"قضايا ملتهبة".. موقع عبري يعترف بإزعاج ناشطي اليسار لإسرائيل

12

طباعة

مشاركة

قال مركز عبري إن "الناشطين اليساريين الإسرائيليين في لندن وبروكسل وباريس، ينشرون بانتظام منذ سنوات عديدة، مقالات عن سياسة الحكومة الإسرائيلية، ويقدّمون المشورة لصانعي السياسات ويقدّمون التماسات في كثير من الأحيان إلى أعضاء البرلمان الأوروبي".

ولفت موقع مركز "القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة" إلى أن "442 برلمانيا أوروبيا وقّعوا خلال الأيام الأخيرة على عريضة يطالبون فيها بفرض عقوبات على إسرائيل بهدف إنهاء احتلالها للمناطق الفلسطينية".

وزعم أن "هذا النشاط في الأراضي الأجنبية يشجّع على الدعاية الكاذبة للفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان غير الحكومية، ويزيد من تعاظم حكم المحاكم الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبها جنود الجيش الإسرائيلي".

ورأى المركز أنه "على مر السنين، تسبب حفنة من الناشطين الإسرائيليين في إلحاق ضرر كبير بصورة إسرائيل في العالم وجميع الاتهامات الباطلة ضد جنود الجيش وانتقادهم الحاد للحكومات اليمينية، وتحظى تلقائيا باهتمام كبير في وسائل الإعلام الأجنبية وتتلقى عناوين مثيرة ومتحيزة في الصحف الدولية".

وتابع: "السفراء السابقين الذين خدموا في جنوب إفريقيا، فإنهم يتجرؤون دون أي خجل أو ندم على مقارنة سياسة إسرائيل بالفصل العنصري، وهذه حقائق مشوهة وغير مسؤولة من قبل القليل من المسؤولين المحبطين الذين فشلوا أثناء خدمتهم في أي مهمة دبلوماسية جديرة بهذا الاسم".

فك الرموز

وأفاد المركز بأن "الدولة الديمقراطية يجوز التعبير فيها عن موقف وحتى انتقاد سياسة الحكومة، ولكن هناك خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها ويجب الحفاظ على موثوقية التقارير، ويجب عدم إعادة كتابة السجل ونذكّر دائما أن إسرائيل ما زالت تقاتل من أجل وجودها في وجه أعداء مكروهين ولن يتوقف الحقد عليهم".

وأشار إلى "ظاهرة مقلقة بشكل خاص في سياق النشاط الغريب لرئيس الكنيست السابق، أبراهام بورغ، أنه من الصعب شرح سلوكه السياسي ومن الممكن أن الطبيب النفسي المؤهّل والمتعلم فقط هو الذي سيفهم النفس البشرية بشكل أفضل"، وفق تبريره.

وقال المركز: "قد يكون بورغ قادرا على فك الرموز بأن يكون رجلا مثقفا وموهوبا وكان أيضا رئيسا للوكالة اليهودية لإسرائيل، وقادرا على تغيير بشرته بين عشية وضحاها وأصبح فيما بعد غير معروف بأنه صهيوني، وحصل على الجنسية الفرنسية وأوصى بإصدار جواز سفر أجنبي لكل إسرائيلي، وحتى أنه قام بإلغاء تسجيله كيهودي في وزارة الداخلية". 

وتساءل "ما هي دوافع بورغ، الذي ذهب إلى حد دعم مقاطعة المنتجات الإسرائيلية المنتجة خارج الخط الأخضر؟، بل وبتشجيع من بورغ، دعا أعضاء في البرلمان الأوروبي إلى إنهاء "الضم الفعلي للضفة الغربية" ووقف هدم منشآت البدو في المنطقة (ج)".

ولفت الموقع إلى أن "الغضب الأوروبي ينبع بشكل أساسي من المساعدة التي قدموها لبناء المنشآت وفي الواقع، تم ذلك دون علم إسرائيل وموافقتها وتم هدم المباني في البؤرة الاستيطانية البدوية بشكل قانوني بعد مفاوضات مطوّلة ومضنية ومعركة قانونية مطوّلة وبموافقة المحكمة العليا".

من جانبه، أشار رئيس "مشروع أوروبا وإسرائيل"، السفير فريدي إيتان، إلى أنه "في وقت مبكر من سبتمبر/أيلول 2018، قضت المحكمة العليا أخيرا بوجوب إخلاء البدو وهدم المباني، وتجدر الإشارة أيضا إلى أن هذه بؤرة استيطانية غير قانونية في المنطقة (ج)، والتي وفقا لاتفاقيات أوسلو تخضع للسيطرة الإسرائيلية".

وتساءل السفير: "ولكن لماذا بعد ذلك شعر الاتحاد الأوروبي بالغضب ويغض الطرف عن الحقائق؟ أليس الاتحاد من بين الشهود الذين وقّعوا اتفاقيات أوسلو سويا مع دول أخرى والأمم المتحدة؟".

قضايا ملتهبة

وادعى السفير أن "هذه النشاطات من قبل بروكسل تقوّض في الواقع مصداقية الاتحاد ومؤسساته، فضلا عن مكانته كوسيط عادل وموثوق في تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط في المستقبل".

وتابع: "هذه المرة أيضا، من بين الموقّعين على عريضة البرلمان الأوروبي، جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني السابق المعروف بآرائه المعادية للسامية والمؤيدة للفلسطينيين، وكذلك نظيره الفرنسي جان لوك ميلينشون"، وفق زعمه.

وأشار السفير إلى أن "هذه العريضة ليست مفاجئة وهي واحدة من عرائض وقّعها أعضاء البرلمان الأوروبي اليساريون في السنوات الأخيرة, بمبادرة من ناشطين إسرائيليين وفلسطينيين، ودعوا في السابق إلى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهي معاهدة رئيسة تم التوصل إليها بعد جهد دبلوماسي كبير استمر لسنوات".

واعتبر إيتان أنه "لأكثر من 3 عقود، يصوّت البرلمان الأوروبي سنويا على قرارات مناهضة لإسرائيل ويطالب بفرض عقوبات عليها".

ورأى أن "تحالف اليسار الأوروبي سيركّز دائما أنشطته على إدانة إسرائيل، ويتجاهل تقريبا القضايا الملتهبة في العالم، مثل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتهديدات العسكرية والنووية لإيران وجرائم الحرب الحقيقية التي ارتكبها نظام بشار الأسد في سوريا".

وأضاف أنه "علاوة على ذلك، في يونيو/حزيران الماضي، تجرّأت الفصائل اليسارية المختلفة، بما في ذلك حزب الخضر، على إدانة اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، بدعوى أنها تحققت بالابتزاز من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".

وختم إيتان مقاله بالقول: "من المؤسف والمثير للقلق بشكل خاص أن النضال الدبلوماسي والتوضيحي لإسرائيل على الساحة الدولية ليس فقط ضد أعدائنا الذين أقسموا على سجننا، بل هو أيضا ضد حفنة من الإسرائيليين، من الناشطين اليساريّين المحبطين الذين أقاموا تحالفات في المجالات الأجنبية المعادية".