في ذكراها العاشرة.. سوريون يتعهدون بمواصلة الثورة حتى إسقاط الأسد

12

طباعة

مشاركة

"شهداء أو مهجرين أو معتقلين والباقي مناضلين".. كلمات تختصر حال الشعب السوري بعد 10 سنوات من انطلاق ثورته منتصف مارس/آذار 2011، تحت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وما زالت الثورة مستمرة حتى الآن، وسط خذلان عالمي وتعنت روسي إيراني.

ومع حلول ذكراها العاشرة وتصاعد جرائم رئيس النظام السوري بشار الأسد، بمباركة غربية وخذلان عربي، وإهمال عالمي للملف السوري إلا ما يخص مصالحهم وضيق أفق للحل، يجدد ناشطون عهودهم بالوفاء لثورتهم ولدماء الشهداء ومواصلة مناهضة النظام وإسقاطه.

ووجه ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الثورة_السورية، #الذكرى_العاشرة_للثورة_السورية، #Syria10، التحية لكل الثوار السوريين على صمودهم على مدى 10 سنوات كاملة لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة.

وأعلن ناشطون تمسكهم بحقوقهم في الحرية وحق بلادهم في التقدم والتحرر من قيود الطغاة، وحق الشعب ببلد حر ديمقراطي، مؤكدين أن جيش الأسد وشبيحته ودعم روسيا وإيران له ومحاولة بعض الأنظمة إعادة تأهيله "لم يكسروا إرادة الثورة".

وتداول ناشطون صورا من المظاهرات الشعبية التي تجوب شوارع سوريا للمطالبة بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين، معلنين استمرار مناهضة نظام الأسد.

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قد كشفت في تقريرها في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، في 26 يونيو/حزيران 2020، أن نحو 130 ألف معتقل في سجون النظام، ويشكل المختفون قسرا نحو 85 بالمائة من هذا الرقم.

وتزامنا مع إتمام الثورة السورية عامها العاشر، دعت منظمة "العفو الدولية"، النظام السوري وجماعات المعارضة المسلحة، إلى الكشف عن مصير أكثر من 75 ألف شخص اختفوا قسرا أو اختطفوا منذ عام 2011.

ودعت المنظمة إلى مساندة المختطفين والمختفين قسرا، بالتوقيع على عريضة تطالب النظام وجماعات المعارضة المسلحة بالكشف عن مكان ومصير جميع المختفين قسرا والمفقودين في سوريا.

وأكدت أن النظام السوري شن عمليات اعتقال وإخفاء قسري بحق عشرات آلاف الأشخاص، بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم، ومن بينهم محامون ومدافعون عن حقوق الإنسان، وصحفيون وعمال مساعدات إنسانية، وناشطون سياسيون.

وشددت المنظمة على أن النظام السوري يحتجز المعتقلين في "أوضاع غير إنسانية"، ويواجهون التعذيب بصورة غير مألوفة، ما يؤدي إلى حدوث آلاف الوفيات في الحجز، مستنكرة إفلات نظام الأسد من قبضة العدالة.

آمال متجددة

الناشطون أعربوا عن آمالهم باقتراب النصر، إذ أكد رئيس "حركة العمل الوطني من أجل سوريا"، أحمد رمضان، أن "الداخل مفعم بالحيوية والأمل والتحدي.. أمل بنصر الله القريب وحيوية يعبر عنها الجميع بتأكيد أهداف الثورة في الحرية والكرامة، وتحد في التصدي لنظام يتهاوى واحتلال فشل في تركيع شعب منتفض".

وأشار إلى أن "في كل بقعة من سوريا الحرة مظاهرة وفعالية شعبية في الذكرى العاشرة للثورة السورية".

وأعرب أستاذ الأخلاق السياسية، محمد المختار الشنقيطي، عن يقينه بأن "حفنة الطغام التي تسللت إلى الحكم تحت جنح الظلام لن ينتصروا في بلاد الشام التي اندحر فيها الصليبيون، وتبدد شمل المغول"، قائلا: "معاذ الله أن يخذل الله أرضا تروت بدماء الشهداء، فتفتـقت منها شقائق النعمان حمراء قانية". فيما قال المغرد قصي العامر: إن "سوريا لن تبقى كمزرعة ينهبها أتباع المجرم بشار الأسد، بل ستعود ملكا للشعب السوري المسلم".

