دبلوماسي إسرائيلي: لو استمر ترامب لأقمنا علاقات مع السعودية

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدث رئيس مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، دوري غولد، عن موقفه من استجواب تل أبيب بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ورأيه في السياسات السعودية الأخيرة.

وقال غولد: "دمي يغلي عندما أرى إسرائيل متهمة بانتهاك اتفاقية جنيف الرابعة بسبب الاستيطان، أعرف ما لا يفعلونه عندما تكون هناك انتهاكات حقيقية، فعلى سبيل المثال في الحرب في سوريا من إحدى الأفعال التي يقومون بها هناك هو طرد السكان السنة من منازلهم". 

وتابع: "إنه انتهاك للقانون الدولي بشكل كلاسيكي فهل تفتح المحكمة الجنائية الدولية فمها؟ وإنه صراع للوعي ويجب أن ننقله وهذا يعني أخذ الأشخاص المناسبين ووضعهم في الأماكن المناسبة".

سلوك أميركا

وحول الرئيس الأميركي جو بايدن، قال غولد: "الرئيس السابق دونالد ترامب كان أكثر ودية للقضايا التي تهمنا مثل الاستيطان والقدس ومرتفعات الجولان، وكذلك سيناريو ضم غور الأردن فلقد جاء بايدن من جو مختلف، رغم أنه كان صقرا ديمقراطيا عندما كان سيناتورا، وكان أيضا رجلا محبا لإسرائيل، وكان سلوك إدارة أميركا في المحكمة الجنائية الدولية ممتاز".

وأشار إلى معارضة مجلس "يشع" لتطبيق السيادة، قائلا: "اعتقدت أنها ستكون صرخة لباقي الأجيال فلقد كان بإمكاننا الحصول على خريطة رائعة للأجيال القادمة والدفاع عن بلادنا إذا أتيحت لنا الفرصة لضم وادي الأردن".

وحول فشل اتفاقيات السلام مع السعودية في عهد ترامب، أجاب غولد: "لو استمر ترامب، لكان لدينا بالفعل علاقات دبلوماسية معها".

واستطرد: "في الماضي خلال الانتفاضة الثانية مولت السعودية قرابة 50 إلى 70 في المائة من ميزانية حركة حماس، فاليوم يبلغ حجم التمويل صفر بالمائة ومن يمول الصواريخ التي تطلقها حماس هي إيران، وبمعنى آخر، إن عدونا المشترك هو الذي أحدث الفارق للأفضل فيما يتعلق بالعلاقات الممكنة بين إسرائيل والسعودية".

وأشار غولد إلى "الدور المزدوج لجلعاد أردان، الذي يشغل أيضا منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة ولواشنطن"، مؤكدا على أنه "من الممكن القيام بكلا المنصبين، دور السفير لدى الأمم المتحدة وهو دور موسمي، وافتتاح المؤتمر السنوي".

وأضاف "لقد قام الأب الصخري بكلا الأمرين، رغم أنه في أوقات أخرى لا أحد يستطيع القيام بما فعله أردان الذي أطلق عليه غولد لقب الأب الصخري، لكن هذا بالتأكيد كان ممكنا من قبله".

وفي سياق منفصل، أشار معهد "أبحاث الاتصال في الشرق الأوسط" إلى أن كتابا سعوديين تحدثوا عن التزام واشنطن تجاه الرياض بأنه "ليس حقيقيا، وسندافع عن أنفسنا".

واتهم العديد من الصحفيين السعوديين الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص بـ"اتباع سياسة الكيل بمكيالين والنفاق تجاه المملكة، فمن ناحية تحجب أميركا السلاح رغم إعلان دعمها للدفاع عنها، ومن ناحية أخرى تعمل لصالح الخصوم الحوثيين الذين يخدمون إيران ويطلقون الصواريخ على أراضيها".

وحذر الكتاب من أن السعودية "لن تستمر في معارضة هذه السياسة ولن تتردد في الدفاع عن نفسها".

معايير مزدوجة

من جانبه، انتقد الكاتب خالد سليمان بشدة تلك المعايير المزدوجة للولايات المتحدة والغرب في عموده بصحيفة "عكاظ" اليومية قائلا: "مليشيا الحوثي تهاجم المطارات والمدن في السعودية، بينما يقتصر الرد الدولي على إدانة المعتدي في وسائل الإعلام ومطالبة المعتدي بضبط النفس".

وأضاف أن "هذا دليل على ازدواجية الأخلاق بين القوى التي تريد تحقيق مصالحها ومصادرة حقوق الآخرين، والأسوأ من ذلك أن الإدارة الأميركية أزالت الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من ضرب مطار مدني في السعودية وإحدى الطائرات التجارية". 

وتساءل المعهد، عن ماهية الرسالة التي يتلقاها "الحوثيون" وما هي الرسالة التي تحاول الإدارة الأمريكية إيصالها؟ قائلا إن "الولايات المتحدة والدول الأوروبية أعلنوا التزام الحوثي بالحفاظ على أمن وسيادة السعودية، ولكن في نفس الوقت جمدت صفقات السلاح وقلصت من قدرة السعودية في الدفاع عن نفسها فعن أي التزام يتحدثون؟!".

ولفت المعهد العبري إلى أن "الغرب يدرك أن الحوثيين عبارة عن أدوات للقيام بالأعمال الإرهابية التي تطلبها إيران مثل تنظيمي حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، وكل هذه المنظمات تعمل لصالح إيران على حساب شعوب تلك الدول".

وأضاف أنه "مع ذلك يستمر الغرب في تكرار نفس الأخطاء التي قام بها في لبنان والعراق وسوريا، فبدلا من إضعاف الحوثيين والضغط عليهم، يضاعف من قوتهم ويمكنهم ويشجعهم على ذلك". 

وأشار المحلل السياسي بالمعهد "ب. تشارنسكي" إلى أن "السعوديين الذين شاهدوا الأحداث في لبنان والعراق وسوريا منذ سنوات، يدركون أن أمنهم وسيادتهم لا يمكن أن تكون رهينة للسياسة الغربية، فإدانات الغرب في الإعلام لن تحمي حدودهم ولن تحافظ على الأمن معها، والقانون الدولي الذي يمنحها حق الدفاع عن النفس لا يمكن أن يكون انتقائيا".

وختم الكاتب سليمان مقاله بالقول: "لم نعد نعرف أي جانب تدعمه واشنطن في المنطقة، سواء إلى جانب أصدقائها وشركائها الذين عملوا معها منذ عقود لتحقيق الاستقرار أو الحرب على الإرهاب والمصالح التجارية المشتركة أو محاربة العدو الذي يرفع شعار الموت لأميركا، فربما يجب أن يتحول أصدقاء واشنطن إلى أعداء لها حتى تحترم مصالحهم!".