بمساعدة زعيمة المعارضة.. هل ينجح الغرب في الإطاحة برئيس بيلاروسيا؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة روسية مقالا تطرقت فيه إلى تصريحات زعيمة المعارضة البيلاروسية ومرشحة الرئاسة السابقة سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي تنبأت فيها باستقالة رئيس الجمهورية ألكساندر لوكاشينكو، هذا الربيع.

وركزت صحيفة "غازيتا.رو" في مقال للكاتبة "ميلانا غيليكوفا" على العبارات التي ذكرت فيها "تيخانوفسكايا" لصحيفة Bild am Sonntag"" الألمانية أن "الضغط على الرئيس الحالي سيتزايد يوما بعد يوم وأنه في النهاية سيضطر لترك الرئاسة".

كما ذكرت على لسان زعيمة المعارضة أن "الضغط سيزداد من الداخل عندما سيتحرك كل المناهضين لهذا النظام للعمل بشتى الوسائل، نحن أغلبية، ونأمل في تكوين حلف قوي ومتين بين الحكومات الجديدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعى لحل الأزمة القائمة في البلاد" .

تدخل خارجي

وأشارت غيليكوفا إلى أن "السياسية المعارضة تؤكد على أن البلاد تغيرت بشكل كامل في فترة الشهور الستة الأخيرة، خلافا لما يراه الكثيرون من أن الحراك الشعبي لم يؤت أكله على الصعيد المحلي، وأنه لم يعد بوسع أي أحد نزع فكرة الحرية والكرامة من ضمير الشعب البيلاروسي".

وقالت: "بينما تعقد تيخانوفسكايا الأمل على التدخل الخارجي لحل الأزمة في البلاد، فإن الكثيرين من المختصين في روسيا يرون أن أزمة بيلاروسيا حاليا لا تعد ملفا كبيرا ومهما للرئاسة الجديدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة وأن تلك البلدان تعج بملفات وقضايا أهم بكثير من الوضع في روسيا البيضاء".

وفي السياق، أشارت الكاتبة إلى ما قاله مدير مركز الدراسات البيلاروسية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيكولاي ميجيفيتش، والذي علّق فيه بطريقة تهكمية على تصريحات المعارضة تيخانوفسكايا.

وقال ميجيفيتش: "فكرة إقالة أو استقالة رئيس تمّت إعادة انتخابه من قبل شعبه منذ فترة بسيطة لا تعد أبدا فكرة منطقية، وواشنطن أو بروكسل لو كانت لديهما الرغبة في تغيير النطام في بيلاروسيا لما انتظرتا حتى تتم الانتخابات لتبدأ بعد ذلك بحملة ممنهجة ضد لوكاشينكو، فصناع القرار في أميركا ليسوا بحاجة كل ذلك".

واعتبر أن "ملف روسيا البيضاء بالنسبة لواشنطن ليس بالإستراتيجي، وما يجري في هذ البلد يخص روسيا أكثر من أي بلد آخر حيث أن بيلاروسيا تعتبر تاريخيا وحاليا بعدا إستراتيجيا  للفدرالية الروسية، وتقوية العلاقات بين مينسك وموسكو يصب إستراتيجيا في مصلحة البلدين غير أنه لبيلاروسيا أكثر أهمية".

جدير بالذكر أن لوكاشينكو الذي يبلغ الـ66 من العمر، والمعروف باسم "باتكا" والتي تعني "الأب" ببلاده، شغل منصب رئيس الجمهورية لمدة 5 فترات منذ عام 1994.

وضع مضطرب

وأشارت الكاتبة في مقالها إلى أن "الحراك بدأ في 9 أغسطس/آب 2020، حيث كان ذلك الموعد موعد الانتخابات الرئاسية والتي فاز فيها الرئيس الحالي لوكاشينكو بفترة جديدة تضم إلى ربع قرن كان فيه الرئيس الأوحد للبلاد".

وبحسب الهيئة العليا للانتخابات فقد حاز لوكاشينكو على نسبة 80.1 بالمائة من الأصوات، فيما حصلت منافسته الأولى، تيخانوفسكايا على 10.12 بالمائة، وبمجرد إعلان نتائج التصويت نزل الناخبون إلى الشوارع في مظاهرات تندد بتلك النتائج.

وقامت السلطات بقمع تلك المظاهرات بشدة في البداية، غير أن تصريحات زعماء الدول والمؤسسات الأوروبية المنتقدة لتعامل السلطات البيلاروسية مع المتظاهرين دفعت النظام الحاكم للتعامل مع المتظاهرين بصورة أقل حدة. 

واستطردت غيليكوفا قائلة: "الوضع المضطرب في البلاد دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على بعض المؤسسات والشخصيات التي ترى أن لها علاقة بقمع المتظاهرين في بيلاروسيا".

من جهة أخرى، فإن الرئيس لوكاشينكو يرى أن الحراك في بلاده مدعوم من جهات خارجية وأن الغرب يسعى لتشكيل "ثورات ملونة" في بلاده وأن تركه لمنصب رئيس الجمهورية -إن حدث- فإنه لن يحدث قبل اعتماد دستور جديد للبلاد.

وتختتم الكاتبة مقالها بتقييم وضع الحراك في بيلاروسيا قائلة: "في هذه الأيام تتم حملات الحراك بشكل أقل بكثير عما كان في الصيف والخريف، وهذا ما تؤكده زعيمة المعارضة تيخانوفسكايا" .

في الشأن ذاته، تفيد وسائل إعلام على أن وزارة الداخلية في بيلاروسيا أصدرت في 1 مارس/آذار 2021، قرارات تقضي بفرض عقوبات على كل من يشارك في تجمعات وأنشطة غير مصرح لها مسبقا.

وذكرت وكالة "تاس" الإعلامية الروسية عن مصادر في الداخلية البيلاروسية أن عقوبة المشاركة في مظاهرات أو اعتصامات أو أي تجمعات غير مصرح لها تبدأ بغرامة مالية تعادل قيمتها 1115 دولارا (كانت سابقا 340 دولارا) أو أشغال عامة أو حبس إداري.

كما أن العقوبة بحسب التعديل الجديد في القانون تشمل أولياء أمور الأطفال والقصر الذين يشاركون في مثل هذه المخالفات.

وتأتي هذه التعديلات بعد دعوات من قوى المعارضة للنزول إلى الشوارع وتفعيل الحراك بعد فترة توقف شتوية، حيث يرى الكثير من المعارضين أن أواخر مارس/آذار 2021، سيشهد حدة في المظاهرات والحراك وقد تشكل نقطة مفصلية في التاريخ الحديث لجمهورية بيلاروسيا بعزل رئيس يرى فيه الكثيرون أنه قد "شبع" من حكم البلاد.