استكمال الثورة

وجدد ناشطون عهدهم باستكمال ثورتهم حتى إسقاط النظام، إذ قالت الناشطة دارين العبدالله: إن "الأيام التي مضت لم تكن مجرد ذكرى ثورة الكرامة بل كانت إعادة حقيقية لثورة التاريخ والإنسان، لتخرس كل من دفن الثورة في ضميره المتفسخ، فالثورة مستمرة ولا يمكن أن تنتهي إلا في نفوس مهزومة مهزوزة".

وقال الناقد السياسي "أصلان أس": إن "ثورة الكرامة والتغيير لم تنته ولن تقف وستستمر حتى تحقق أهدافها طالما هناك ثائرون أحرار"، موضحا أن "هذه الثورة فجرت كل الطاقات الشبابية والثورية والحركية وبرزت كل الأخلاق وظهرت كل النفوس الطيبة والزكية وقدمت الدماء والأرواح والشهداء". وأشارت الناشطة السورية ياسمين المراوية، إلى أن "ثورة 2011 كسرت جدار الخوف، وتجرأ  السوريون على الحلم، وأعلنوا ولادة ثورة الكرامة، وتمردوا على المظالم كلها"، قائلة: "عشر سنين في عين الموت لم ولن تنته الثورة، طعم الحرية لذيذ وثمنها غالي ثورتنا متمردة وشابة ونعشقها أهل الكرامة". وقالت إحدى المغردات: إن "الثورة السورية ثورة من أجل الكرامة والحرية المسلوبة"، مضيفة "لن نتراجع ولن نيأس لن نتخلى عن كرامتنا لكي لا نموت مرتين". فيما قال المغرد مجدي كامل: "نجدد العهد على التمسك بالوقوف إلى جانب الشعب السوري والمجاهدين ضد نظام بشار الأسد المجرم وكل من يعاونه حتى استرجاع كامل الحقوق إلى أصحابها وعودة الشعب السوري المهجر إلى دولتهم والعيش بكرامة وعدالة اجتماعية".

تحية للثوار

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو لثوار سوريا وحشودهم في مظاهرات مناهضة للنظام السوري، ومقتطفات من تعهداتهم بـ"الالتزام باستكمال الثورة والصمود بوجه الطغاة حتى إزالة النظام"، مؤكدين أن "الثبات على القضية من أكبر انتصارات الثورة السورية".

وعقب الكاتب والصحفي السوري قتيبة ياسين، على صورة للمتظاهرين، قائلا: "كم أحبهم هؤلاء الذين حتى الآن لا يفوتون مظاهرة إلا ويشاركون بها لا يقولون ماذا سنستفيد ولا ماذا سنؤثر يقطعون الأميال ليلعنوا روح حافظ ويعودوا سعداء إلى البيت أدوا واجبهم وأراحوا ضمائرهم ما أكرمكم.. ما أنبلكم.. ما أجملكم".

ونشر المغرد الحارث ابن عباد مقطع فيديو يلخص سنوات الثورة، ويبرز صمود المتظاهرين، مؤكدا أن هؤلاء "هم حصن الثورة العظيمة".

وأضاف: "والله لا مفردات ولا كتب الدنيا توفيكم حقكم، يليق بكم أن تكونوا وسام عزة وإباء يتقلد به التاريخ، في ذكرى ميلاد ثورتنا العاشر سلام لكم يا من أرخصتم أرواحكم وجعلتموها جسرا لنعبر به إلى حريتنا".

ونشر المغرد المعتصم بالله الشحود، مقطع فيديو لحشود الثوار السوريين يرفعون العلم السوري بطول مسيرتهم، قائلا: "سنعيد سيرتنا الأولى لأنها الأطهر والأجمل والأنبل".