رئيس اتحاد الروهينغا يكشف لـ"الاستقلال" تأثير انقلاب ميانمار على المسلمين

لندن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

لاشك أن الحراك الرافض للانقلاب العسكري في ميانمار، له انعكاساته الإيجابية على قضية مسلمي بورما بشكل عام، وأقلية الروهينغا بشكل خاص.

فلأول مرة ترتفع بعض اللافتات من الثوار في ميادين الحراك السلمي الرافض للانقلاب، يعلنون فيها اعتذارهم عن السكوت على الجرائم التي ارتكبها العسكر بحق الروهينغا المسلمين.

المتظاهرون أكدوا أنهم تعرضوا أيضا للظلم والاضطهاد على يد العسكر، وهذه تعد سابقة إيجابية للغاية، وسط حالة الإنكار العام في ميانمار بوجود أقلية الروهينغا، وباعتبارها جزءا من الشعب البورمي.

صوت الناشطين البورميين في أوروبا والغرب، بدأ يصل للمحافل الدولية والرأي العام العالمي، وإن كان ضعيفا، ويأمل هؤلاء الناشطين من حكومات 57 دولة إسلامية، دعم قضيتهم على الصعيدين الإعلامي والدبلوماسي، ليتمكنوا من الحصول على حقوقهم الضائعة وسط زخم الحراك الحالي إثر انقلاب 1 فبراير/شباط 2021.

ويتزامن ذلك مع السعي الدولي لإسقاط الانقلاب العسكري الذي يحكم ميانمار منذ 1962 وحتى اليوم، والمدعوم من الصين وروسيا في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.

وعن مستقبل الانقلاب العسكري في ميانمار "بورما" وانعكاساته على أوضاع المسلمين عامة ومسلمي الروهينغا خاصة، ولقراءة مسيرة مسلمي بورما النضالية للدفاع عن حقوقهم المسلوبة، وغيرها من القضايا، جاء هذا الحوار مع رئيس المؤتمر العام لاتحاد مسلمي الروهينغا في القارة الأوروبية طاهر محمد الأركاني.

  • بداية في ظل الحراك السلمي المتواصل في الشارع بلا انقطاع هل يصمد الشعب أم ينتصر العسكر؟

لا يزال الوقت مبكرا للقول إن هذا الطرف سيصمد أو ذاك حيث أن كليهما يعتمد على الخارج، فضلا عن أن الصراع الحالي في ميانمار ظاهره بين الحزب الديمقراطي والانقلاب العسكري،  إلا أن حقيقته صراع بين الغرب ممثلا في الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، وبين الصين وروسيا الشيوعية من جهة أخرى.

علينا أن ننتظر لنرى لمن منهما ستكون الغلبة ، فالغرب وقف بقوة بالتصريحات والتهديدات وتنفيذ العقوبات ضد العسكر، ودعم ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بقوله: "لا مكان للانقلاب بالمجتمع الدولي الحديث".

غوتيريش اعتمد على الفور مبعوثا دبلوماسيا للحزب الفائز في انتخابات بورما بالأمم المتحدة، كنوع من الدعم المباشر من الغرب والمجتمع الدولي لرافضي الانقلاب، إلا أن هذا الدعم غير كاف لقلب الطاولة على الجيش، بل يحتاج إلى المزيد والمزيد.

في الطرف الآخر تدعم الصين وروسيا المجلس العسكري المنقلب، والذي لا يستطيع الصمود أمام جموع الشعب الغاضبة من كافة الطوائف بإعلانهم العصيان المدني ورفض الانقلاب، حيث أرسلت الصين دعما تقنيا للسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي في ميانمار، وخبراء تقنية لتمكين الجيش من السيطرة على الأوضاع ولو بقوة السلاح، وفي النهاية علينا أن نترقب لمن تكون الجولة.

مستقبل الروهينغا

  • ما هي انعكاسات الحراك الرافض للانقلاب على مستقبل الروهينغا في أراكان خاصة وبورما عامة؟

لاشك أن الحراك الشعبي أثر إيجابا على قضايا الأقليات بالفعل، حيث يوجد في البلاد صراع محتدم منذ 1962، بين العسكر و21 أقلية مسلحة يناضلون لأجل الانفصال أو الحكم الذاتي أو الدفاع عن حقوقهم، إضافة إلى 35 أقلية أخرى تناضل سياسيا للوصول إلى السلطة أيضا.

