"تطورات دراماتيكية".. هل ستسمح إسرائيل وواشنطن بتقارب فتح وحماس؟

12

طباعة

مشاركة

قال معهد عبري إن "المتنافسين الفلسطينيين يقتربان من بعضهما البعض، وعلى عكس المحاولات الماضية، يبدو أن هناك إمكانية حقيقية لتحسين العلاقات، فيما إسرائيل والولايات المتحدة لا تبديان اهتماما كبيرا بتلك التطورات، والتي قد تكون دراماتيكية بشكل خاص في مواجهة الانتخابات الفلسطينية المقبلة".

وأضاف معهد "دراسات الأمن القومي" أنه "على خلفية دفع القضية الفلسطينية عن الأجندة الإسرائيلية، تبرز محاولات التقارب بين فتح وحماس، والتي تسارعت في أعقاب صفقة القرن التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونوايا الضم الإسرائيلي للضفة الغربية والتطبيع بين دول الخليج وإسرائيل.

ولفت إلى أن "الاتفاق بين المنظمتين على إجراء انتخابات لمؤسسات السلطة الفلسطينية والانطباع السائد في الساحة الفلسطينية عن التنسيق بينهما، يعزز الرأي القائل بأن هذه المحاولة أكثر جدية من سابقاتها، ومع ذلك لم تظهر كل من إسرائيل والولايات المتحدة حتى الآن سوى القليل من الاهتمام بهذا التطور".

تقدم ملحوظ

وتساءل المعهد "هل إسرائيل مستعدة لاحتمال أن تعطي نتائج انتخابات مؤسسات السلطة الفلسطينية موطئ قدم وربما زمام المبادرة في هذه المؤسسات، كما حدث في الانتخابات التي أجريت عام 2006 وفازت بها حماس؟".

ويرى أنه "في مواجهة هذا التطور، هناك حاجة إلى عمل منسق بين إسرائيل وأميركا وأوروبا وكذلك الدول العربية، لمعالجة المخاوف بشأن وضع فتح وضرورة إعادة تأهيلها، وسيتضمن ذلك بيانا بعدم وجود تغيير في الشروط التي أقرتها الرباعية الدولية للحوار مع حماس،

وأوضح "بمعنى آخر، سيطلب من كل حكومة فلسطينية الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها ونبذ الإرهاب".

ويعتقد المعهد أن "القضية الفلسطينية فقدت منذ فترة طويلة مكانتها المركزية في الأجندة السياسية الإسرائيلية، وهذا ما حدث، فعلى سبيل المثال، عندما لم تتعاط حماس مع حركة الجهاد الإسلامي عندما حاولت إثارة مواجهة مع إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أو عندما كان من الممكن مؤخرا عزل زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار".

وأشار المعهد العبري إلى أن "إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في يناير/كانون الثاني 2021، نيته إجراء انتخابات عامة للمؤسسات الفلسطينية والرئاسية والمجلس الوطني والمجلس التشريعي لا يهم إسرائيل، وليس فقط بسبب انتخابات الكنيست".

ولفت إلى أنه "رغم العواقب بعيدة المدى التي قد تكون لها سلبياتها، فإن الخلاف المستمر بين المستوى السياسي في إسرائيل والسلطة الفلسطينية مستمر في التعمق".

علاوة على ذلك، كانت هناك في الآونة الأخيرة محاولات للتقارب بين "فتح" و"حماس"، وهما التنظيمان اللذان يمثلان قطبي النظام الفلسطيني المنقسم، ويدور الحديث عن العديد من المحاولات المختلفة مقارنة بالمحاولات السابقة "التي انتهت بالفشل".

وأشار الباحثان في المعهد، يوحنان تسوريف وعوديد عيران، إلى أن "هذا كله جاء مقابل الظروف السياسية التي تغيرت بعد (صفقة القرن)، من توقيع اتفاقيات التطبيع ونية ضم مناطق في الضفة والتي لم تتحقق بسبب هذه الاتفاقات وأزمة كورونا والانكماش الاقتصادي الحاد في الأراضي الفلسطينية والتراجع الملحوظ في المكانة الإقليمية والدولية للفلسطينيين".

وأضافا أن "هذه المرة يدور حوار محترم بين التنظيمين دون اتهامات وإدانات وفرض مسؤولية متبادلة كما حدث في الماضي، ويؤثر هذا السلوك من قبل فتح وحماس أيضا على الفصائل الفلسطينية الأخرى التي تتعاون مع الطرفين وتأمل بإحراز تقدم نحو المصالحة الوطنية".

روح واقعية

ويرى الباحثان أنه "بعد حرب 2014 في غزة، وبما أن سكان القطاع لن يواجهوا مواجهة أخرى، وإدراكا منهم أنه طالما يتم التنسيق الأمني ​​بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فلن يكون من الممكن تحريك ساحة المواجهة مع إسرائيل إلى الضفة الغربية، وتحاول قيادة حماس تنويع أساليب النضال ضد إسرائيل مع أفضلية الاحتجاج الشعبي على النزاع المسلح".

واستنتجا أن "هذا الفارق الدقيق مصحوب بالتفكير في تحديث أهداف وغايات حماس، وإن كان ذلك مع الحفاظ على طابعها المقاوم، ومن هنا، واستنادا إلى التقدير أن فتح أو حماس وحدها لن تكون قادرة على إنقاذ القضية الفلسطينية من المأزق الذي تجد نفسها فيه ومن التراجع عن وضعها، تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن المصالحة الوطنية يجب أن تتم".

وهكذا، مع قرب نهاية ولاية ترامب، اجتمعت جميع الفصائل الفلسطينية، لأول مرة في مبادرة فلسطينية مستقلة، اتفقت خلالها على العمل لتعزيز الوحدة بين التنظيمات.

وعندما امتثلت "حماس" لمطلب عباس بإجراء انتخابات للمؤسسات الفلسطينية الثلاث في وقت واحد، لم يكن أمامه خيار سوى الإعلان عن الانتخابات، الذي يحدد جدولا زمنيا مدته 6 أشهر للإعداد والتنفيذ بدءا من مايو/أيار 2021.

ولفت الباحثان إلى أن "إعلان الانتخابات أثار ديناميكية التجديد في الساحة العامة الفلسطينية والشعبية واعترفوا بها ولاقى هذا أيضا اهتماما بين العديد من الشباب الذي بث الأمل في المصالحة وتوقع تغيير في القيادة ورغبة في المشاركة في العملية الانتخابية".

وتابعا: "رغم أن رواسب الماضي لا تزال باقية، فإن عدم الثقة في قيادة التنظيمات، والخوف من استغلال ضعف حركة فتح المقسمة، والصراعات الدموية التي ميزت العلاقة بين هاتين المنظمتين في الماضي، لكن الديناميكيات الجماهيرية خلقت روحا واقعية والتي سيكون وقفها صعبا مع مرور الوقت".

وخلص الباحثان إلى القول إن "فكرة ترشح فتح وحماس في قائمة مشتركة أو موحدة، أثار الكثير من المعارضة الموجودة على جدول الأعمال". 

ووفقا للنقاد، فإن "مثل هذه القائمة ستخلق واقعا من إدارة الانقسام، وليس المصالحة، وحتى لو تقاربت التنظيمات من بعضها البعض، فإنها في الواقع ستقسم مراكز القوة بينها، وتتجاهل بقية التنظيمات، ولن تعطي مساحة مشجعة لأفكار وأصوات مختلفة، ومع ذلك، تواصل الشخصيات المقربة من عباس وكبار الشخصيات في حماس مناقشة هذا الاحتمال".