"استخفاف بالعقول".. هكذا وصف ناشطون تحذيرات السيسي لإثيوبيا

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تفاعلت أوساط مصرية عديدة مع التصريحات الجديدة لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي بشأن سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد حقوق مصر المائية.

"السيسي" حذر خلال مؤتمر عقد بمركز تابع لهيئة قناة السويس، 30 مارس/آذار 2021، من المساس بحصة بلاده من المياه في تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والذي تخشى القاهرة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل.

وأضاف السيسي: "لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر، ومن يريد أن يحاول فليحاول وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها ولا أحد بعيد عن قوتنا".

وحمل الناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، ومشاركتهم في وسم #سد_النهضة، رئيس النظام المصري مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، متهمينه بالتفريط في مياه النيل والتوقيع على معاهدة دون دراستها والاعتماد على مستشارين بدون خبرة.

وسخر ناشطون من إيهام السيسي للشعب المصري عبر تصريحاته والمناورات العسكرية التي أجريت مؤخرا بين الجيشين السوداني والمصري، والترويج لدعم خليجي للبلدين في أزمة السد، بأنها مؤشرات بمواجهة عسكرية وشيكة مع إثيوبيا.

القوات المسلحة المصرية أعلنت عقب تهديدات السيسي لإثيوبيا، انطلاق فعاليات التدريب الجوي المشترك مع السودان 31 مارس/آذار 2021.

فيما أعلنت السعودية والبحرين وسلطنة عمان، عقب ساعات من تحذير السيسي، دعم موقف مصر والسودان تجاه ملف سد النهضة.

وأكد ناشطون أن إثيوبيا دأبت أسلوب المراوغة في التعامل مع ملف سد النهضة ما بين التسكين بالتصريحات التفاوضية والإيهام بها في مقابل فرض سياسة الأمر الواقع في تعبئة السد.

وتخوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ 10 سنوات مفاوضات متعثرة بشأن ملئ سد النهضة، ولم تتفق الدول على الجدول الزمني لملئه، ورغم ذلك بدأت إثيوبيا في يوليو/تموز 2020 المرحلة الأولى في ملئه وتخزين المياه.

وتصر أديس أبابا على الملئ الثاني له في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، بينما ترفض القاهرة والخرطوم ذلك، قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي، حفاظا على منشآتهما المائية وحصتهما المائية السنوية، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

حرب خاسرة

وهاجم ناشطون السيسي واتهموه بالخيانة وحذروه من عواقب توريط مصر في حرب خاسرة، وسخروا من تصريحاته واعتبروها فقاعة إعلامية لتبريد حالة الغضب الشعبي ضده، والتغطية على الأزمات المتلاحقة التي تشهدها مصر.

وأشار المحامي محمود رفعت، إلى أن كل فرد في القوات المسلحة المصرية يدرك أن مصر لن تتحرك لإزالة خطر سد النهضة، قائلا إن ما بقى للسيسي إدراكه أن تحريك قوات سيؤدي لهزيمة أشد من 1967.

وأضاف أن ما يمنع الجيش المصري تطهير نفسه عرف ثابت بعدم انقلاب عسكري على عسكري وهذا بذاته خيانة عظمى ستجعل الشعب يشرب دماء الجيش حين يعطش وهو يوم قريب، وفق وصفه.

وتهكم المغرد محمد قائلا: "واحد زي السيسي خائن أمر البنوك المصرية بإعطاء إثيوبيا قروض لتمويل السد ووقع على اتفاقيه 2015 وقال عاوز يضرب السد. استهلاك وقت وتخدير في الشعب لا أكثر".

وقال الناشط أحمد البقري: "اللي باع الأرض بثمن بخس، لا يؤتمن على ماء!".

ورأى أحمد الفاتح أن "تصريحات السيسى استخفاف بعقول المصريين...اللى عاوز يعمل حاجة كان عملها من بدري، مش يستنى المرحلة الأخيرة لملء سد النهضة عشان يطلع تصريح تحذيرى تصريحاته، ده مجرد تنويم للرأى العام المصرى وإخلاء للمسؤولية أمام مناصريه".

إصرار إثيوبي

وأكد ناشطون أن تصريحات السيسي بلا قيمة ولم تؤثر على الجانب الإثيوبي ولم يضعها في الاعتبار، مشيرين إلى تحركات إثيوبية لاستكمال عملية ملء السد رغم تصريح السفير الإثيوبي بالقاهرة ماركوس تيكلي ريكى، باستئناف المفاوضات بشأن ملف سد النهضة مع مصر والسودان قريبا، للتوصل إلى اتفاق مرض لجميع الأطراف برعاية الاتحاد الإفريقي.

ووفق وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، سلمت هيئة الطاقة الكهربائية الإثيوبية في 3 أبريل/نيسان 2021، إقليم بني شنقول جموز، مخطط مشروع إزالة الغابات بمساحات 4854 هكتار من الأراضي، تمهيدا لإزالتها للشروع في الملء الثاني لبحيرة سد النهضة.

وأشار حمادة الزناتي، إلى أن إثيوبيا تزيل الغابات وتستعد لملء سد النهضة في موسم الأمطار القادم، غير عابئة بكلام السيسي الذي اعتبر أن مياه مصر خط أحمر، لافتا إلى أن ذلك لعلمهم أن كلامه ليس حقيقيا وإنما موجه للشعب المصري لفتا لنظرهم بعيد عن مصائب الأيام الأخيرة التي حلت بمصر.

وقال الناشط سعد الدوسري، إن إثيوبيا تماطل وتشتري الوقت لتحقيق المشروع دون أي اتفاق ملزم بل وبناء سدود جديدة غير سد النهضة واعتبار النيل حق لإثيوبيا دون دول المصب مصر والسودان.

وحث ناشطون على إسقاط السيسي والخلاص من فترة حكمه والإصرار على رحيله، مؤكدين أن ذلك هو الحل لأزمة سد النهضة دون حرب.

وأعرب الفنان المعارض عمرو وأكد عن تفهمه لضرورة شحن المواطنين بنغمة الحرب، مشيرا إلى أن ما أوصل مصر لهذا الوضع هو جهل السيسي ومستشاريه بالمصطلحات القانونية في المعاهدة الموقع عليها.

وأكد أن السيسي لازم يمشي، لأن حينها سيكون سبب الحرب هي عدم موافقة الشعب على توقيعه، وحينها يمكن للأزمة أن تنتهي بدون حرب.

واتهم ناشطون السيسي بتنفيذ أجندات إسرائيلية، وشبه الكاتب صلاح القاسم، طريقة مفاوضات إثيوبيا مع مصر والسودان حول سد النهضة بنفس طريقة (إسرائيل) في التفاوض مع الفلسطينيين، وهي طريقة فاوض إلى الأبد.