جميع أنصار تلك المنظمات المسلحة والسياسية شاركوا جميعا في الحراك الديمقراطي الحالي ضد الانقلاب العسكري، ودورهم مؤثر في حماية أمن المتظاهرين سلميا والذين يمثلون أكثر من 95 بالمئة من الشعب، أملا في الوصول إلى حكومة فيدرالية تمكنهم على الأقل من حكم ذاتي في أقاليمهم، حيث يوجد 135 أقلية معترف بها في ميانمار.

إلا أن أقلية الروهينغا تعرضت لظلم تاريخي مركب إذ حرموا حق المواطنة على أنهم مهاجرين، بزعم من الحكومة والأقليات الأخرى، ورغم أننا مضطهدون إلا أنهم لا يعترفون بحقنا في المواطنة، بينما الوثائق التاريخية تؤكد عراقة وجودنا باعتراف الأمين العام للأمم المتحدة، الذي صرح أنه في عهد سيطرة البرتغال على تلك المنطقة كانت توجد مملكة "أراكان" ويحكمها المسلمون منذ قرون، واليوم أصبحت أراكان جزءا أصيلا من بورما "ميانمار" ورفض غوتيريش حرمان أقلية الروهينغا من حقوقهم السياسية في البلاد وتهجيرهم. 

كما أننا في عهد الحكم الديمقراطي الشكلي وسيادة القانون بزعامة "آن سان سوتشي" تعرضنا لأكبر مذبحة وحشية في تاريخ الروهينغا شهد العالم بشاعتها، كما أنها دافعت في المحافل الدولية عن وحشية الجنرالات وبرأت ساحتهم بالكذب، ونفت وجود تطهير عرقي أو جرائم إبادة جماعية بحقنا، وهاهم أخيرا انقلبوا عليها. نحن ندعو المجتمع الدولي والفاعلين في العالم الإسلامي للتدخل إلى جانبنا في ظل هذا الزخم لتمكيننا من العودة إلى وطننا والضغط لأجل حصولنا على حقوقنا.

دعم إعلامي وتعليمي 

  • ماذا تنتظرون من الحكومات والشعوب المسلمة تجاه قضيتكم؟

نحن في أراكان خاصة وفي عموم بورما ننتظر من إخواننا في العالم الإسلامي الكثير، لأننا ما عُذبنا وهُجرنا وتعرضنا للتنكيل إلا بسبب كوننا جزءا من هذا العالم الإسلامي، لكن للأسف غالبية الشعوب الإسلامية لم يُشعروننا بأنهم يعيشون مأساتنا التي نتعرض فيها للقتل وهدم وحرق مساجدنا ومنازلنا، بل وإبادتنا جماعيا في أراكان.

لذا فإننا نطالبهم -على الأقل- أن يدعموا قضيتنا في المجتمع الدولي إعلاميا ودبلوماسيا، من أجل دعم حقوق مسلمي الروهينغا خاصة ومسلمي بورما عامة، باستخدام نفوذهم السياسي والاقتصادي إلى جانب دبلوماسيتهم الناعمة حتى تمكننا من استرداد حقوقنا المسلوبة. 

كما نطلب من الشعوب المسلمة أن يفتحوا لطلابنا في كثير من الدول والمخيمات أبواب جامعاتهم حيث نحرم من التعليم في بورما، ونحتاج البعثات والمنح الدراسية لمواصلة الدفاع عن قضيتنا الأساسية.

طرحت هذه القضية عبر "تويتر" بأنه لماذا لا تخصص الجامعات في الـ 57 دولة مسلمة على الأقل 200 مقعد لطلاب بورما المحرومين من التعليم ليتخرج منهم سنويا نحو 12 ألف جامعي يحملون لواء الدفاع عن حقوق مسلمي بورما، ما نحتاجه هو الدعم الدبلوماسي والإعلامي والتعليمي والمالي ويمكنهم أن يفعلوا ذلك.

