حملة توقيعات.. موقع إيراني ينتقد فساد "النظام الظلامي" في طهران

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدث موقع إيراني عن معاناة الشعب طوال فترة حكم الجمهورية الإسلامية منذ بداية الثورة عام 1979 بقيادة المرشد الأعلى وقتها "آية الله الخميني".

وقال موقع راديو فردا: "ساد حكم الجمهورية منذ ذاك الوقت، وسئم الشعب هذا الحكم، بسبب الفساد المتفشي في الدولة، والظلم، من تضخم بنسب تفوق العقول، وعقوبات دولية، وسياسة ضغط لأقصى حد، والعديد من القضايا الأخرى".

وتطرق الخبير في الاقتصاد السياسي يوحنا نجدي في مقال له إلى حملة في إيران بعنوان "لا للجمهورية الإسلامية"، وقع عليها الأمير رضا بهلوي، الابن الأكبر لشاه إيران الذي كان يحكم البلاد قبل الثورة.

"لا للجمهورية الإسلامية"

وفي 11 مارس/آذار 2021، أصدر 640 ناشطا مدنيا وسياسيا وفنانا ورياضيا وكاتبا وباحثا بيانا أكدوا فيه دعمهم لحملة "لا للجمهورية الإسلامية"، مطالبين أن يكون هذا المطلب محورا لـ"التضامن الوطني".

وشددوا في بيانهم، على أن "صرخة لا للجمهورية الإسلامية تردد صداها في كل مكان في إيران" وهي "صوت الشعب العازم على الإطاحة بها، التي تعد العقبة الرئيسة أمام الحرية والازدهار والديمقراطية والتقدم وحقوق الإنسان".

وأكد البيان على أن "توسيع الحملة يأتي بالتزامن مع الحركات السياسية والمدنية الأخرى، ويعد بالمزيد من المواءمة والتقارب في كفاح الشعب الإيراني من أجل الحرية والعدالة والخلاص من نظام غير إنساني". 

وجاء في ختام البيان الموجه إلى الشعب الإيراني: "دعونا نضع إرادة (لا للجمهورية الإسلامية) في صميم التضامن الوطني، حتى نتمكن من إطلاق حركة كبيرة وشاملة لتطهير إيران، إلى الأبد، من فقر وبؤس هذا النظام الظلامي والفاسد". ودعا البيان كافة القوى والناشطين إلى الانضمام لحملة التوقيعات.

وفي الأيام الأخيرة، دعمت مجموعة من المواطنين في إيران الحملة من خلال نشر ملصقات مصورة تحمل شعار الحملة في الأماكن العامة. 

ويقول الكاتب: "الحملة انتشرت بسرعة وعبرت الحدود، بسبب بساطتها، فشعار الحملة لا يحتاج إلى تخصص أو علم معين لإدراك معناه ومفهومه".

وتابع: "هناك 127 ألف طفل محروم من التعليم في محافظة سيستان وبلوجستان، وعمال لم يتقاضوا أجورهم لشهور من الأهواز حتى أراك، وأبناء وعائلات المعتقلين السياسيين - المذهبيين، والمحكوم عليهم بالإعدام".

بشكل أكثر وضوحا، فإن حملة "لا للجمهورية الإسلامية" موضع تأييد ملايين الإيرانيين من أجيال مختلفة؛ لأنهم عانوا وتضرروا منها طوال هذه السنوات، وشاهدوا بأعينهم الأضرار والمصائب الحياتية في الحكومة التي جاءت بعد الثورة.

وقال الكاتب: "المجتمع المستهدف لهذه الحملة، جميع الإيرانيين؛ الذين عاشوا التضخم بنسبة 50 بالمئة، وعايشوا العقوبات العالمية المدمرة"، في إشارة إلى حملة الضغط الأميركية على إيران بسبب برنامجها النووي.

ضد النظام

والأمر الجدير بالاهتمام منذ النظرة الأولى إلى أسماء الموقعين على البيان الداعم لهذه الحملة، هو التنوع الزائد للجماعات، النخبة والوجوه التي تقدم تحت مظلة مستديرة. 

يأتي هذا في الوقت الذي يقوم فيه الإصلاحيون، الأصوليون، ومؤيدو استمرار الجمهورية الإسلامية بالتحليل في آداب عامة بسبب فقد التقارب بين الجماعات السياسية الإيرانية المختلفة.

ومن ناحية أخرى، منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020 وبعد إعلان "العهد الجديد" من قبل الأمير رضا بهلوي، نفس الجماعات وحتى أكثر من السابق سخروا من الأمر.

ويعتقد البعض أنه لا يوجد إمكانية للتقارب بين الطوائف السياسية المختلفة المعارضة للجمهورية الإسلامية على الأقل، ومن هذا المنطلق فهم يرون أن استمرار النظام الإيراني  أفضل من عدم الاستقرار وانعدام الأمن بعد سقوطه المحتمل.

ويقول الكاتب إن حملة "لا للجمهورية الإسلامية" تعتبر ردا واضحا على العديد من المشادات وخاصة بعد توقيع الأمير رضا بهلوي على دعم هذه الحملة.

تلك الحملة التي تعد بمثابة الخطوة الأولى، الهدف منها ليس إخفاء الاختلاف بين الآراء السياسية والفكرية، ولكن تسليط الضوء على الخطر الذي يهدد إيران في حالة استمرار الجمهورية الإسلامية.

تنوع واختلاف داعمي هذه الحملة، يوضح بدوره أن الإيرانيين عانوا من النظام الإيراني الحالي، وبإمكانهم أن يمنعوا تحويلها لتكون مثل سوريا.

ويرى الكاتب أن "لا للجمهورية الإسلامية" تمثل أيضا "لا" للانتخابات (الرئاسية صيف 2021) الخاسرة بالنسبة للإيرانيين منذ وقت طويل.

واختتم الكاتب مقالته قائلا: الحملة بالإضافة إلى مفهومها الظاهري فهي تقف ضد البنية السياسية الحاكمة في إيران، وبمحض الصدفة تؤيد إمكانية التقارب بين الإيرانيين ووجهات النظر السياسية - المذهبية المختلفة، بنية تشكيل حكومة ديمقراطية فعالة.