Tuesday 19 March, 2024

صحيفة الاستقلال

“يقصي منافسيه”.. صحيفة إيطالية: احتجاجات السنغال قد تطيح بالرئيس سال

منذ 2021/03/16 10:03:00 | ترجمات الإیطالیة
"الاضطرابات في أرض الترنغا انطلقت في 3 مارس/آذار 2021، مع اعتقال المعارض السياسي البارز عثمان سونكو"
حجم الخط

وصفت صحيفة إيطالية الوضع في السنغال بـ"الخطير" و"المهدد" لبقاء الرئيس الحالي على رأس السلطة، في بلد لطالما كان واحة للاستقرار غرب إفريقيا، ولم يشهد انتفاضة بهذه الأهمية منذ سنوات.

وقالت "نيغريسيا" إن "الاضطرابات في أرض الترنغا انطلقت في 3 مارس/آذار 2021، مع اعتقال المعارض السياسي البارز عثمان سونكو، الذي حل في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية لعام 2019، ويعد أحد المنافسين الرئيسين في الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2024". 

وأشارت إلى أن "اعتقاله أثار غضب أنصاره، وأجج غضب العديد من السنغاليين المستائين من الظروف المعيشية الصعبة مما دفعهم إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج ضد الرئيس ماكي سال".

إقصاء المنافسين

وذكرت الصحيفة الإيطالية أن "السلطات ألقت القبض على سونكو بتهمة الإخلال بالنظام العام بينما كان في طريقه إلى المحكمة برفقة أنصاره للرد على تهمة بالاغتصاب رفعتها ضده موظفة في صالون تجميل".

من جهته، أنكر سونكو هذه الادعاءات ورد أحد محاميه قائلا: إن هذه "الاتهامات لا أساس لها من الصحة وإنما تشكل أسلوبا بات راسخا لإقصاء المنافسين الرئيسين للرئيس سال من سباق الانتخابات المقبلة".

وأوضحت الصحيفة أن "اعتقال المعارض البارز أثار على وجه الخصوص سخط الشباب لا سيما وأن العديد منهم خريجو جامعات وعاطلين عن العمل، ويحلم أغلبهم بالهجرة في ظل الظروف المعيشية الصعبة، المتفاقمة بسبب إجراءات مكافحة تفشي جائحة كورونا التي بدورها فاقمت الأزمة الاقتصادية العميقة وزادت من معدل الفقر".

ويذكر أن البلاد عاشت أعمال عنف غير مسبوقة وعمليات تخريب استمرت طيلة 4 أيام، كما خلت الشوارع وأغلقت المتاجر والمحلات في العاصمة داكار وشهدت العديد من المناطق فيها اشتباكات عنيفة. 

وعاشت مدن أخرى في المناطق الداخلية من البلاد، نفس الأوضاع التي لم تشهدها البلاد منذ سنوات مما أثار مخاوف لدى الرئيس سال. 

وفي مشهد متكرر، رشقت مجموعة من الشبان المطالبين بإطلاق سراح سونكو في حي المدينة الشعبي بالعاصمة، رجال الشرطة بالحجارة، لترد الأخيرة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، كما وقعت الاشتباكات نفسها على مسافة أبعد قليلا، في ساحة (بلاس دي لا نيشن)". 

وأوردت الصحيفة أن متجر "أوشان" الضخم في ضاحية مباو تعرض للمداهمة والنهب، وأغلقت المدارس الفرنسية، وكذلك وكالة الخطوط الجوية الفرنسية.

وتعرضت العديد من اللافتات والعلامات الفرنسية للهجوم، على إثر اتهام فرنسا بدعم الرئيس سال خصوصا وأن علاقته بالرئيس إيمانويل ماكرون توصف بـ"الممتازة"، تعلق الصحيفة الإيطالية.

كما تعرض مقر جريدة "Le Soleil" وراديو "RFM" ، اللذان يعتقد أنهما مقربان من السلطة، لهجوم المتظاهرين. 

وبينما أعلنت السلطات عن سقوط 10 قتلى جراء الاشتباكات، قالت المعارضة إن هناك قتيلا آخر لم تعلن عنه الرواية الرسمية.

