"هل يملك الإجابة؟".. سعوديون يسألون ابن سلمان عن منجزات رؤية 2030

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

مع اقتراب الذكرى الخامسة لإعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عن "رؤية 2030" التي تزعم تنفيذ "إصلاحات اقتصادية واجتماعية" ببلاده، في 25 أبريل/نيسان 2016، صعد ناشطون على "تويتر" من تساؤلاتهم عن ما حققته الرؤية.

وتهدف "رؤية 2030"، وفق ما أعلنت السعودية، إلى تنويع الاقتصاد ووقف الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للإيرادات، وسن سياسات السوق المفتوحة في البلاد، وفق ابن سلمان.

وطالب الناشطون عبر وسم "#ماذا_استفدنا_من_الرؤية" من السلطات السعودية بالإجابة على تساؤلاتهم المشروعة بشأن ما تحقق من الأهداف المعلنة في الرؤية والتي يصر ولي العهد السعودي والوزراء على ترديدها على مسامعهم في لقاءاتهم الصحفية وخطاباتهم وتصريحاتهم.

وأكدوا أن زعم ابن سلمان تطبيق رؤيته تسبب في "اعتقال العقلاء وتسويق العاهات ومعاداة الشعوب وزرع العنصرية، وهدم البيوت وتهجير الشعب، والتمهيد للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وبيع الأحلام، وارتفاع معدلات البطالة والفقر وانتشار الفساد وضياع سمعة البلاد".

وتداول الناشطون صورا تجسد مظاهر الفقر في المملكة التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، ويظهر بها النساء يفترشون الأرض للشحاتة وأخريات يبحثن عن الطعام في القمامة.

البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، يوم الإثنين 15 مارس/آذار 2021، أظهرت انكماش الاقتصاد السعودي خلال الربع الرابع مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، إذ تأثر بتراجع كبير في قطاع النفط في ظل خفض المملكة للإنتاج، في حين تباطأ القطاع غير النفطي أيضا بسبب الضرر الناجم عن جائحة فيروس كورونا.

وأوضحت أن الاقتصاد السعودي انكمش 3.9 بالمئة في الربع الرابع، وهبط القطاع النفطي 8.5 بالمئة، فيما هبط القطاع غير النفطي 0.8 بالمئة، مشيرة إلى أن اقتصاد القطاع الخاص تباطأ 0.8 بالمئة، في حين تراجع القطاع الحكومي واحدا بالمئة.

مخلفات الرؤية

وأجمع ناشطون على أن الرؤية خلفت فرض الضرائب وغلاء الأسعار وارتفاع معدلات البطالة، وضيق الحال واستمرار الحرب وتصفية المعارضين للرؤية، مطالبين السلطات السعودية بالرد على ما حققته الرؤية مما هو معلن لها.

وأكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض يحيى عسيري، أن "ماذا استفدنا من الرؤية" سؤال مشروع يطرحه أبناء الشعب، متسائلا: "هل تملك السلطات الإجابة؟".

ورأت الناشطة الحقوقية حصة الماضي، أن "نكبة محمد بن سلمان لم تخلف إلا القتل والتهجير وسرقة الأموال والأراضي وازدياد الفقر وانتشار الجريمة وارتفاع نسبة البطالة وما خفي أعظم".

فيما قال المغرد محمد: إن :الرؤية لم نستفد منها إلا بتفريغ جيوبنا عن طريق غلاء المعيشة ودفع الضرائب غير الممثلة لحساب ابن سلمان وتركي آل شيخ، ومن يقول غير ذلك فهو كاذب ومطبل".

وهم وفساد

وبرز وصف الناشطون للرؤية بأنها "رؤية فساد ووهم"، مؤكدين أنها "طريقة بيع الوهم وصناعة المشاريع الوهمية والترويج للسراب لتخدير الشعب بوعود كاذبة وأحلام غير محققة لتمكن ابن سلمان وأعوانه من اختلاس خيرات البلد".

ورأى وليد الهذلول شقيق الناشطة لجين المفرج عنها مؤخرا، أن  الرؤية "ليست إلا غطاء لمحمد سلمان يزرع فيها الوهم للمواطن الغلبان".

وأكد أحد المغردين أن الرؤية "عبارة عن وهم وسراب .. لا وجود لها". ورأى صاحب حساب كشكول أن "رؤية 20 كوكايين" كما وصفها: "خزعبلة من خزعبلات مبس (ابن سلمان) جلاد النساء زي عاصفة الوهم حتى الذباب والوطنجيه بطلوا يكذبونها". فيما وصفتها المغردة ليلى بأنها "رؤية فساد"، مشيرة إلى أنها حققت كل معاني الفساد "فقر فسق فجور فرقة فوضى فشل/سرقة سقوط سفالة سفاهة سفك سحق، إثم انحلال انفلات افلاس اعتقال استعباد".

