"وراء كل فتنة".. تنديد واسع بضلوع أبوظبي والرياض في انقلاب فاشل بالأردن

عمان - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

نشر ناشطون على تويتر، مقطع فيديو، أعلن خلاله ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين، احتجازه ووضعه قيد الإقامة الجبرية، في أعقاب عملية اعتقال طالت رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله، وشخصيات أخرى.

وعبر مشاركتهم في وسمي #حمزة_الحسين، #حمزة_بن_الحسين، اتهم ناشطون السعودية والإمارات بالوقوف وراء عملية انقلاب في الأردن.

وأكدوا أن الانقلاب الفاشل في الأردن تم بتخطيط وترتيب منهم بقيادة مستشار ولي عهد أبو ظبي، القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، عن طريق المدير السابق للديوان الملكي الأردني، عوض الله، وآخرين وتم جعل اسم الأمير حمزة "كواجهة للانقلاب".

"ابن الحسين" قال في مقطع فيديو باللغة الإنجليزية بثته قناة (بي بي سي) مساء السبت 3 أبريل/نيسان 2021، "تلقيت زيارة من رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية، يوسف حنيطي، وأبلغني أنه لا يسمح لي بالخروج والتواصل مع الناس أو لقائهم".

وأوضح أن "حنيطي" أخبره أن السبب في ذلك انتقاده للحكومة أو الملك (عبد الله الثاني) في الاجتماعات التي يحضرها، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن جميع موظفيه "اعتقلوا"، فيما وضع هو وعائلته قيد الإقامة الجبرية في قصر السلام خارج عمان، وتم تقييد اتصالاته.

وأضاف ابن الحسين: "لست الشخص المسؤول عن انهيار الحكم والفساد وعدم الكفاءة التي كانت سائدة في هيكلنا الحاكم منذ 15 إلى 20 عاما، وتزداد سوءا، ولست مسؤولا عن قلة إيمان الناس بمؤسساتهم".

بدوره، نفى "حنيطي" اعتقال "ابن الحسين"، قائلا إنه "طلب منه التوقف عن نشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره، في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها المسؤولان الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون".

وبرز حديث الناشطين على تويتر، عن أن ما حدث أن المملكة الأردنية شهدت محاولة انقلاب من الأمير حمزة الذي تولى ولاية العهد بين عامي 1999 و2004 للإطاحة بأخيه غير الشقيق الملك عبد الله الثاني.

وهي الرواية التي تبنتها صحيفة "واشنطن بوست"، نقلا عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى في الشرق الأوسط اطلع على الأحداث، قال إن السلطات الأردنية اعتقلت "ابن الحسين" و20 آخرين، ووضعته تحت الإقامة الجبرية في قصره بعمان.

دور خليجي

واستنكر ناشطون ضلوع دول خليجية في محاولة الانقلاب بالأردن، بحسب تصريحات مصادر رفيعة المستوى في الأردن لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أفادوا بأن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأحد قادة إحدى إمارات الخليج، على ما يبدو إمارة أبو ظبي، كانا شريكا سر في محاولة الانقلاب التي فشلت".

وكتب رئيس مركز "هنا عدن للدراسات"، أنيس منصور: "كما قلنا لكم إن الإمارات خلف كل فتنة وانقلاب، حيث كشفت مصادر إعلامية وجود تسجيلات ومراسلات بين الأمير حمزة والملحق العسكري الإماراتي في الأردن العقيد الركن الطيار مبارك سعد المنصوري وآخرين وعقد سلسلة لقاءات خلال الفترة الماضية".

وقال المحامي محمود رفعت: إن "المؤكد الآن أنه كانت هناك محاولة انقلاب في الأردن بالفعل وأن الإمارات تقف خلفها مستخدمة السعودية كستار كما استخدمتها في ليبيا وغيرها، وأن اسم الأمير حمزة تم الزج به، وذلك أغلب الظن لعدم تحرك القبائل كفزعة لأبنائهم المعتقلين حين يرون حمزة بن الحسين تم احتجازه هو الآخر". ورأى المغرد عبدالرحمن فوكس، أن "الإمارات مازالت على عادتها نجدها مخربة الأوطان ناشرة الفتنة والفرقة في كل دار وفي كل بلاد عربية وإسلامية".

تلميذ دحلان

ووصف ناشطون "عوض الله" المتورط في عملية الانقلاب، بـ"عراب محاولة الانقلاب الفاشلة"، مشيرين إلى أنه كان رئيس الديوان الملكي السابق والمدير التنفيذي لشركة "طموح" الإماراتية وعضو مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية ورجل دحلان في الأردن وسمسار صفقات شراء الأراضي من الأهالي في مدينة القدس وبيعها لإسرائيل.

وأشار أستاذ الأخلاق السياسية، محمد المختار الشنقيطي، إلى أن "ما حدث في الأردن يبدو مشروع انقلاب عسكري سياسي وراءه الليكود العربي تم إفشاله"، قائلا إن "مفتاح فهم ما جرى هو دحلان رقم (2) باسم عوض الله، حليف السعودية وأبوظبي، والأمير حمزة كان واجهة الانقلاب".

وأوضح المغرد عبدالله الشهراني، أن "باسم عوض الله تلميذ دحلان تم تربيته وتدريبه في أبو ظبي وعاد للأردن بعد أن تم تدريبه وإعطاؤه التعليمات"، قائلا: "لكن كالعادة الإمارات فشل وراء فشل ولا يتعضون ولا يخجلون، حفظ الله الأردن وشعب الأردن وكل البلاد العربية والإسلامية من كيد الصهيانة والإمارات وإيران".

دوافع الخليج

وتحدث ناشطون عن الأسباب التي قد تدفع دول الخليج للتخطيط للانقلاب في الأردن.

وقال السياسي عمرو عبدالهادي: "كنت أعلم أن أبو ظبي لن تنسى لملك الأردن عدم اشتراكه في حصار قطر، وأيضا لن تنسى دبي له وقوفه مع أخته الأميرة هيا ضد الأمير محمد بن راشد في بريطانيا"، مؤكدا أن "محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة لا تخرج إلا من دحلان ومحمد بن زايد".

وتساءل الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، "هل محاولة الانقلاب في الأردن هي رسالة وعقاب للأردن على موقفه من اتفاقية إبراهام وموقفه من صفقة القرن؟".