وأردفت الصحيفة أن اعتقال سونكو، زعيم حزب "باستيف" (الوطنيون)، أثار عاصفة في عالم السياسة والإعلام السنغالي، خصوصا وأن الجميع يتذكر ما تعرض له كريم واد، نجل الرئيس السابق عبد الله واد ووزير سابق، وخليفة سال، عمدة داكار السابق، من مشاكل قضائية لاتهامهما بـ"الاختلاس المالي"، وبالتالي إقصائهما من سباق الرئاسيات المقبلة.

مكر سياسي

وأشارت الصحيفة إلى "ميلاد (حركة الدفاع عن الديمقراطية) من قبل نواب المعارضة وزعماء الحركات السياسية وأيضا مسؤولين عن منظمات المجتمع المدني، وتهدف الحركة التي تطمح إلى أن تكون منفتحة وشاملة، إلى التصدي ومقاومة الممارسات الاستبدادية".

ويدين التحالف "المؤامرة القذرة" ضد المعارضة سونكو وإرادة السلطة "للقضاء على كل معارضة سياسية"، ويطالب بالإفراج عن مئات السجناء المعتقلين "بشكل تعسفي" وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في المسؤولية عن مقتل المتظاهرين.

وأوردت الصحيفة أن ما وصفته بـ"المكر السياسي" للرئيس سال دفعه إلى الاستماع إلى "حكماء البلاد"، والذين قاموا بتنبيهه بخطورة الموقف وطالبوه بضرورة التحرك. 

لذلك توجه في  8 آذار/مارس الجاري، بخطاب للشعب قائلا: إنه "يتفهم هموم الشباب وقلقهم، داعيا الجميع إلى الحوار والتشاور والابتعاد عن الضغينة وتجنب منطق المواجهة معلنا أن يوم 11 مارس/آذار يوم حداد وطني لتكريم ضحايا التظاهرات، وفي اليوم التالي أعلن عن إطلاق سراح سونكو".

من جانبها، أعلنت المعارضة الحداد يوم  12 مارس/آذار ودعت الجميع لاجتماع سلمي في ساحة "دي لا نيشن"؛ للمطالبة بالإفراج عن "المعتقلين السياسيين" كما تسميهم.

وفور خروجه من السجن، حمل سونكو الرئيس "المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها البلاد"، واتهمه بخيانة الشعب السنغالي واضطهاد المعارضين، كما طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السجناء السياسيين، بالإضافة إلى مطالبته الرئيس سال بإعلان بصفة علانية عدم ترشحه لولاية ثالثة عام 2024.

وألمحت الصحيفة في هذا الإطار، إلى أنه "رغم أن الدستور الذي تم تعديله عام 2016، يمنع الترشح لولاية ثالثة للرئيس المنتهية ولايته، إلا أن الترشح لولاية ثالثة دائما ما أغرى رؤساء أفارقة آخرين". 

وتجدر الإشارة إلى أن سال انتخب رئيسا للبلاد في مارس/آذار 2012 كإصلاحي، وأعيد انتخابه في 24 فبراير/شباط 2019، من الجولة الأولى وسط اتهامات من المعارضة بمنع بعض منافسيه الرئيسين من المشاركة في الانتخابات.

وخلال المظاهرات، قامت السلطة بفرض رقابة على الشبكات الاجتماعية، وعلى المراسلات، وتبادل الصور ومقاطع الفيديو، كما أوقفت السلطات بث بعض القنوات التلفزيونية لنشر عديد صور العنف، على حد قولها.

من جهتهما، استنكرت منظمتا "مراسلون بلا حدود" و"العفو الدولية"، "الموجة غير المسبوقة من انتهاكات حرية الصحافة" وطالبت السلطات السنغالية بوقف الاعتقالات التعسفية للمعارضين والنشطاء فورا، واحترام حرية التعبير والتجمع السلمي، وصدرت أيضا نداءات من أطراف عدة إلى الحكومة لتجنب تفاقم الوضع في البلاد. 

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن "قاطرة اقتصاد غرب إفريقيا تعطلت، وعلى الرئيس سال إعادة تشغيلها، وتلبية احتياجات الشباب الذي يحلم بالحرية والعمل والكرامة، فهل سيكون قادرا على الاستماع إليه؟".


تحميل

المصادر:

1

Senegal: Macky Sall alle strette

كلمات مفتاحية :

السنغال انتخابات السنغال عثمان سونكو ماكي سال