لكن طلابنا للأسف يفاجؤون في بعض الدول الإسلامية باشتراط إحضار جواز سفر من ميانمار أو أي دولة نقيم فيها مع علمهم بحرماننا من حق الحصول على جواز سفر في بلادنا أو في مخيمات اللجوء، لماذا لا يعطوننا هم وثيقة لجوء ويعفوننا من ذلك الشرط حتى يتعلم أبناؤنا وتنتهي مشكلة الجوازات، ويكون ذلك نصرة ودعم ومساندة كبيرة لقضيتنا باعتبار ذلك جزءا من الزكاة الواجبة عليهم تجاه إخوانهم في بورما. 

  • كيف تقيمون تعاطي حكومات الدول الإسلامية مع مطالبكم تلك؟

الحكومات المسلمة بالذات في تركيا وباكستان وماليزيا من أكثر الداعمين لنا، حيث يقفون إلى جانب حقوقنا بقوة في المحافل الدولية والأمم المتحدة وهو موقف جيد نشكرهم عليه، ونقدر موقف ماليزيا التي يقيدها كونها عضو في منظمة آسيان ولا يمكنها التحرك بقوة ضد الانقلاب العسكري أو ضد حكومة بورما، لكنها تدعمنا، كما أن بقية حكومات الدول الإسلامية تدعم قضيتنا عندما تطرح للتصويت في مختلف المحافل وذلك يحسب لهم جميعا بلا شك.

أضف إلى ما سبق أن تركيا الدولة الوحيدة التي لها دور بارز في مساعدة الروهينغا بشكل كبير ومساعداتهم الإنسانية تصل داخل إقليم أراكان المنكوب، عبر منظمة "إيه ها ها" İHH، أما الدول الإسلامية الأخرى فليس لهم وجود داخل بورما، ويكتفون بالتصويت لصالحنا في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة وفي المحافل الدولية. 

  • بحكم كون العسكريين المنقلبين هم أنفسهم الذين قاموا بمذابح ضد الروهينغا، فما تصوركم لعلاقتهم مع الروهينغا في فترة ما بعد الانقلاب؟

نحن لا نثق في هذا الجيش بتاتا، ولنا تجارب مريرة معه منذ انقلاب 1962، وسبق أن وعدنا العسكر بأمور كثيرة حيث أعلنوا أن أقلية الروهينغا مواطنون بورميون في الفترة من 1960 إلى 1962 وحصلنا آنذاك على نوع من الإدارة الخاصة لإقليم أراكان، وعلى بعض الحقوق، واعترفت الحكومة المركزية بحقوق المواطنة لأقلية الروهينغا.

إلا أنه بعد عامين من ذلك تعرضنا لأكثر من 21 عملية قمعية على مدار 60 عاما تستهدف قتلنا وتشتيتنا وإضعافنا وتهجيرنا بزعم أن مسلمي الروهينغا أصبحوا خطرا على الأمن القومي البورمي!. 

كما سبق وأعلن الجيش أنه سيعيد اللاجئين الروهينغا من الخارج إلى وطنهم أراكان وفق مبادئه بحسب الاتفاق الموقع مع حزب "سوتشي" إلا أنها تصريحات كاذبة للخارج فقط من أجل تخفيف ضغوط المجتمع الدولي عليهم، بعد رفع دعوى قضائية ضدهم أمام الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والمحاكم الأوروبية.

كما أطلقوا سراح 23 ألفا من البلطجية التابعين للجيش للقتل والحرق ثم يعتقلونهم فترة ويتركونهم مجددا، وهكذا الجيش تصرفاته تختلف تماما مع تصريحاته. 

  • وهل هذا الانقلاب أثر ايجابا بتعريف الرأي العام العالمي عامة والإسلامي خاصة على قضية مسلمي الروهينغا؟

بالتأكيد ظهر نوع من التعاطف الدولي مع مأساة الروهينغا لأول مرة بهذا الزخم، علاوة على ظهور ذلك داخل بورما، ولأول مرة منذ عشرات السنين تظهر لافتات داعمة لحقوق الروهينغا وباللغة البورمية ويحملها ناشطون غير مسلمين وهي تعد تحولا إيجابيا ممتازا لصالح قضيتهم في الداخل. 