رؤية تطبيع

وربط ناشطون بين تطبيق ابن سلمان لرؤيته وتمرير التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مشيرين إلى قول جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إن التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" يلوح في الأفق.

وأضاف كوشنر في مقال له بصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن المملكة وضعت إصبع قدم في الماء من خلال منح حقوق التحليق فوق أراضيها لـ"إسرائيل"، ومؤخرا، السماح لفريق سباق إسرائيلي بالمشاركة في رالي داكار.

وزعم أن الشعب السعودي بدأ يرى أن "إسرائيل ليست عدوهم، فالعلاقات معها تصب في المصلحة الوطنية السعودية ويمكن تحقيقها إذا قادت إدارة بايدن الجهود".

وتهكم الناشط السعودي عمر عبدالعزيز، قائلا: "استفدنا من الرؤية أن كوشنر يقول الشعب السعودي ليس ضد إسرائيل".

وقال المغرد زياد: "استفدنا من الرؤية موافقة مبس (ابن سلمان) على صفقة القرن، ومشروع نيوم إحدى بنودها السرية لرخاء المنطقة كما يزعمون والتي بسببها أصبحت القدس عاصمة إسرائيل أمام أعين خادم الحرمين المزعوم".

يشار إلى أن الإمارات والبحرين والسودان والمغرب طبعوا علاقتهم رسميا مع الاحتلال الإسرائيلي منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

عقلية الانتقام

الناشطون أشاروا أيضا إلى أن تطبيق ولي العهد السعودي لرؤيته تسبب في اعتقال النشطاء السلميين، والانتقام ممن يكشفون الفساد وينددون به ويفضحون المفسدين، ويرفضون اعتقال من يعبر عن رأيه.

فبعد أشهر قليلة من وصول ابن سلمان لولاية العهد قاد حملات اعتقالات واسعة بدأها في سبتمبر/أيلول 2017 وشملت كتاب وعلماء دين بارزين ومفكرين ومثقفين وأمراء وعمد إلى ملاحقة الناشطين والمعارضين بالداخل والخارج، وأي شخص يشتبه في معارضته المحتملة.

وتم في أعقاب حملاته اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. وأكد مراقبون أن ابن سلمان بدا واضحا أنه غير متسامح مع أي معارضة أو انتقاد لسياسته، وخاصة رؤية 2030 التي تركز على ما يصفها بإصلاحات اقتصادية واجتماعية.

ويعد الكاتب الاقتصادي والمحلل عصام الزامل، من أبرز المعتقلين على خلفية انتقاده لرؤية 2030، ومعروف برفضه لخطط طرح أسهم من شركة "أرامكو" السعودية للاكتتاب العام.

وأشار المغرد أوس الزهراني إلى أن تمرير ابن سلمان لرؤيته استلزم اعتقال المشائخ والنخب والمفكرين والنساء وتعذيبهم في السجون.

وأجاب مغرد آخر عن ماذا استفدنا من الرؤية قائلا: "اعتقال العقلاء وتسويق العاهات ومعاداة الشعوب الإسلامية وزرع العنصرية لتسييس التطبيع مع إسرائيل تكميم أفواه تقديس أشخاص بيع أحلام عطالة فقر فساد وهن وضعف لا عزة ولا كرامة أصبحنا مستعبدين من قبل جهال والحروف لا تكفي لوصف الحال". ولفت أحد المغردين بحساب "أكسجين" إلى "اعتقال النخب والمثقفين والمفكرين، وزيادة البطالة، الهيمنة الإماراتية، وتقليص النفوذ السعودي وتوسيع الإيراني، وزيادة الفقر". وأكد الناشط السياسي سعيد الزهراني، أن الرؤية طلعت على الشعب بخسارة لأن الطالع بها تهجير، قتل، اعتقالات، إخفاء قسري، ارتفاع نسبة البطالة، ارتفاع أسعار البنزين والضرائب. ولفت صاحب حساب "ناقد حر"، إلى أن "إحدى حسنات فشل الرؤية أنها ساهمت بهدم أصنام وإزالة أقنعة وكشف شخصيات كان الناس مخدوعين بهم، وكشفت أيضا حقيقة الثورة المضادة في منطقتنا، وبينت حقيقة العصابات الحاكمة من الخليج إلى المحيط". وتهكم المغرد فهد قائلا: "استفدنا من الرؤية أشياء كثيرة: سحب صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنشاء هيئة الترفيه، وإيقاف المساعدة المقطوعة من الضمان الاجتماعي، والاعتماد على جيب المواطن من فرض الضرائب وغيرها، وارتفاع أسعار البنزين والمواد الغذائية".