"تغييرات كبيرة".. هذه الأسماء مرشحة لخلافة ميركل بانتخابات سبتمبر

12

طباعة

مشاركة

من المرجح أن تحدث تغييرات كبيرة على المستوى الفيدرالي والولايات في ألمانيا التي تعيش عاما انتخابيا بامتياز. 

ففي استطلاعات الرأي الأخيرة، انخفض الفارق بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الخضر إلى خمس نقاط، مما جعل احتمال التحالف الوحيد الممكن ينحصر بين هذين الحزبين. 

فلا يسمح توزيع الأصوات لا بـ "الائتلاف الكبير" ولا بـ "تحالف الأحمر الأصفر الأخضر".

في هذا السياق، تقول صحيفة "خبر ترك" التركية إنه "على الناحية الأخرى، يفرض الخضر سياسة جديدة لأجل معادلة سلطة جديدة لا تكون فيها المستشار الألمانية أنجيلا ميركل في السلطة".

فهم يريدون على سبيل المثال إنهاء اتفاق المهاجرين، فيما يتأرجح الاتحاد الديمقراطي المسيحي بين خليفين لميركل: أرمين لاشيت وماركوس سودر.

وعند النظر في التصريحات المنعكسة على وسائل الإعلام نجد أنه لا يوجد الكثير ممن يؤيدون ترشيح لاشيت من صفوف الاتحاد الديمقراطي المسيحي. 

فهو مستهدف من قبل اليمين المحافظ بصفته سياسيا ليبراليا يضع الحزب في يمين الوسط، وفقا للصحيفة.

ويمكن فهم سبب ذلك بالنظر إلى دعمه ميركل في سياسة "فتح الباب" أمام اللاجئين وعلاقته القريبة مع منظمات وممثلي المهاجرين خلال الفترة التي كان فيها وزيرا للاندماج، وما عرف عنه بأنه "أرمين الأتراك" بحسب بعض وسائل الإعلام والسياسيين.

انخفاض الدعم

وتقول الكاتبة التركية عائشة أوزيك قره صو إن "لاشيت لا يجد الدعم الكافي كخليف لميركل حتى أن هناك من يعلنون صراحة ترشيح سودر اليميني المتطرف، أو يفضلون فريدريك ميرتس، الذي خسر أمام لاشيت في سباق القيادة من داخل الحزب".

وتقول: أما ميرتس فقد كان أكثر من انتقد ميركل بشدة لاحتضانها المهاجرين في عام 2015 واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالابتزاز في قضية اللاجئين. 

وتتابع أن الرجل "أقسم على إعادة الحزب إلى مساره المحافظ التقليدي، لكنه خسر السباق مرة ثانية".

وإن كان لاشيت قد قال العام الماضي إنه "يجب عدم التراجع أمام الابتزازات والتهديدات" عندما تجمع اللاجئون على الحدود اليونانية. 

لكنه يعارض إنهاء عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ويعمل للحصول على مزيد من المساعدة المالية للاجئين السوريين. 

وفي إشارة إلى أهمية لاشيت بالنسبة لتركيا قال رئيس وقف التعليم والدراسات العلمية التركية الأوروبية فاروق شين، إنه أوصى بدعوة لاشيت لزيارة تركيا قبل أن يتأكد ترشيحه عندما تم انتخابه زعيما للاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وقال شين "إن لاشيت مهم بالنسبة لتركيا لثلاثة أسباب: لقد رحب بـ 3.2 مليون شخص من أصل تركي وسوف يستمر في هذا".

وتابع: "هو ينظر إلى تركيا بمحبة وإن كان ينتقد بعض التطورات بأنها مناهضة للديمقراطية، ويتحفظ حول العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي".

ويرى أيضا أنه سيملأ مقعد ميركل من خلال اتباع سياسة فعالة في الاتحاد الأوروبي كسياسي معتدل في الوقت الذي يصعد فيه اليمين واليسار المتطرفين في ألمانيا، "فإذا قامت تركيا بدعوته فستتمكن من توجيه العلاقات مع المستشار الألماني المستقبلي بوقت مبكر".

