موقع عبري: الأسد باق في السلطة بـ"أي ثمن" حتى لو اضطر للتطبيع

12

طباعة

مشاركة

تحدثت مصادر عبرية عن طموحات رئيس النظام السوري بشار الأسد للبقاء في السلطة "بأي ثمن"، حتى لو اضطره ذلك لتوقيع "اتفاقية سلام" مع إسرائيل.

وأشار موقع "واي نت" العبري، إلى أن السؤال الأكثر إثارة للاهتمام في الشرق الأوسط هذه الأيام يتعلق بفرص توقيع اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل وتعزيز التطبيع بين البلدين، "فهناك رسميا حالة حرب" بين الطرفين.

واستطرد الموقع العبري في تقرير له: "إسرائيل لم تتوقف عن مهاجمة سوريا التي تحظى بعلاقات عميقة مع إيران وحزب الله اللبناني. كذلك هناك صراع على هضبة الجولان (السورية المحتلة) وعلاوة على ذلك، قدّمت دمشق نفسها على أنها العامل الأساسي في محور المقاومة" ضد تل أبيب.

وكان في قلب الخطاب السوري مواقفها "ضد العدوان الإسرائيلي" وإصرارها على عودة كامل هضبة الجولان ودعمها للنضال الفلسطيني. لذلك فإن الدعاية التي سادت في المنطقة هي أن سوريا ستكون بالتأكيد آخر دولة عربية ستوقّع اتفاقيات سلام مع إسرائيل.

ورأى الموقع العبري أن التطورات التي شهدتها الساحة السورية في السنوات الأخيرة، والمعلومات الأخيرة تثير أفكارا جديدة حول هذا الموضوع.

كما يدرك بشار الأسد أن بقاءه في السلطة بعد الحرب (الثورة السورية) يتطلّب منه تبنّي توجهات أخرى، إما السلام أو التطبيع مع إسرائيل، بحسب وصف الموقع.

ولفت إلى أن السنوات العشر من الحرب الأهلية الصعبة أدّت دورها ومهمة إعادة الإعمار في سوريا أصعب من مهمة التدمير وتكلفة إعادة توطين نصف السوريين الذين أصبحوا لاجئين ستكون أعلى بكثير من تكلفة تهجيرهم.

ويقول الموقع: "لا يبدو أن إيران وحلفاء روسيا سيساعدون على ذلك، خاصة وأن كليهما يحتاج إلى مساعدة بسبب الصعوبات المالية التي يواجهونها وهذا كاف لإقناع الأسد بأنه قد يخسر في الصراع الاقتصادي".

ويرى أنه إذا ما قرر الأسد القيام بذلك (التطبيع)، فسيجد الدعم والتشجيع من العديد من الجهات الفاعلة العربية والدولية. وأكّد الموقع على ضرورة إدراك أهمية السلام مع إسرائيل ومكاسب انضمام سوريا إلى قطار التطبيع العربي.

كما أن التعامل مع "محور المقاومة" يكاد يكون منعدما في الخطاب السياسي والإعلامي في سوريا، فعلى الأقل ليس كما كان في بداية الأزمة، وفق الموقع العبري.

تقاطع مصالح

ويشير الباحث والكاتب الأردني عريب الرنتاوي إلى أن هذا لا يعني أن هناك من يعرض التخلّي عن عودة الجولان المحتل منذ عام 1967، ولكن يمكن تأجيل معالجة هذه القضية في ظل التحدّيات الأخرى بدءا من استكمال السيطرة على شمال سوريا إلى تحسين الظروف المعيشية لملايين السوريين الباحثين عن لقمة العيش.

ونقل الموقع عن الرنتاوي قوله إن "سوريا لا تتلقى أي شيء من إيران سوى الوعود، وهنا يأتي دور التدخل الروسي، فموسكو حليفة لدمشق وصديقة لإسرائيل، وتعرف أن السلام بينهما يمكن أن يكون المخرج من نفق العقوبات الدولية وإزالة العقبات التي كادت أن تغرقها في المستنقع الاقتصادي السوري".

