"تطهير عرقي".. حملة واسعة لمناصرة مسلمي الإيغور والدعوة لمقاطعة الصين

12

طباعة

مشاركة

يحاول ناشطون على تويتر إحياء قضية أقلية الإيغور التي تضطهدها السلطات في الصين، عبر حملة جديدة تطالب بإغلاق معسكرات احتجازهم في إقليم تركستان الشرقية.

واستنكر ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #ليست_مزحة_إنها_إبادة_جماعية، #مقاطعة_المنتجات_الصينية، غياب الموقف العالمي المناهض لسياسات السلطات الصينية بحق المسلمين، وتجاهل الدول العربية والإسلامية لمعاناتهم وغياب دول المؤسسات الدولية الحقوقية والإسلامية الرسمية وغير الرسمية.

ويقول خبراء حقوقيون تابعون للأمم المتحدة إن ما لا يقل عن مليون مسلم يجري احتجازهم في مخيمات بالإقليم الصيني، وقد اتهم بعض السياسيين الغربيين بكين بتنفيذ سياسات العمل القسري والتعذيب على أقلية الإيغور.

في المقابل، تنفي الصين كل هذه الاتهامات، وتقول إن المخيمات هي للتدريب المهني، وهي ضرورية لمحاربة التطرف.

ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

وفي أغسطس/آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.

وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمائة من السكان.

ودعا ناشطون شعوب العالم إلى مقاطعة الصين تجاريا واقتصاديا، وحثوا حكومات الدول العربية والإسلامية على إغلاق السفارات الصينية، والاحتجاج الدبلوماسي على جرائم الحكومة الصينية بحق المسلمين، مؤكدين أن نصرة قضية الإيغور واجب شرعي.

وأشاروا إلى أن المسلمين الإيغور في تركستان الشرقية يتعرضون لإبادة حقيقية وسعي لطمس هويتهم الإسلامية من حكومة الصين، لافتين إلى أن رجالهم بين معتقل وقتيل، ونسائهم بين مغتصبة وخادمة ومعتقلة، وأطفالهم منتزعين بالقوة ومجبرين على تغيير هويتهم.

ورصد ناشطون بعضا مما يتعرض له مسلمو الإيغور، من اغتصاب ممنهج للنساء بالمعسكرات، وانتزاع أطفالهن منهن ووضعهم في معسكرات منفصلة، وإجبارهم على تغيير دينهم وثقافتهم، والتعقييم المتعمد للنساء.

جرائم الصين

وعدد ناشطون جرائم الحكومة الصينية بحق المسلمين، من بينها قتل الرجال، واغتصاب النساء وتعذيب الأطفال وهدم المساجد وحرق المصاحف.

ونقل تقرير لصحيفة "يو إس توداي" أن الباحثين استعانوا بالأقمار الاصطناعية للتأكد من وجود معسكرات اعتقال تستخدمها بكين لاحتجاز الإيغور، مؤكدا أن ما لا يقل عن 380 منشأة احتجاز في شينجيانغ تم بناؤها أو توسيعها حديثا منذ عام 2017.

وقال إن التقديرات توضح أن عدد مرافق الاحتجاز يصل إلى 1400، فيما أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ارتفاعا كبيرا في معدلات الإدانات وأحكام السجن المطول ضد أقلية الإيغور المسلمة.

وأضافت أنه بعد تحليل 60 بالمئة من القضايا، تبين أن كثيرا من المحكومين أدينوا وسجنوا دون ارتكاب أي اعتداءات حقيقية.

وأشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن أكثر من مليون شخص من الإيغور، أسرى في معسكرات الاعتقال الصينية، حيث يفصل الأطفال عن أمهاتهم، والآباء عن أبنائهم، والأزواج عن زوجاتهم، ويتعرضون لأبشع عمليات التعذيب وغسيل الدماغ، حتى يتخلوا عن دينهم وعقيدتهم، ويتبنوا الإلحاد!، معربا عن أسفهم خذلان الجميع لهم.

وأشار سعود حمود العصفور، إلى أن من بين جرائم الصين بحق المسلمين القتل والتشريد والمنع من شعائر الإسلام، داعياً للدفاع عنهم ونصرتهم.

وأجمع ناشطون على أن مقاطعة الصين تجاريا هي الحل والرادع لإجبارها على احترام المسلمين، ووقف انتهاكاتها لحقوقهم، مطلقين وسم #مقاطعة_المنتجات_الصينية.

ورأى الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن مقاطعة المنتجات الصينية أقل رد على جرائم الصين في حق ملايين المسلمين.

وقال صالح العتيبي: "إيمانا مني بحق الإيغور الأصيل في ممارسة ديانتهم بكامل حريتهم ونظرا الى ما آلت إليه الأحداث من تعرضهم لإبادة جماعية في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن تلك الانتهاكات أدعو لـ #مقاطعه_المنتجات_الصينية فرسالة الشعوب أسمى من رسائل المنظمات الزائفة".

وقالت مغردة أخرى إن مقاطعة المنتجات الصينية هو الحل، قائلة: "الدفاع عن مسلمين الإيغور ووقف انتهاكات الصين بحق المسلمين  واجب شرعي على كل مسلم".

صمت مستنكر

وندد ناشطون بصمت المجتمع الدولي أمام جرائم الصين المتصاعدة بحق المسلمين، مشيرين إلى أن الإيغور يتعرضون لإبادة جماعية وتعذيب منذ سنوات ولم يتحرك المجتمع الدولي أو الدول الإسلامية لنصرتهم ولو حتى بفضح جرائم الحكومة الصينية.

وقال الإمام والخطيب الدكتور ماجد جابر العنزي، "شلت أيديهم.. عندما يموت شخص ظلما في بلاد الغرب تركض الحكومات والشعوب مسرعين مستنكرين .. وعند إبادة شعب مكلوم مظلوم لانرى لانسمع لا نتكلم !".

وكتبت أبرار: "خطف، تعذيب، قتل، عمل بالسخرة، اغتصاب، إهانة وإذلال، تغيير للفكر والعقيدة الإسلامية بالإجبار والمجتمع الدولي يرى انتهاكات الصين ولا يحرك ساكنًا فالضحايا مسلمون ليس من وراء نجدتهم مصلحة، مجرد تخيل الحال موجع فكيف بمن شهد ونجا من تلك المعسكرات".

وتداول الناشطون مقاطع فيديو لمسلمين من الإيغور يررون معاناتهم وما تعرضوا له على يد السلطات الصينية، منها روايات للأمهات وأخرى استغاثات من الأطفال لإنقاذ آباهم وأمهاتهم من يد الحكومة الصينية.

ونشر المغرد سلطان المطيري مقطع فيديو لمسلمة تركستانية تبكي على خطف الحزب الشيوعي الصيني أطفالها والزج بهم في دور الأيتام لتربيتهم على الشيوعية.

وأضاف أن صمت العالم الإسلامي مخز، وعدم مقاطعة المسلمين وتجارهم للصين عار في جبين الأمة من أقصاها إلى أقصاها.