"دلوع البابا".. مطالبات برحيل ابن سلمان لفشله في حماية منشآت سعودية

الرياض - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

هاجم ناشطون على "تويتر" وزير الدفاع السعودي، ولي العهد محمد بن سلمان، بعد استهداف جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران، مرافق "أرامكو" النفطية وميناء "رأس تنورة" بالمنطقة الشرقية، في 7 مارس/آذار 2021، بهجومين منفصلين عبر طائرة مسيرة وصاروخ باليستي.

واستنكر الناشطون، عبر مشاركتهم في وسم "#وزير_الدفاع_فاشل"، فشل ابن سلمان في إنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ 6 سنوات، التي بدأها في 25 مارس/آذار 2015، مشيرين إلى أن المنشآت الحيوية في المملكة لم تتعرض لمثل هذه الهجمات إلا في عهده.

وعدد ناشطون جرائم ابن سلمان وسقطاته منذ توليه وزارة الدفاع بأمر ملكي من والده الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تولى حكم المملكة في 23 يناير/كانون الثاني 2015، ومن ثم تنصيبه وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017، مستعرضين أبرز الملفات التي فشل فيها.

وشدد ناشطون على أن "ديباجة الأمن والأمان" التي يرددها ولي العهد في أغلب خطاباته ولقاءاته مع الإعلام الغربي قضي عليها بعدما قُصف الشعب وجر البلاد إلى حرب عبثية استمرت 6 سنوات واستنزفت المملكة بشريا واقتصاديا دون مقابل.

وطالبوا بمحاسبة ابن سلمان وإعفائه من جميع مناصبه المتمثلة في ولاية العهد، ووزارة الدفاع، ورئاسة صندوق الاستثمارات العامة، مؤكدين أنه "أخفق في حماية أرض الوطن والدفاع عنها وهدد الاستثمارات والاقتصاد، وأصبح عهده أسوء عهد مر على السعوديين". 

وزارة الدفاع السعودية وصفت الهجمات الحوثية بأنها "اعتداء إرهابي جبان يستهدف إمدادات وأمن الطاقة العالمي"، ونقلت عن مسؤول في وزارة الطاقة تأكيداته أن عمليات الاستهداف الحوثي لم ينتج عنها أي إصابات أو خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

وحذر المسؤول من أن "هذه الأعمال (تؤثر) على أمن الصادرات البترولية، وحرية التجارة العالمية، وحركة الملاحة البحرية، فضلا عن تعريض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، يمكن أن تنجم عن تسرّب البترول أو المنتجات البترولية".

حاكم فاشل

الناشطون نعتوا ولي العهد السعودي بـ"الفاشل" وعددوا الملفات التي فشل في إدارتها منذ بروز اسمه ضمن هرم السلطة في المملكة، مشيرين إلى أن ملف حرب اليمن وحده أكبر دليل على فشله.

وسبق أن نشرت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية، مقالا للكاتبة، كيلي ماك بارلاند، أكدت فيه أن "ابن سلمان منذ ظهوره ومنح والده له المنصب بعد الآخر، راكم سجلا مذهلا من الفشل والأخطاء الفادحة والجرائم الصارخة".

ولفتت إلى أن "حرب اليمن التي بدأها ابن سلمان أنتجت أكبر كارثة إنسانية في العالم"، مشيرة إلى أن السعودية "رغم ما لديها من ثروة وتكنولوجيا ومصادر وميزانية عسكرية، لم تكن قادرة على هزيمة متمردين تدعمهم إيران استطاعوا السيطرة على مساحات واسعة من البلاد".

وأوضحت أن اليمن تحول إلى حقل موت محطم وبعشرات الآلاف من القتلى ووباء كوليرا انتشر في البلاد، وباتت نسبة 80% من السكان تعتمد على المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن ابن سلمان لم ينجز شيئا من الناحية العسكرية في حرب اليمن.

بدوره، أعرب الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، عن أسفه أن "يحكم السعودية شخص فاشل ضعيف مثل ابن سلمان".

وتساءل الناشط السعودي المعارض عمر بن عبد العزيز، "كيف لهذا الفاشل أن يستمر في فشله عسكريا لسنوات وإخفاقه اقتصاديا وعجزه في حل أزمات البطالة والإسكان والرواتب!". وأشار رئيس تحرير صحيفة وموقع "وطن يغرد خارج السرب"، نظام المهداوي، إلى أن "ابن سلمان أراد أن يجتث الحوثيين في أسبوعين، فامتدت الحرب 6 سنوات وأصبحت إمداداته النفطية والمطارات هدفا للمسيّرات، وأراد أن يكسب أميركا فمنح المليارات لرئيس مهزوم وأغضب معظم أميركا، وأراد أن يسكت خاشقجي باغتياله فصار خاشقجي يهدد عرشه بمماته". وأكدت الكاتبة والناشطة السياسية والحقوقية علياء أبو تايه الحويطي، أن "ابن سلمان فاشل في إدارة البلد، وعلاج مشاكله وإرساء العدل، والمحافظة على أصول البلد وثرواته، وفاشل في حفظ أمان وطنه وأمان جيرانه والمساهمة في علاج قضايا الأمة، وفاشل ومجرم ومستبد ولا يدافع عنه إلا من يشبهه!".

