يربطون بين العلاقة الوثيقة لعوض الله مع ولي العهد محمد بن سلمان الذي عينه في وقت سابق مستشارا له، كما ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" في 3 أبريل/نيسان 2021، أن عوض الله يحمل جواز سفر سعودي.

وتؤكد العديد من المواقف والمناسبات السياسية علاقة عوض الله القوية بالقصر الملكي السعودي حيث يعتبر الصديق المقرب لابن سلمان وهو ما أظهرته صورة متداولة أثناء أدائه صلاة العيد بجواره في الصف الأول متقدما على أمراء الأسرة المالكة.

وفي عام 2016 جرى تعيينه مبعوثا خاصا للملك الأردني لدى السعودية في محاولة لرأب صدع العلاقات بين البلدين بعد استبعاد الأردن من مؤتمر مجلس التعاون الخليجي في هذا العام.

لكن بعد أقل من عامين وفي أعقاب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قرر الملك عبدالله الثاني فور عودته من زيارة إلى واشنطن إقالة عوض الله والاستغناء عن خدماته.

واعتبر العثامنة أن شيئا ما حصل في واشنطن يقف وراء القرار وأنه ربما يكون المصير المجهول والوقوع الوشيك الذي يلاحق ابن سلمان بسبب مقتل خاشقجي جعلت ملك الأردن يعجل بإسقاط رجله المفضل ومبعوثه الخاص.

ويرى رئيس الديوان الأردني السابق جواد العناني أن الأردن أراد أن يكون محايدا إذا حدثت تغييرات في السعودية مستقبلا.

وقال في تصريحات لموقع الجزيرة نت في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 "ربما أراد الملك عبدالله الثاني إظهار موقف الأردن من خلال إنهاء مهمة عوض الله استباقا لحدث معين"، مشيرا إلى أن العديد من الدول الأوروبية وقادة العالم بدؤوا يشعرون بأن المراهنة على الوضع الحالي في المملكة غير مجد.