Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

صحيفة إيطالية: هكذا يمكن لروما حل الأزمة في ليبيا والمتوسط

منذ 2021/03/27 10:03:00 | ترجمات الإیطالیة
"دور إيطاليا في ليبيا يمكن أن يكون حاسما في مساعدة حكومة الدبيبة في إنجاز مهمتها قبل التنحي"
حجم الخط

قالت مجلة إيطالية، إن حكومة روما قادرة على أن تشكل نقطة مرجعية لاستعادة السلام والأمن في ليبيا، وأن تلعب دورا حاسما في تحقيق الاستقرار في كامل البحر الأبيض المتوسط بالاستفادة من علاقاتها القوية بالولايات المتحدة.

وأشارت "فورميكي" في تحليل للباحث في مركز "رفيق الحريري للشرق الأوسط"، كريم مزران، إلى أن "الإيطالي لويجي دي مايو كان أول وزير خارجية أوروبي يزور ليبيا ويلتقي في طرابلس بممثلين عن الحكومة الجديدة في 21 مارس/آذار 2021، إثر تسلمها السلطة في 16 مارس/آذار 2021 عقب نيلها ثقة البرلمان".

وأوضح مزران أن "دي مايو التقى برئيس الوزراء الجديد عبد الحميد الدبيبة ونائبي رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوحدة الوطنية، موسى الكوني وعبد الله اللافي، كما حضرت اللقاء وزيرة الخارجية الليبية الجديدة، نجلاء المنقوش.

وخلال اللقاء، أكد وزير الخارجية الإيطالي أن روما وطرابلس توحدهما "مصالح جيوستراتيجية مهمة"، على غرار مسألة الهجرة غير النظامية والتعاون الاقتصادي بين البلدين. 

بالإضافة إلى ذلك، شدد دي مايو على الدور الأساسي لإيطاليا في التزامها بدعم "عملية السلام والأمن في ليبيا". 

فرصة حقيقية

واعتبر مزران أن "زيارة دي مايو رغم أنها كانت مفاجئة، إلا أنها كانت خطوة منتظرة، لا سيما وأن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي اتصل بالدبيبة فور تسلم الحكومة الجديدة مهامها، وذلك للتأكيد على دعم بلاده لمسار عملية السلام وإعادة توحيد ليبيا".

وبحسب الباحث، فإن "هذه المحادثة الهاتفية أسست علاقات مباشرة فورية بين قادة البلدين، مما قد يشير إلى رغبة إيطاليا في استعادة دور رئيس في الأزمة الليبية".

وفي تطرقه إلى تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، لفت مزران إلى أنها "اتسمت بفترات من التعاون كما لم تخل من فترات من التوتر الشديد لعل أبرزها  القصف الصاروخي الليبي للقاعدة الأميركية المتمركزة في جزيرة لامبيدوزا عام 1986". 

في حين بلغت علاقات الصداقة بين البلدين أعلى مستوياتها إثر توقيع معاهدة بنغازي عام 2008 بين رئيس الوزراء آنذاك سيلفيو برلسكوني والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي اعتبر إيطاليا حليفا وشريكا موثوقا لليبيا.

وفي أعقاب اندلاع ثورة 2011 وسقوط نظام القذافي، قال مزران: إن "إيطاليا حاولت العمل بشكل بناء مع الطبقة السياسية الليبية الجديدة دون تحقيق النتائج المرجوة". 

واعتبر أنها "أضاعت فرصة حقيقية لتعزيز دورها على المسرح الليبي بعدم اتخاذ موقف واضح من الهجوم الذي شنته قوات اللواء الانقلابي خليفة حفتر على طرابلس للإطاحة بالحكومة الشرعية بقيادة فائز السراج عام 2019".

ويذكر أن الحكومة الإيطالية اتخذت من ناحية، موقفا رسميا مؤيدا للسراج احتراما لشرعيته من قبل الأمم المتحدة، ومن ناحية أخرى، اعترفت بدور فعلي لحفتر وعدوانه. 

وقد أدى هذا الموقف إلى "فقدان معين للثقة من جانب الحكومة الشرعية في طرابلس للدور الذي كانت تلعبه إيطاليا، وهو ما سمح بالتدخل التركي الذي استحوذ على المكانة الجيدة التي كانت تحظى بها إيطاليا لدى ليبيا"، يشرح مزران.

وحاليا، أوضح الباحث أن "الحكومة الإيطالية الجديدة تسعى مجددا إلى استعادة دورها القوي في ليبيا، وهو ما يخولها أن تلعب دورا أكثر أهمية في كامل منطقة البحر الأبيض المتوسط". 

وأكد أن "دور إيطاليا في ليبيا يمكن أن يكون حاسما في مساعدة حكومة الدبيبة في إنجاز مهمتها قبل التنحي وذلك بقيادة البلاد نحو إجراء الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول 2021". 

مصالح إستراتيجية

وللوصول إلى هذه النتيجة وتحقيق هدفها، شدد مزران على "أهمية الاستفادة من العلاقات القوية عبر الأطلسية التي تربط إيطاليا بالولايات المتحدة". 

وفي هذا الإطار، ألمح كبير الباحثين بأنه "رغم أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين قام بتهنئة الحكومة الليبية الجديدة في تغريدة نشرها على حسابه بتويتر، إلا أن عديد الأطراف تشكك في أهمية الملف الليبي بالنسبة للولايات المتحدة وترى أنه ذو أهمية ثانوية". 

وبحسب مزران، يتأكد ذلك من خلال "عدم تطرق الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الدور الروسي في ليبيا، خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره فلاديمير بوتين في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، رغم علمه بوجود ألفي مرتزقة فاغنر على التراب الليبي لدعم الانقلابي حفتر".

وفي هذه الحالة، يمكن لإيطاليا، التي عينت مؤخرا مبعوثا خاصا لليبيا، باسكوالي فيرارا، أن تلعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وليبيا، مما يمنح القوة الأميركية الفرصة لتنشيط العلاقات عبر الأطلسية ولعب دور إيجابي في كامل منطقة المتوسط، وفق ما أكده مزران. 

واعتبر أن "الصراع الليبي بإمكانه أن يشكل وسيلة للتقارب بين القارتين خاصة وأنهما تشتركان في نفس المصلحة الإستراتيجية المتمثلة في إنهاء الحرب بليبيا وتحقيق الاستقرار في المنطقة".

كما يرى الباحث أن "الأميركيين مستعدين لإعادة إطلاق دور إيطاليا كوسيط دولي، وهو ما يؤكده فحوى المكالمة الهاتفية التي جمعت بين بلينكين ودي مايو في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، التي تطرقت إلى الملف الليبي وهو ما لم تتضمنه أي محادثة هاتفية أخرى جمعت وزيرة الخارجية الأميركي بممثلي القوى الأوروبية الأخرى".

وختم مزران تحليله بالقول إن "إيطاليا قادرة أيضا على لعب نفس الدور الإستراتيجي في المتوسط من خلال تهدئة التوترات بين مختلف الجهات الأجنبية المتداخلة في ليبيا خاصة تركيا ومصر، وبالاستفادة من العلاقات التي تجمعها بهذين البلدين، بإمكانها أن تؤدي دور الوساطة لتجنب الصدامات المستقبلية مستغلة أيضا علاقاتها بواشنطن ومصالحها لدى البلدين".


تحميل

المصادر:

1

Libia e non solo. Ecco l’Italia nel Mediterraneo (e la sponda Usa)

كلمات مفتاحية :

إيطاليا العلاقات الثنائية الولايات المتحدة عبد الحميد الدبيبة لويجي دي مايو ليبيا