كما أنها تسعى إلى الحد من التدخّل الإيراني في سوريا، بل وحتى القضاء عليه، واكتساب دور تاريخي في عملية السلام الإسرائيلية العربية وفتح صفحة جديدة بين دمشق وإسرائيل وتكون هذه العمليّة هي المفتاح لحل هذه الأزمة.

وفي هذا السياق، تواردت أنباء عن لقاءات سورية إسرائيلية وملأ الناطقون باسم النظام أفواههم بالحديث بما يتعلق عن هذا الأمر دون أن يرفض الأسد فكرة التطبيع مع إسرائيل، لكنه يكرّر مرات عديدة على أن الجولان محتل، ولا ينسى الإشارة إلى أن الدولة الفلسطينية شرط لهذا السلام، بحسب ما قال الموقع.

وفي المقابل، تعمل دمشق على إفشال طموحات إيران بتحويل جنوب سوريا إلى جبهة صراع مع إسرائيل وإحباط وساطة طهران وحزب الله في المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس (بعد وقوف الحركة مع طموحات وآمال الشعب السوري في بداية أحداث الثورة).

وقال الموقع: "إذا كان الأمر كذلك، فمن الواضح للجميع أن دمشق لا تريد إغلاق هذا الباب، بل تعمل على المرور منه بثمن معين، والسؤال المطروح هو بأي ثمن؟".

بالنسبة لسوريا، هناك عدّة شروط -للتطبيع-، منها اعتراف الغرب والولايات المتحدة بشرعية حكم الأسد، ورفع العقوبات الأميركية والأوروبية، وتوفير مساعدات اقتصادية تمكّنه من إعادة إعمار البلاد.

وساطة إسرائيلية

إضافة إلى ذلك، يدّعي البعض أن دمشق معنية بوساطة إسرائيلية من أجل العودة إلى الجامعة العربية ومع ذلك، فإن العضوية ليست هدفا ساميا لسوريا، وعلى أي حال لا تملك إسرائيل القوّة للتأثير في هذا المجال. 

ويرى الكاتب عريب الرنتاوي أن هذه الفكرة تتبع إلى دعاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمضاعفة إنجازاته التطبيعية مع الدول العربية.

وفيما يتعلق بقضية الجولان، يرجّح الرنتاوي أن يكون الطرفان، الإسرائيلي والسوري، متفقين مع بعضهما البعض فيما يتعلق بترك هذا الأمر المعقّد في الوقت الحالي.

 وبدلا من حلّ القضية، سيخوضون جولات لا نهاية لها من المفاوضات وبهذا لن تكون إسرائيل ملزمة بإنهاء الاحتلال وإخلاء مرتفعات الجولان، وسيظل الأسد قادرا على تحقيق ما يريد دون تنازل رسمي عن الهضبة.

والأهم من ذلك كله، أن إسرائيل ستكون قادرة على التباهي بأصعب عملية تبييض في الحائط العربي، وستكون سوريا قادرة على استخدام المفاوضات لحل مشاكلها الداخلية والخارجية.

ويعتقد الباحث الأردني أن مهمة الأسد لن تكون سهلة إذا قرر الانتقال من "محور المقاومة" إلى الجانب الآخر، فإيران لها قبضة قوية على الأراضي السورية، بينما من المتوقع أن تعمل حكومة  الرئيس الأميركي جو بايدن على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا.

كما أن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها للتحرك في هذا الاتجاه. أما بالنسبة لموسكو فليس لديها النفوذ والأدوات التي تضمن أن تؤتي جهود الاختراق الإسرائيلية السورية ثمارها. ومع ذلك، فإن الإغراء الإسرائيلي لطرق الباب ما زال قائما، يقول الرنتاوي.

ولفت الباحث إلى أنه إذا قرر الأسد القيام بذلك، فسيجد الدعم والتشجيع من العديد من الجهات العربية والدولية التي تريد إنقاذ سوريا من السيطرة التركية والإيرانية، وفق وصفه.