وستحدد أحزاب الاتحاد المرشح لرئاسة الوزراء من خلال التصويت في سبتمبر/أيلول 2021. 

وفي حال بقي الاتحاد الديمقراطي المسيحي في السلطة حتى لو كان ذلك من خلال التحالف، فإن المستشار الجديد سيوجه السياسة الأوروبية. 

أما بالنسبة لمن سيوجه العلاقات مع تركيا فإن ذلك غير معروف حتى الآن، بحسب الكاتبة التركية.

ووفقا لاستطلاع يوغوف "YouGov"، يؤيد 41 بالمئة من الشعب ترشيح سودر لمنصب المستشار، في حين أن نسبة أولئك الذين يؤيدون لاشيت هي 14 بالمئة فقط. 

أما 45 بالمئة فليس لديهم أي فكرة. وبالنسبة لناخبي أحزاب الاتحاد، يصبح الفارق أكثر دراماتيكية؛ حيث يختار 63 بالمئة من الناخبين سودر، فيما يختار 12 بالمئة منهم لاشيت.

نحو تحالف جديد

وتستطرد قره صو قائلة: يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة ستحدد طبيعة العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وألمانيا. 

إذ ترى حكومة ميركل أيضا ضرورة تجديد اتفاق المهاجرين مع تركيا بحسب البيان الختامي الصادر عن قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي في 25 - 26 مارس/آذار 2021.

فيما يقول الاتحاد الأوروبي: "نحن مستعدون لتطوير العلاقات مع تركيا، لكن عليها التخلي عن الخطوات أحادية الجانب في شرق البحر المتوسط ​​أو ليبيا، ويجب أن تتخذ خطوات لتخفيض التصعيد كما سيتم متابعة التطورات في مجال الديمقراطية وسيادة القانون".

وقد وصفت ميركل تعميق العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بأنها "خبر جيد" في حديثها قبل القمة، وأكدت على تجديد اتفاق المهاجرين، التي انتهت مدتها بعد خمس سنوات. 

وقالت ميركل: "لا يمكن حل قضية الهجرة إلا مع تركيا" بعد أن أعربت عن أسفها من انسحاب أنقرة من اتفاقية إسطنبول بشأن المرأة.

ومن المقرر أن تزور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارل ميشيل تركيا في 6 أبريل/نيسان 2021، وسيجتمعان مع أردوغان لوضع جدول أعمال أكثر إيجابية، بما في ذلك تحديث الاتحاد الجمركي.

وفي هذا السياق قدم الاتحاد الأوروبي ما مجموعه ست مليارات يورو من الدعم المالي للاجئين، فيما تعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم مبلغ 485 مليون يورو لعام 2021. لكن إلى أي مدى ستنخرط الحكومة الألمانية الجديدة في هذه الأجندة الإيجابية؟

وتلفت قره صو إلى أن اختيار مرشح لمنصب المستشار لم يكن المشكلة الوحيدة التي يواجهها أحزاب الاتحاد، حيث إن احتمال تشكيل ائتلاف جديد في انتخابات سبتمبر/أيلول مثير للقلق أيضا. 

ويعرف 2021 بأنه عام الانتخابات بامتياز بسبب إجراء انتخابات أخرى في ست ولايات بالإضافة إلى الانتخابات الفيدرالية. 

وتتابع الكاتبة: انتهت الانتخابات في ولايتين حتى الآن وخسر الاتحاد الديمقراطي المسيحي أصواته، ليحل حزب الخضر الحاكم في المرتبة الأولى في ولاية بادن فورتمبيرغ ويتفوق الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم مرة أخرى في ولاية راينلاند بفالز في 14 مارس/آذار. 

وقد لعب فشل حكومة ميركل في إدارة وباء كورونا بسبب الحظر ومعدل التطعيم البطيء دورا في هذه الهزائم. وعلى أية حال، لا ينبغي تعليق الخسائر على شماعة الفيروس فقط.

