مجد بربر نموذجا.. هكذا تنتقم إسرائيل من "فرحة" المحررين الفلسطينيين

القدس المحتلة – الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

في 30 مارس/آذار 2021، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المقدسي المحرر مجد بربر، بعد يوم واحد فقط من الإفراج عنه من سجون الاحتلال التي قضى فيها 20 عاما.

أثارت إعادة اعتقال بربر غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، تجلى عبر وسوم عدة على تويتر من بينها: #لن_نهزم، #مجد_بربر، وذلك رغم الإفراج عنه مرة أخرى بعدها بيوم.

وتحدث ناشطون عن تعمد الاحتلال الإسرائيلي أسلوب الاعتقال لحظة الإفراج، لتنغيص الفرحة على المحررين وذويهم ومحاولة إذلالهم.

وتداول الناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر لحظات الاحتفال بإطلاق سراح "بربر" وإقامة أهالي القدس عرسا لاستقباله، وتبرز الحفاوة باللقاء الأول الذي جمعه بأهله للمرة الأولى دون عازل زجاجي في سجون الاحتلال.

وأشاروا إلى أن تلك المشاهد هي التي أثارت غضب الاحتلال ودفعته لإعادة اعتقاله مرة أخرى لأنه يأبى أن تدخل الأفراح بيوت الفلسطينيين، إذ كانت الجماهير الحاشدة في استقباله في مسقط رأسه في رأس العامود بالقدس، مرددين هتافات داعمة للأسيرات والأسرى.

ونشر الناشطون صورا للحظات اعتقاله مرة أخرى من خيمة أقيمت أمام منزله، مما أدى لاندلاع مواجهات أفضت إلى إصابة 12 فلسطينيا، منهم مصابون بالرصاص المطاطي، مطالبين بتحريره وتحرير كل من في السجون الإسرائيلية، وهو ما حدث بالفعل حيث أطلق سراحه عصر 31 مارس/آذار.

وردد الناشطون العبارة التي قالها "بربر" خلال اعتقال الاحتلال له، وهي "لن نهزم" مهما فعل الاحتلال، ساخرين من خشية الاحتلال من أهازيج وزغاريد وأفراح الفلسطينيين وذوي الأسرى المفرج عنهم، ومحاربته الابتسامة والفرح.

وكان "بربر" قد اعتقل في 30 مارس/آذار 2001 ضمن حملة إسرائيلية استهدفت مجموعة من أبناء القدس. 

تنغيص الفرحة

وتحدث ناشطون عن الأهداف الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي من وراء إعادة اعتقال الأسرى المفرج عنهم بعد ساعات أو أيام قليلة من الإفراج عنهم.

ووصفت ديما صرصور، إعادة الاحتلال الإسرائيلي اعتقال "بربر" بأنه يأتي لكسر القلوب والآمال، مؤكدة أنه "لم ولن ينتصر". 

وقالت أفنان إن ما يحاول الاحتلال محاربته باستمرار، المشهد الفلسطيني الذي يعكس حضورنا كبشر طبيعيين، نعشق، نحب، نشتاق، نفرح، نرقص، نغني، ونغرم، مشيرة إلى أن ما قدمه الأسير وزوجته من حب سيترك أثر فينا حتى آخر رمق!.

ورأى أحمد فرج، أنه لا يوجد سبب لاعتقال الاحتلال لبربر، إلا أنه قهرهم، من وجود الناس ومظاهر الفرح في منزله، قائلا إنهم "لا يرغبون في إذاعة الأغاني الوطنية، ولا الالتفاف حول مناضل ومحرر، ولا التدفق لبيت عائلة وطنية، ولا ارتداء الأهالي لملابس من التراث الفلسطيني". 

وأشار الكاتب ياسر الزعاترة إلى أن الغزاة لم يتركوه يعيش في أحضان بيته وأسرته لأكثر من يوم، فأعادوا اعتقاله، قائلا: "هي القدس برسم استهداف هستيري؛ وكذا رجالها، لكنها ستبقى وسيرحل القتلة عاجلا أم آجلا".

"لن نهزم"

وأشارت الإعلامية اللبنانية روعة أوجيه، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بعدما اعتقل "بربر" 20 عاما يستفزهم فرحه بلقاء أحبته وبسعادتهم به؟.

وأضافت: "ممنوع تفرح، ممنوع تكون إنسان، ممنوع تظهر مشاعر أي شخص ممكن يتعاطف معها ويفرح معك.. سعادتك تكسر الصورة التي يريدون ترويجها عنك بأنك لا تحب الحياة، وأنت تحب الحياة وللحق في الحياة تصارع".

وأوضحت الصحفية ديما الخطيب، أن سلطات الاحتلال عندما اعتقلت "بربر" كانت زوجته في الـ 23 من العمر، وابنته رضيعة، وعندنا خرج بعد 20 عاما، كانت الفرحة مدوية عارمة، فاعتقلوه من جديد ظنا منهم أنهم يعتقلون البهجة من قلوب الفلسطينيين، قائلة: "يبدو أن سبعين عاما لا تكفي كي يفهموا".

وأشار الناشط محمد سعيد، إلى أن "لن نهزم" كانت آخر كلمات هتف بها مجد بربر عند إعادة اعتقاله بعد أول فنجان قهوة، أول لحظة شوق، أول عناق، أول اجتماع، أول غداء، معقبا بالقول: "كيف يهزم شعب فيه إصرارك أيها المجد! أعادك الله إلى عائلتك عاجلا".