مجلة إيطالية: هكذا يعقّد "الحوثيون" خطط بايدن لإنهاء حرب اليمن

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

ترى مجلة إيطالية أن هجوم جماعة "الحوثي" المتواصل على مدينة مأرب وسط اليمن، يعقد الأزمة ويخلق صعوبات للإدارة الأميركية الجديدة، كما يثير مخاوف أمنية للسعودية، حال استخدمت طهران الملف كأداة دبلوماسية فيما يتعلق بالمحادثات النووية المحتملة مع واشنطن.

وذكرت مجلة "فورميكي" أن جماعة "الحوثي" التي أطاحت بالحكومة اليمنية عام 2015، أطلقت ضد الأراضي السعودية وشنت بذلك  28 هجوما خلال 5 أيام فقط.

وبالتزامن مع ذلك، أعاد "الحوثيون" شن هجوم على مأرب، حيث "ستضمن السيطرة عليها للجماعة المتمردة توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرتهم". 

وأكدت المجلة أن "الهجمات على السعوديين مرتبطة بهذا الهجوم، خاصة وأن الرياض  تقود ما كان ذات يوم تحالفا عربيا سنيا دوليا كان من المفترض أن يوقف الحوثيين". 

واعتبرت أن "الرياض لم تفشل في غايتها فحسب، بل غرقت في فيتنام جديدة بعد انسحاب الحلفاء الإماراتيين من الجبهة؛ لتنتهي بذلك فكرة ولي العهد محمد بن سلمان في تحويل هذا التدخل إلى عملية لتحالف عربي مناهض لإيران في طي النسيان".

العصا والجزرة

وأشارت المجلة إلى أن "قرار واشنطن منذ شهر برفع الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية، يرتبط بالوضع الإنساني المتردي في البلاد، ويسمح للولايات المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الدولية". 

وفي هذا الإطار، التقى المبعوث الأميركي الخاص، تيموثي ليندركينغ، بممثل ومتحدث الحوثيين، محمد عبد السلام، بالعاصمة العمانية مسقط في 28 فبراير/شباط الماضي.

وقد أسفرت الأعمال المسلحة للحوثيين، بالإضافة إلى التدخل العسكري السعودي عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين، كما يفتقر 80 بالمئة من اليمنيين إلى جميع أنواع الضروريات الأساسية، وفق المجلة.

وأوضحت فورميكي أن "الولايات المتحدة تسعى إلى إنهاء الحرب، وهي تتبنى سياسة العصا والجزرة، ففي 2 مارس/آذار الجاري، فرضت عقوبات على اثنين من قادة الجماعة اليمنية الشيعية بتهمة التخطيط لهجمات واستيراد أسلحة من إيران".

ولفتت إلى أن "الارتباط مع الحرس الثوري الإيراني (الممول الرئيس للحوثيين بالأسلحة) مهم لأن واشنطن تستخدمه لطمأنة الرياض على عدة مستويات".

وبحسب المجلة، "كل هذا يحدث ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن في الشهر الأول لبداية ولايتها والتي لها آثار على العلاقات مع الرياض، وبذلك أصبح الملف اليمني، رمزا لإعادة تشكيل العلاقات بين واشنطن بايدن والسعودية".  

وذكرت أن "واشنطن قامت بتجميد صفقة شراء سعودية لأسلحة من شركات أميركية لاستخدامها في اليمن، وأوقفت أيضا الدعم الاستخباراتي المقدم للأنشطة العسكرية السعودية باليمن، ويشكو الأخير، إلى جانب الحرب الأهلية والتدخل الخارجي وأزمة المساعدات الإنسانية، وضعا أمنيا ​​حساسا للغاية مرتبط بوجود عناصر تنتمي إلى تنظيمي الدولة والقاعدة".

من جانبها، أكدت الإدارة الأميركية أن هذه الخطوات "لا تعني أن واشنطن لن تدعم الرياض في احتياجاتها الأمنية، بل على العكس، هناك حديث عن توسعة القواعد الأميركية الموجودة على الأراضي السعودية وإمكانية تثبيت أنظمة دفاع جوي مثل القبة الحديدية الإسرائيلية للتصدي لهجمات الحوثيين". 

أوراق رابحة

من جانب آخر، لا يزال يخضع عدة قادة من جماعة "الحوثي" للعقوبات الأميركية بموجب قرار 13611 لانتهاكهم وتهديدهم للاستقرار، كما لا تزال الجماعة تحت المراقبة الأميركية بسبب الأعمال المسلحة التي نفذت أيضا هذه الأيام بمأرب شرق العاصمة صنعاء.

 وأوضحت المجلة الإيطالية أن "جماعة الحوثي تدفع من خلال هذه الهجمات إلى الجلوس على طاولة تفاوض محتملة وبيدها مزيدا من الأوراق الرابحة".

وأكدت أن "الهجمات ضد السعودية واستمرار التقدم نحو مأرب، بالإضافة إلى زيادة القدرات العسكرية للحوثيين وأيضا توطيد العلاقات مع الحرس الثوري الإيراني، عناصر ترفع الوضع إلى مستوى معقد للغاية بالنسبة لواشنطن". 

وبحسب المجلة "أصبح اليمن بمرور الوقت، رمزا لمغامرة ابن سلمان، التي لم تمنعها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في البداية، وحظيت بدعم من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لاحقا، لكن مع وصول بايدن، بات التوقف ضروريا لا سيما وأن الوضع يبدو بلا مخرج للرياض أيضا".

وفي تقرير صادر عن معهد الدراسات السياسية الدولية الإيطالي، علق "ويليام وكسلر" من مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلنطي، بأن "قرارات بايدن الأولى تشكل قطيعة واضحة مع سلفه في إعطاء الأولوية مرة أخرى للدبلوماسية، القيم والحلفاء". 

وأشار إلى أن السعودية "شريك أمني قديم، لكنها لا تشارك القيم الأميركية للديمقراطية وحقوق الإنسان وهو جوهر التحدي بالنسبة للعلاقات الثنائية، ويرغب بايدن في مراجعة هذه العلاقات، لكنه حريص على عدم التلميح إلى أنه يسعى إلى قطعها".

وتتعلق المسألة أيضا بإيران التي تريد إبقاء القناة الدبلوماسية مفتوحة، لكن هل هي مستعدة في هذه اللحظة لإقناع الحوثيين بإلقاء أسلحتهم؟، تتساءل المجلة.

واستبعد الباحث في مركز مالكوم كيركارنيغي للشرق الأوسط، أحمد ناجي، ذلك لأن إيران "قد تكون مهتمة بربط عملية السلام اليمنية بالمحادثات حول إعادة هيكلة خطة العمل الشاملة المشتركة مع الولايات المتحدة". 

وأوضح أن "الملف الإيراني يشمل مسألة العلاقات الأميركية السعودية"، مذكرا أنه في عام 2015، عندما وقعت الولايات المتحدة على خطة العمل الشاملة المشتركة، أطلق السعوديون أيضا "الحملة العسكرية في اليمن كشكل من أشكال المواجهة بالوكالة مع طهران".

وختم ناجي تصريحه بالقول: "بدورها، تستخدم طهران أدوات القوة الصلبة والناعمة، ويتضح ذلك من دعمها من ناحية لهجوم مأرب (بأسلحة الحرس الثوري)، وسعيها من ناحية أخرى للمشاركة في عملية مفاوضات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة مع الحفاظ على النفوذ في شمال إيران (مجال مهم كرادع للسعودية ويطل على البحر الأحمر)".