وتوضح الكاتبة أن قرار ميركل بترك قيادة الحزب وعدم الترشح لانتخابات سبتمبر/أيلول يرجع بالفعل إلى التراجع المستمر للحزب منذ عامين أو ثلاثة. 

توقعات واستطلاعات

فيما زاد اعتذار ميركل بعد ردود الفعل على قرار الحظر الكلي في عيد الفصح (قبل الانتخابات)، وجو التوتر الذي تسرب من الاجتماع الذي عقدته مع رؤساء وزراء الدولة، الطين بلة. 

ووفقا لاستطلاع "ZDFـPolitbarometer"، فقد انخفضت نسبة التصويت للاتحاد الديمقراطي المسيحي بنسبة 28 بالمئة بما يساوي سبع نقاط مقارنة بشهر فبراير/شباط. 

لينخفض الفارق بين الائتلاف الكبير وحزب الخضر، اللذين ارتفع دعم الشعب لهما إلى 23 بالمئة، من 16 نقطة إلى خمس نقاط في غضون شهر، تقول الكاتبة التركية. 

وتتابع: يواصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك الحالي في التحالف، هبوطه بنسبة 15 بالمئة. ويملك حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف دعما من قبل 12 بالمئة، والحزب الديمقراطي الحر 9 بالمئة، واليسار 7 بالمئة.

ويبدو أن فرصة التحالف الوحيدة ستكون بين أحزاب الاتحاد وحزب الخضر، فلا يمكن لأي معادلة أخرى أن تحصل على الأغلبية في البوندستاغ (البرلمان الألماني).

كما لا يبدو أن تحالف "الأحمر (الحزب الديمقراطي الاشتراكي) - الأصفر (الحزب الديمقراطي الحر) - الأخضر (الخضر / حزب اليسار)" المعروف باسم "تحالف الأحمر الأصفر الأخضر" كما في إشارة المرور، ممكنا. 

وليس من الممكن أيضا أن يستمر التحالف الكبير الحالي، بحسب ما تراه الكاتبة.

 وتقول قره صو: وعلى الناحية الأخرى يبدو أن الدعم الذي يلقاه الخضر آخذ في الارتفاع، لكنهم يعانون أيضا من مشكلة مرشح المستشار بسبب الرئاسة المشتركة.

 ويقال: إن زعيما حزب الخضر أنالينا باربوك وروبرت هابيك سيتفقان فيما بينهما على الترشيح. 

وبينما يؤيد الناس هابيك بنسبة 20 إلى 12 بالمئة، فإنه ووفقا لاستطلاع يوغوف، فإن مجموعة كبيرة جدا من الناخبين تبلغ نسبتهم 68 بالمئة لا يمكنهم الاختيار بين الاثنين. أما بين الناخبين الخضر، يتقدم هابيك بعشر نقاط على باربوك بنسبة 38 بالمئة.

ويملك الخضر أجندة مختلفة في سياسة الهجرة إلى جانب أولوياتهم على جدول الأعمال الرئيسية في أزمة المناخ وسياسات الطاقة. 

وهم يريدون أن يتم إنهاء الاتفاقية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي في 18 مارس/آذار 2016 التي تتضمن إلزام تركيا باستقبال اللاجئين الذين يهاجرون إلى اليونان بشكل غير شرعي.

وتختم الكاتبة التركية مقالها: "على حد تعبير نائبة رئيس مجلس حزب الخضر كلوديا روث، يجب استبدال هذه الاتفاقية التي تتعارض مع حقوق الإنسان، بممارسة جديدة تتماشى مع حقوق اللاجئين:.

أضافت روث: "إن أعضاء الاتحاد الأوروبي وضعوا تركيا حارسة لهم مقابل المال لأنهم لم يتمكنوا من التوصل لسياسة هجرة مشتركة تضامنية".

وتابعت: "يجب على الحكومة الألمانية أن تتبع سياسة أكثر فاعلية لحماية اللاجئين في جميع أنحاء أوروبا كحق أساسي من حقوق الإنسان".