باحث إيراني يكشف أسباب التحالف "السيبراني" بين طهران وموسكو

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع فارسي الضوء على التحالف الاستخباراتي بين طهران وموسكو لتعزيز أمن المعلومات؛ وذلك لحاجة إيران إلى تأمين وتقوية أجهزة مخابراتها؛ إثر حوادث الاغتيال الثلاثة الأخيرة "التي إن دلت على شيء فإنها تدل على عجز في نظام المخابرات الإيراني".

ونشر موقع "إيران دبلوماسي" مقالا للباحث في مجال العلاقات الدولية سيد حامد حسيني، قال فيه: "رغم قوة جهاز المخابرات الإيرانية وتحقيق نجاحات باهرة في العديد من المجالات، إلا أنه لم يستطع الحفاظ على أرواح الشخصيات الهامة في إيران سواء في الداخل أو الخارج".

وأوضح أنه "تم اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في مطار بغداد بالعراق (3 يناير/كانون الثاني)، واغتيال مواطنين لبنانيين في طهران (7 أغسطس/آب)، وكذلك العالم النووي محسن فخري زاده (27 نوفمبر/تشرين الثاني) بمنطقة دماوند في طهران، وكلها حواث خلال عام واحد فقط (2020)".

اتفاقية تعاون

وأكد حسيني أن "إيران جربت خلال السنوات الأخيرة العديد من التحديات المعلوماتية الحقيقية ومكافحة التجسس، في نفس الإطار أبرمت مع روسيا -باعتبارها إحدى حلفاء طهران القريبين- الشهر الماضي اتفاقية يجب أن تساعدها بشكل محتمل كبير في السعي لتعديل قسم مكافحة التجسس، فلدى إيران شبكة معلوماتية متطورة ومعقدة".

وأضاف: "هناك مؤسستان معلوماتيتان مهمتان في الدولة في ما يتعلق بمكافحة التجسس هما: وزارة الإعلام، وفرع المخابرات الخاص بالحرس الثوري أي جهاز المخابرات، في الوقت الذي تعد فيه أجهزة المخابرات الإيرانية مجهزة بشكل جيد ومحققة لنجاحات هامة، إلا أنه يبدو أن جهاز المخابرات في الدولة يواجه تحديات مع مكافحة التجسس".

وأشار إلى أن "هذا الحديث يرتبط بالثلاثة تحديات الأخيرة في الجزء الخاص بمكافحة التجسس والذي له آثار سلبية حقيقية، والذي يشمل حوادث اغتيال سليماني، ومواطنين لبنانيين بطهران، وفخري زاده".

وقال حسيني إن "هذه الملفات الثلاثة تدفعنا إلى التفكير في احتمالية الضعف في الجزء الخاص بمكافحة التجسس في نظام المخابرات، والذي يتطلب ردا بأن يتم تحسين جهاز المخابرات الإيراني؛ ولتحقيق ذلك من المحتمل أن تتجه إيران إلى حلفائها أي روسيا، وربما الصين".

وفي يناير/كانون الثاني 2021، سافر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، إلى موسكو مرة أخرى للقاء نظيره سيرغي لافروف، واللافت للنظر أن ظريف سافر إلى روسيا أكثر من 30 مرة، "وكأن هذا الأمر يعني تعزيز مستوى العلاقات مع روسيا وكذلك أهميته أكثر من ذي قبل"، وفق حسيني.

وتابع الكاتب: "تسبب السفر الأخير لوزير الخارجية الإيراني في أهمية عظمى، حيث تم إبرام معاهدة أمنية بين الطرفين بهدف تعزيز أمن المعلومات، وهذه الاتفاقية تتعلق بالمعاهدة الأساسية للتعاون بين إيران وروسيا المبرمة في 12 مارس/آذار 2001، والتي تخص تعزيز وتوسع التعاون في المنطقة، وكذلك التعاون الدولي".

وفي نفس الشأن، قال لافروف لوكالة الأنباء الروسية (TASS): "لقد وقعنا على اتفاقية بين حكومتين في مجال التعاون في تأمين أمن المعلومات، وتؤهل هذه الوثيقة إمكانية تنسيق القرارات بين البلدين في الظروف المتزايدة والمنتشرة للمشاكل في الفضاء السيبراني (الإلكتروني)، وكذلك ستحدث هذه المسألة تأثيرا عميقا في العلاقات الدولية".

من جانبه، أشار حسيني إلى أن "المحتوى الدقيق لهذا النوع، يشمل الاتفاقيات الأمنية على الصندوق الأسود في العلاقات بين الشخصيات الهامة، وسيتم أخذ تنسيق قرارات الدولتين، في التبادل التكنولوجي اللازم وتعليم المتخصصين بعين الاعتبار".

نقطة تحول

وذكر الكاتب أن "طهران اعتبرت هذه الاتفاقية نقطة تحول في التعاون في مجال الإنترنت بين الدولتين، وقد أشارت إلى أمور تشمل التعاون في مكافحة الجرائم المرتكبة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، المساعدات الفنية والتكنولوجية، والتنسيقات اللازمة في المؤسسات الدولية، وفي المنطقة لتأمين وضمان الأمن القومي والدولي".

وأكد أنه "في الوقت الذي يعد أمن المعلومات، وأمن الإنترنت الأهداف الأساسية للاتفاقية، يعرف خبراء أجهزة الاستخبارات جيدا الارتباط الوثيق بين أمن المعلومات وقسم مكافحة التجسس، وكما تعرف العديد من الأجهزة الاستخباراتية أن مجال أمن الإنترنت كذلك هو الموضوع التالي لمكافحة المعلومات".

وأضاف حسيني أن "هذه الاتفاقية ذكرت أن إيران وروسيا يعيران اهتماما بالغا لخلق التوازن بين تأمين الأمن ورعاية حقوق الإنسان في مجال الاستفادة من تكنولوجيا الإنترنت والاتصالات، وأن الهدف من هذه الاتفاقيات الحيلولة دون التهديدات في مجال أمن المعلومات ومكافحتها من خلال استقرار الظروف الأمنية في الفضاء الإلكتروني".

وتابع: "وفقا لهذا الأساس فإن الاتفاقية بين إيران وروسيا غير مثيرة للعجب، لقد مر أكثر من عام على اغتيال سليماني، وما يزيد على 6 أشهر من اغتيال المواطنين اللبنانيين، فيما منظمات الاستخبارات الإيرانية لديها متسع من الوقت لفصل وحل جهاز مخابراتها، لمواجهة نقاط الضعف الواسعة وعرض الموجودات على صناع القرار وكذلك السياسيين".

وشدد على أنه "ليس هناك ما يدع مجالا للشك في أن واقعة الاغتيال الأخيرة للدكتور فخري زاده أحدثت تحديا حقيقيا وأثارت العديد من التساؤلات لدى الرأي العام تجاه أداء نظام المخابرات في إيران".

وختم حسيني مقاله قائلا: "يجب الاعتراف بأن طهران بحاجة إلى المساعدة والتعاون في مجال الاستخبارات، وكذلك الخبرة من قبل حلفائها، والاتفاقية الأخيرة في أمن المعلومات مع روسيا قابلة للتفسير في هذا الإطار، ويمكنها أن تحقق الآلية المطلوبة لإنجاز التعديلات التي تحتاجها إيران".