وفي الخارج أيضا ظهرت مقالات رصينة من النخبة بالمجتمع الدولي يتساءلون أين كان هؤلاء المحتجون في ميانمار عندما حدثت الإبادة الجماعية والتهجير وحرق القرى لمسلمي الروهينغا؟ ولماذا لم يدافعوا عنهم؟ ولماذا لم يتحركوا إلا للدفاع عن مصالحهم الخاصة؟.

كما أن مطالبات دولية من شخصيات بارزة من أجل إصدار مذكرات اعتقال بحق قيادات جيش ميانمار بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها ضدنا، وكل هذه التفاعلات عرفت الرأي العام بقضية أقلية الروهينغا. 

  • وما هي إمكانية تحالف المسلمين في ميانمار مع بقية العرقيات والأقليات المضطهدة للحصول على حقوقهم؟

أعتقد أن تحالف أقلية الروهينغا مع الحكومة أو أحد أطراف الصراع أو حتى مع الأقليات الأخرى الآن صعب للغاية، بينما مسلمي بورما من غير الروهينغا يمكنهم فعل ذلك، لأن جميع الأقليات غير إسلامية، ويرون أن أقلية الروهينغا لا ينسجمون مع ثقافتهم.

لذلك منذ استقلال بورما ونحن نسعى لبناء جسور الثقة والتحالف مع الأقليات أو النظام العسكري أو الحكومة الديمقراطية، لكن لم نجد أي تجاوب من كل هؤلاء. لك أن تتخيل أنه منذ 1962 حين انقلب الجيش على أول حكومة مدنية منتخبة وحتى هذه اللحظة لم تعترف حكومة واحدة، ولا حتى الـ 135 أقلية عرقية بوجودنا وحقنا في المواطنة، كل هذا تحت مزاعم من البهتان والكذب وتزوير تاريخ الروهينغا. 

  • ما هو الفرق بين هذا الانقلاب والانقلابات السابقة؟

الانقلابات في ميانمار تتكرر منذ 1962، إلا أن انقلاب اليوم يختلف في جوهره بسبب الحراك الشعبي الكبير والواعي الذي يحافظ على السلمية، كما شكلوا حكومة موازية يمثل الحراك ويتواصلون مع كل أطياف المجتمع البورمي عدا الروهينغا للأسف، واليوم الحراك الشعبي يمتلك القوة الكبيرة لتحريك قضيتهم ضد الانقلاب وفاعليه في كاف المحافل الدولية سعيا لإسقاطة.

  • ما موقف الغرب من الانقلابيين المدعومين من الصين؟

موقف الغرب واضح للغاية بأنهم يسعون لإسقاط الانقلاب ودعم الحراك الديمقراطي وتمكينه من التواصل مع العالم الخارجي للتحدث باسم الشعب البورمي حيث فازوا في الانتخابات.. لكن من الصعب القول بأن هذا الدعم سينتصر على الانقلاب وسننتظر لنرى الأيام المقبلة.

أوجه التنسيق

  • ما هو دور قيادات مسلمي الروهينغا في أوروبا والغرب وأميركا حيال هذا الانقلاب ومواجهته؟

نحن نرفض الانقلاب وندعم النظام الديمقراطي الذي يشمل حقوق جميع الأقليات، ولا ندعم أيا من الأحزاب السياسية، لأن النظام الديمقراطي للسيدة "آن سوتشي" تعرضنا خلاله لأكبر مجزرة إبادة جماعية، وندعم جهود مساعي تمكين الشعب البورمي من الحصول على حريته وعدالته بمن فيهم الروهينغا.

ودورنا اليوم هو التنسيق مع المجتمع الدولي، والقوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة آسيان.. وننسق من أجل الحصول على حقوقنا المدنية كأقلية الروهينغا، ونرفض أن تطرح مشكلتنا للمساومة بعيدا عن المشكلة البورمية، ونريدها أن تطرح من أجل الحل الشامل.. على أن تطرح مشكلة الإبادة الجماعية التي تعرضنا لها، واستعادة حقوقنا المسلوبة جنبا إلى جنب مع مشكلة الانقلاب، أمام المجتمع الدولي.

