"يهتم بجمع المال".. لهذا يجري العراق الامتحانات حضوريا رغم كورونا

بغداد - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع انطلاق الامتحانات النهائية "الحضورية" للفصل الدراسي الأول بالعراق، صعد ناشطون على "تويتر"، مطالبهم بإجرائها إلكترونيا حفاظا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم في ظل انتشار فيروس كورونا.

وحث ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #إضراب_طلابي_عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على الاستجابة لمطالب النواب والاستماع لمناشدة طلاب الجامعات الحكومية والأهلية بإلغاء الامتحانات الحضورية في المواد التي تم دراستها عبر منصات التعليم الإلكتروني.

وصب ناشطون غضبهم على وزير التعليم العالي نبيل كاظم، واتهموه بالفساد، وذكروا بأن وزير التعليم السابق قصي سهل أعفاه من رئاسة جامعة "النهرين"؛ بسبب قضايا فساد وسوء الإدارة.

وأعربوا عن تخوفهم من الوصول إلى مرحلة الخطر والانهيار في المؤسسات الصحية وعدم القدرة على استقبال الزيادة في عدد الإصابات، إذ أعلنت وزارة الصحة والبيئة، في 29 مارس/آذار 2021، ارتفاع العدد الإجمالي للإصابات بكورونا بلغ 832 ألفا و428 إصابة، بينها 14 ألفا و212 وفاة، و745 ألفا و935 حالة شفاء.

وأكد وزير الصحة، حسن التميمي، في تصريحات صحفية، الأحد، أن "الوضع الوبائي لا يزال صعبا، نتيجة عدم الالتزام، وتهاون المواطنين بالإجراءات والتعليمات الصحية التي تصدرها الوزارة".

وأشار إلى أن وزارة الصحة "سجلت إصابة أسر كاملة بالفيروس في قرى وأرياف بغداد ومحافظات أخرى".

والأحد، نظم مئات الطلاب مظاهرة حاشدة أمام وزارة التعليم العالي، وسط العاصمة بغداد، رفضا لقرار الامتحانات الحضورية والمطالبة بجعلها إلكترونيا، وتداول الناشطون صورا منها، مؤكدين أن إجراء الامتحانات إلكترونيا "حق"، وعلى الوزارة تحقيقه.

فشل الوزير

وهاجم ناشطون وزير التعليم العالي وتحدثوا عن تورطه في "قضايا فساد"، وانهيار المنظومة التعليمية في عهده.

وقالت المغردة سارة: إن "منجزات التعليم العالي في عهده خلال 2020-2021، خروج العراق من المؤشر العالمي للمعرفة، وخروجها من التقييم العالمي لجودة التعليم، واستبعادها من تصنيف مؤسسات التعليم العالي في العالم".

فيما أشارت المغردة مريم إلى أن "من المفارقات التي تشهدها العراق، إعفاء الدكتور نبيل كاظم  -وزير التعليم العالي الحالي- من رئاسة جامعة النهرين في يونيو/حزيران 2019، بسبب قضايا فساد وسوء إدارة، وتسليمه في 2020 وزارة التعليم العالي".

تعنت المسؤولين

وهاجم ناشطون الحكومة العراقية لعدم التفاتها لصحة الطلاب رغم ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا، مستنكرين فشل إدارة الملف الصحي.

ووجه الناشط فراس السراي، تساؤلات للمسوؤلين: "كيف للطالب المصاب بكورونا أن يمتحن؟، كيف يمتحن الذي لم يطبق العملي في المختبرات؟، كيف يمتحن الطالب الذي قضى دراسته إلكترونيا؟، هل هناك من يفكر بمصلحة الطالب ومستقبله؟، هل هناك رؤية واقعية من الجهات المعنية لمستقبل الطالب أم فوضى فقط؟"

وأضاف السراي: "أنصفوا الطلاب هم بذمتكم".

وأشار أحد المغردين إلى أن في العراق فقط "المعرفة أهم من نفوس الطلاب"، لافتا إلى أن "الطلاب العراقيون وأهاليهم يموتون بسبب سوء إدارة الملف الصحي وتهور السلطات الحاكمة". ورأى المغرد مأموال علي جابر، أن مواقف التعليم العالي ووزارة الصحة "مخزية".

إجراءات ظالمة

وأعلن ناشطون رفضهم قبول قرارات الوزارة بإلزام الطلاب بإجراء الامتحانات حضوريا ووصفوها بـ"الظالمة"، وطالبوا بإجرائها إلكترونيا.

وقال أحد المغردين: "لن نخضع لقرارات الوزارة الظالمة لنا، نطالب بالامتحانات الإلكترونية لكافة المواد الدراسية".

واتهم مغرد آخر وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي بـ"التضحية بالطلاب".  فيما قال حساب باسم "ياسين": "لا شيء يمكنه كبح عزم الطلاب وإصرارهم على المطالبة بحقهم المشروع"، مضيفا: "لقد سئمنا من إدارتك للأشياء دون حكمة أو منطق، استخدم عقلك".

مطالب جماعية

وأصر ناشطون على مطالبهم، مؤكدين أنها ليست مطالب فردية وإنما مطالب جماعية على الوزارة الاستجابة لها.

واقتبست المغردة نفيسة صورة لمظاهرات طلابية واسعة، وأكدت أن "هؤلاء الطلاب لديهم جميع الأسباب التي تجعلهم قلقين بشأن سلامتهم وسلامة أحبائهم"، متسائلة: "لماذا وزارة التربية تبدو لا تهتم إطلاقا؟؟".

وردت عليهم المغردة زينب قاسم قائلة: "لأن وزارة التربية والتعليم تهتم بالمال أكثر من الطلاب وتهتم بمصالحها أكثر من سلامتنا". وقالت مغردة تدعى "لقاء": "كلما استهانت الوزارة بمطالب ومصير الطلاب سنثبت لهم أننا لا نسكت عن حقوقنا، لأن مصيرنا يهمنا وكذلك سلامتها وسلامة عوائلنا مهمة جدا بالنسبة لنا".  وقالت شهاد عماد: "معادلتنا هي التعليم الإلكتروني، امتحاناته إلكترونية، أما التعليم الحضوري فامتحاناته حضورية"، متسائلة: "ما المنطق أن أدرس إلكترونيا وأمتحن حضوريا؟".