مجلة أميركية: 3 توصيات يجب على بايدن مراعاتها لإنقاذ لبنان

12

طباعة

مشاركة

شدد الرئيس الحالي لفريق العمل الأميركي الخاص بلبنان، إدوارد غابرييل، في تقرير نشرته مجلة "ذا هيل" على ضرورة تدخل إدارة الرئيس جو بايدن لـ"منع انهيار لبنان" الذي يعاني من أزمات متعددة.

وأوضحت المجلة الأميركية أن "فريق الخبراء المعني بلبنان، قدم توصيات إلى إدارة بايدن بشأن الوضع فيها، مقترحا إجراءات أميركية عاجلة لوقف انزلاق هذا البلد إلى الانهيار التام للدولة".

ويعاني لبنان من أزمات مالية ومصرفية واقتصادية واجتماعية وصحية وسياسية متداخلة، وفي الأسابيع الأخيرة، أشار الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى أنهما "على وشك الانهيار".

وفيما سيستغرق فشل الدولة الكامل في لبنان أسابيع حتى يتكشف، إلا أن إصلاحه يتطلب عقودا، وسيؤدي ذلك بسرعة إلى عودة تنظيم الدولة والقاعدة، وتدفق اللاجئين اللبنانيين والسوريين إلى قبرص وأوروبا، وزيادة توسع قوة "حزب الله".

وشدد التقرير على أن "النافذة أمام سحب لبنان من حافة الهاوية تتضاءل، لكن الجهد الدبلوماسي الفوري المنسق يمكن أن يتجنب عقودا من الفوضى الإضافية في هذا الجزء من العالم"، معتبرا أن "إدارة بايدن لديها المصلحة والقدرة على قيادة مثل هذا الجهد الدولي".

3 توصيات

وتقع المسؤولية الرئيسة لإصلاح لبنان وإبعاده عن حافة الهاوية على "عاتق اللبنانيين أنفسهم"، وقد قادت شريحة واسعة من السكان ثورة مفتوحة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، للمطالبة بالتغيير السياسي، والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، و"وضع حد للفساد، وإزالة الأوليغارشية الحاكمة".

لكن السياسيين الطائفيين والمليشيات قاوموا جميع الدعوات للإصلاح ووقفوا مكتوفي الأيدي بينما يغوص الشعب بسرعة في الفقر واليأس، وفق التقرير.

ورغم ذلك لم يفت الأوان بعد على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتفادي كارثة طويلة الأمد ومساعدة شعب لبنان.

وتتناول التوصية الأولى، وفق غابرييل، العجز الأساسي في الحكم والإرادة السياسية، "فلفترة طويلة، تجنبت النخبة الحاكمة الفاسدة المسؤولية، مما أدى إلى تدهور اقتصادي واجتماعي مع عواقب إنسانية واجتماعية خطيرة".

ولذلك يجب أن تتعاون الجهود الدولية المتضافرة، بقيادة الولايات المتحدة بما في ذلك فرنسا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، مع لبنان للضغط على القيادة السياسية للبلاد للعمل بسرعة على تشكيل حكومة كفاءة ونظيفة وذات عقلية إصلاحية.

ويعد هذا الإجراء ضروريا لـ"وقف دوامة الانحدار الاجتماعي والاقتصادي وتخفيف آلام اللبنانيين والانخراط مع صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي في إعادة لبنان إلى طريق الانتعاش الاقتصادي".

أما التوصية الثانية، فهي إنشاء صندوق دولي للمساعدات الطارئة يهدف إلى التخفيف من حدة الفقر، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي، ودعم قطاعي الصحة والتعليم المتعثرين، وتوفير تمويل قصير الأجل للشركات للحفاظ على الوظائف الأساسية واستعادة نشاطها.

ومن المهم أن يعمل الصندوق بشكل مباشر مع المجتمع المدني اللبناني والوكالات الدولية لتجنب مخاطر الفساد الرسمي الناجم عن تدخل الحكومة، بحسب التقرير.

وتدعو التوصية الثالثة إلى استمرار دعم الجيش اللبناني، الذي يلعب دورا رئيسا في الحفاظ على الوحدة الوطنية والحفاظ على النظام الداخلي وتوفير الاستقرار على طول الحدود مع سوريا وإسرائيل.

ويعني انهيار الجيش الانهيار الكامل للدولة اللبنانية، نظرا لأن العملة الوطنية فقدت ما يقرب من 90 في المائة من قيمتها، حيث لم يعد حتى الجنود يكسبون ما يكفي لإطعام عائلاتهم وهو ما دفع  قائد الجيش قبل أيام لدق ناقوس الخطر من أن "الجيش على وشك الانهيار".

عواقب مكلفة

وتتمتع الولايات المتحدة بشراكة طويلة وناجحة مع الجيش اللبناني، وخلال هذه الأزمة، يجب على أميركا العمل مع حلفائها الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي لتقديم المساعدة المالية لمساعدة الجنود على دعم عائلاتهم وتمكين الجيش اللبناني من الحفاظ على دوره الأساسي في البلاد.

ويتوقع من القوات المسلحة اللبنانية أن تواصل احترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية، وحق المواطنين في التظاهر السلمي.

ويتضمن موجز السياسات، 3 جهود طويلة الأمد: العمل مع حكومة لبنانية جديدة الصلاحيات على الانتعاش الاقتصادي والمالي، وتعزيز جهود إدارة بايدن لتقوية الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم، ومكافحة الفساد بشكل فعال.

وتعود علاقات أميركا مع لبنان إلى منتصف القرن الـ19 حيث يشترك الشعبان الأميركي واللبناني في العديد من القيم المضمنة في المؤسسات التعليمية على النمط الأميركي.

ويشترك اللبنانيون في "قيم الولايات المتحدة، بما في ذلك الإيمان القوي بالديمقراطية والحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان، واقتصاد سوق نابض بالحياة، وتمكين المرأة والمجتمعات المهمشة، والتنوع الديني"، وفق الدبلوماسي الأميركي السابق.

وأكد التقرير أن "انهيار لبنان سيكون له عواقب مكلفة وطويلة الأمد، لذلك فإن العمل الدبلوماسي العاجل لسحب لبنان من حافة الهاوية يتماشى مع مبادئ الولايات المتحدة ومصالح الأمن القومي ومع تأكيد الرئيس بايدن على اللجوء إلى الدبلوماسية لتجنب الصراعات المكلفة".

وشدد الرئيس الحالي لفريق العمل الأميركي الخاص بلبنان على أن "إدارة بايدن يجب أن تعمل بسرعة مع الأصدقاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم لتجنب الانهيار الكامل للبنان ومساعدة اللبنانيين على دفع بلادهم إلى الأمام".