كما أنه في ظل انضباط كل طرف من أطراف الصراع سواء من الداخل أو من الخارج فإننا ننسق مع كل هذه القوى الدولية لإعادة الحقوق المدنية لنا وعلى رأسها حق المواطنة، وتسجيل الهوية القومية للروهينغا في دستور البلاد بقرار من الأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان البورمي، وذلك التنسيق هو مسؤولية القيادات الناشطة في العالم من مسلمي الروهينغا وهو ما يحدث بالفعل. 

  • وما هي قدرتهم على كسب التعاطف والتأييد الدولي لخدمة قضيتهم في ظل الزخم الدولي مع إدارة بايدن الجديدة والكيانات الأممية؟

طبعا هذا يتطلب من العالم الإسلامي أن يقف معنا للقيام بالجهود التنسيقية مع القوى الكبرى، لأننا كأقلية ليس لنا ذلك الصوت المسموع مثلهم، ولا دبلوماسية في المجتمع الدولي معتبرة كما للدول الإسلامية.

ونحن كقيادات الروهينغا نعاني من ضعف في ذلك الجانب وليست لدينا هذه القدرة ولا هذا الصوت، ونطلب مساعدتهم وأن يدعموا تنسيقنا مع القوى الكبرى في العالم لتحقيق أهدافنا وعرض مطالبنا من أجل الحصول على حقوقنا في المواطنة واعتراف دستور البلاد بنا، وتمكين اللاجئين الروهينغا من العودة الى ديارهم للاستقرار فيها.

ونطالب قيادات العالم الإسلامي الرسمية والمجتمعية والبارزة وكذلك التنظيمات الإسلامية الفاعلة في المجتمع الدولي أن يكون لها دور كبير لإيصال صوتنا إليه وطرح مشكلتنا الى جانب مشكلة الانقلاب في البلاد بالتزامن ليكون الحل شاملا للمشكلتين. 

  • في خضم هذا الزخم حول ميانمار ما هو مستقبل قضية المسلمين في عموم أقاليم ميانمار، وما أوجه نضالهم من أجل تحسين أوضاعهم والحصول على حقوقهم في ظل الزخم الحالي؟

أقلية الروهينغا ليست الأقلية الوحيدة في ميانمار.. فهناك أقليات مسلمة في كثير من محافظات البلاد، وللأسف كلهم يعانون من الاضطهاد بدرجات متفاوتة ، وإن كانت أقلية الروهينغا الأكثر معاناة في البلاد ومحرومين من حق المواطنة وكافة حقوقهم في التعليم والصحة والتنقل، كما أن جميع المسلمين مصيرهم مجهول في ميانمار.

بارقة الأمل الموجودة في هذا النفق أن المسلمين اليوم شاركوا بقوة في الحراك الشعبي مع مختلف الأقليات ومع كافة أطياف الشعب البورمي بمظهرهم المميز، وخرجوا في الاحتجاجات السلمية يطالبون بإسقاط الانقلاب وعودة النظام الديمقراطي الشامل جنبا إلى عموم الشعب، ويعلنون رفض العنصرية والكراهية والتمييز. 

كما أن هناك قيادات من المسلمين المعروفين في البلاد ينسقون مع الأحزاب السياسية في البلاد من أجل مستقبلهم، كما أن هناك العديد من قيادات المسلمين تم اعتقالهم في التظاهرات الحالية، لكننا وجدنا العنصرية والكراهية ضد المسلمين في البلاد من قبل الشعب البورمي وهذه هي مشكلة عويصة وهذه الكراهية يصعب إزالتها.

وجدنا أيضا بعض اللافتات التي يحملها المتظاهرون البورميون يعتذرون لما واجهته أقلية الروهينغا من اضطهاد وتنكيل على يد الحكومات العسكرية، وأنهم يعتذرون لهم ويؤكدون أنهم الآن عاشوا معاناتهم، وأنهم تعرضوا للظلم الواقع عليهم.

هذا دليل على أن الحراك الشعبي لمس مخطط الجيش لتمزيق وحدة الشعب البورمي مسلمين ومسيحيين وبوذيين وبدؤوا يتجاوزون تلك النقطة ويوحدون مطالبهم بالحرية والديمقراطية للجميع.

الكلمات المفتاحية