وسط أزمات متصاعدة داخل لبنان.. ماذا يفعل "حزب الله" في روسيا؟

12

طباعة

مشاركة

يواجه لبنان بانتظام أزمات سياسية واقتصادية، مردها إلى موقعه على طول شرق البحر المتوسط وحقيقة أن جماعة حزب الله المدعومة من إيران تتمتع بنفوذ سياسي وأمني كبير هناك، ما يجعل بيروت مكانا إستراتيجيا في الصراع العربي الإسرائيلي والشرق الأوسط الأوسع.

ويقول موقع "جيو بوليتكال فيوتشر" الأميركي: "أدت الأزمة السياسية الأخيرة إلى أسوأ وضع اقتصادي ومالي تشهده البلاد منذ استقلال لبنان عام 1943".

ويمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ، وسط تعثر تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس/ آب 2020.

وجاءت استقالة حكومة دياب على وقع انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020 الذى أدى إلى مقتل نحو 200 شخص وأكثر من 6000 جريح، فضلا عن أضرار مادية هائلة في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.

وقبل الانفجار بشهور، بدأت في لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية 1990، ما فجر في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 احتجاجات شعبية غير مسبوقة تحمل مطالب اقتصادية وسياسية مستمرة حتى اليوم، دفعت لاستقالة حكومة سعد الحريري.

ومنذ بداية مارس/آذار 2021، عادت الاحتجاجات إلى لبنان بعد عام من توقفها بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتندد الاحتجاجات بتردي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر صرف العملة المحلية، إذ تخطى الدولار الواحد 12 ألف ليرة في السوق الموازية (السوداء)، مقابل 1510 ليرات رسميا.

ما الجديد؟

التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 15 مارس/آذار في موسكو بوفد من حزب الله.

وعلى مدى 3 أيام، يحضر وفد حزب الله أيضا اجتماعات في مجلس الاتحاد الروسي ومجلس الدوما (البرلمان).

وقال محمد رعد، عضو رفيع المستوى في الوفد وعضو في البرلمان اللبناني، في مقابلة إن حزب الله وروسيا على حد سواء قلقان بشأن الاستقرار الإقليمي.

كما يأتي وصول الوفد إلى العاصمة الروسية بعد أن التقى لافروف برئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري في 10 مارس/آذار في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

ناقش لافروف والحريري أهمية تشكيل حكومة تكنوقراطية مؤلفة من متخصصين غير حزبيين لإخراج لبنان من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية الحالية. كما ناقشا تطور العلاقات الروسية اللبنانية.

والحريري المكلف منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020 بتشكيل حكومة جديدة يتمسك بأن تضم 18 وزيرا كلهم من التكنوقراط بعيدا عن المحاصصة والأحزاب السياسية.

في المقابل يواجه الحريري موقفا متصلبا من الرئيس الميشال عون الذي يتمسك بشروط تتضمن حكومة مؤلفة من 20 وزيرا بإضافة وزير من الطائفة الكاثوليكية وآخر درزي محسوب على حزب النائب طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني (درزي) بالإضافة إلى وزارتي الداخلية والعدل.

وبين هذا وذاك يعيش الشارع اللبناني واقعا مؤلما لا يرتقي إلى مستوى الاهتمام من الطبقة السياسية التي ما زالت تتصارع فيما بينها للحصول على حصتها في التشكيلة الحكومية المرتقبة.

ويقول موقع  "جيو بوليتكال فيوتشر": "يمنح الوضع في لبنان روسيا فرصة لممارسة نفوذها والعمل كوسيط للسلطة، لكن في نهاية المطاف ليس لموسكو نفوذ كبير في لبنان".

ويضيف: "ربما تعمل روسيا على إدارة التوترات في سوريا من جارتها المجاورة لبنان، حيث تقصف إسرائيل بانتظام الحلفاء الإيرانيين".

ولا ينبغي أن ننسى أن لدى الولايات المتحدة وإسرائيل معاييرهم الخاصة حول أي حكومة مستقبلية في بيروت، ومن المؤكد أنهما سيلاحظان هذه الزيارة، وفق الموقع.

ويرى أنه "ليس من المتوقع أن تسمح الولايات المتحدة للبنان بالاقتراب أكثر من اللازم من روسيا".