ارحل يا ابن سلمان

وطالب ناشطون برحيل ابن سلمان وإعفائه من جميع مناصبه، وتداولوا صورا له موضوع عليها علامات تعني أنه "مرفوض شعبيا"، ورددوا عبارات "ارحل، ارحل يافاشل، أنت لا تمثلنا وغيرها"، ساخرين من دعوة المملكة دول العالم ومنظماته للوقوف ضد أعمال الحوثي.

والحقيقة أن المطالبات برحيل ابن سلمان ومحاسبته ليست وليدة أحداث اليوم، لكنها تصاعدت مؤخرا بعدما كشفت أميركا عن تقرير استخباراتي أكد ضلوعه في اغتيال الصحفي المعارض خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018. 

المغرد محمد الحربي قال إن "البلاد تمطر بالصواريخ ووزير الدفاع الفاشل الجبان يضع رأسه في التراب مثل النعام"، متساءلا: "إلى هذا الحد من الهوان وصلنا، مليشيا عبارة عن مرتزقة تابعة لإيران تقصف البلاد ليل نهار ولا أحد يستطيع إيقافها، هل سيتم التضحية بأمن شعب بأكمله من أجل أن يبقى دلوع البابا في الحكم!!".

وطالب مغرد آخر برحيل ابن سلمان، مؤكدا أنه "فاشل داخليا وخارجيا، ونقل الحرب في الداخل اليمني بهدف إرجاع شرعية (الرئيس عبد ربه منصور) هادي لصنعاء، فأصبحت صواريخ كل اليمن وأهل صنعاء تضرب الداخل السعودي".

ووجه تساؤلا لابن سلمان قائلا: "ماذا فعلت للوطن وحمايته غير أن الفشل أصبح واقعا يطاردك في كل مكان.. ارحل يا فاشل".

أكاذيب الإعلام

واستنكر ناشطون ادعاءات المؤسسات الرسمية السعودية وزعم الإعلام والقنوات المحسوبة على النظام أن الهجوم على ميناء رأس تنورة ومرافق أرمكو "فاشل".

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية والتحالف في اليمن، العميد تركي المالكي، قد عقب على الاستهداف الحوثي في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، قائلا: "تم ولله الحمد تدمير وإسقاط الطائرة بدون طيار المهاجمة والقادمة من جهة البحر قبل الوصول لهدفها".

وأضاف في البيان الذي تداولته وسائل الإعلام، أنه "تم اعتراض وتدمير الصاروخ الباليستي، الذي أُطلق لاستهداف مرافق أرامكو السعودية بالظهران، وقد تسبب اعتراض الصاروخ وتدميره في سقوط الشظايا قرب الأعيان المدنية والمدنيين".

واتهم الباحث السياسي عبد العزيز الزوبعي الشمري، ابن سلمان بـ"استخدام إعلامه لإيهام الشعب بأن الحوثي مهزوم ومدحور ونهايته قربت، وإذا به الآن يصل إلى رأس تنورة بعد سويعات قليلة من استهداف صنعاء".

وأشارت المغردة الجوهرة القحطاني إلى وصف وزارة الدفاع لهجوم الحوثي بالفاشل، متساءلة: "لماذا لا يحاسب وزير الدفاع ويقدم للعدالة والمسائلة القانونية فيما يحدث...". وشبه أحد المغردين ما يحصل في السعودية الآن بما حصل في ألمانيا النازية عندما روج الإعلام للشعب النصر بالحرب العالمية الثانية "ليتفاجؤوا بعدها بأيام بسقوط ألمانيا بيد الحلفاء".

استنكار الصمت

وندد ناشطون بالصمت الرسمي من قبل النظام السعودي وعدم خروج ولي العهد بصفته وزيرا للدفاع للحديث للشعب وتفسير ما يحدث، والاكتفاء ببيانات وديباجات محفوظة ومكررة يرددها الإعلام على مسامع الشعب.

وأشار رئيس البحث في شؤون الخليج بمؤسسة "الديمقراطية الآن للعالم العربي"، عبد الله العودة، إلى أن "وزير الدفاع يقفز من شاشة لأخرى للحديث عن المشاريع الوهمية، ويملأ ذبابه المشهد بصوره، لكن حينما يتعلق الأمر بأمن البلد ومقدراته والفشل في حماية الناس ومدنهم.. لا تسمع إلا همسا!".

ولفت العودة إلى أن ما حدث موضوع أمن قومي ومستقبل بلد، متساءلا: "لماذا لا يقف وزير الدفاع في مؤتمر صحفي شفاف؟!".

كما تساءل أحد المغردين أيضا: "هل من المعقول لابن سلمان أن يشارك بجميع المحافل الرياضية والكروية والترفيهية والتطوير التي من اختصاص وزارة أخرى كوزارة الشباب والرياضة ووزارة الإنشاء والتعمير ولا تخص وظيفته الأساسية وعندما يأتي حدث كبير ومهم في الحرب من قصف واعتداء على بلاد الحرمين يصمت رغم أن هذا اختصاصه؟".