عدالة أم ابتزاز.. لماذا سربت إدارة بايدن تقارير تدين ابن سلمان باغتيال خاشقجي؟
فتح رفع الإدارة الأميركية الجديدة السرية عن تقارير بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بابا من الأسئلة عن الهدف من هذه الخطوة التي امتنعت إدارة دونالد ترامب عن اتخاذها من قبل.
وتساءل ناشطون على تويتر: "كم سيتلقى الرئيس الأميركي جو بايدن من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟"، بعد تسريبات بشأن اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وتصاعدت وتيرة التحليلات والحديث عن دلالات الموقف الأميركي من القضية وطرح التوقعات بشأن ردة فعل الجانب السعودي بعدما سربت وكالات أميركية منها سي إن إن ورويترز، عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن ولي العهد السعودي كان له دور بقتل خاشقجي.
شبكة سي إن إن كشفت عن وثائق تفيد بأن الطائرتين الخاصتين اللتين استخدمتهما فرقة اغتيال سعودية قتلت خاشقجي كانتا مملوكتان لشركة استحوذ عليها ابن سلمان قبل أقل من عام تسمى "Sky Prime Aviation".
وأوضحت أن هذه الشركة تم نقلها في ديسمبر/كانون الأول 2017 لصندوق الثروة السيادي بالمملكة الذي تبلغ قيمته 400 مليار دولار، مشيرة إلى أن تلك الوثائق أدرجها ابن سلمان كجزء من دعوى كندية أقامها ضد مسؤول الاستخبارات السعودية السابق سعد الجبري.
أما وكالة رويترز فنقلت عن 4 مسؤولين أميركيين قولهم، إن التقرير الاستخباراتي المرتقب الإعلان عنه "رجح أن ولي العهد وافق ومن المحتمل أمر بقتل خاشقجي" الذي كان ينتقد سياسات ابن سلمان في عموده بصحيفة واشنطن بوست.
الناشطون ذهبوا عبر تغريداتهم على وسوم عدة أبرزها #مبس_لايساوي_السعودية #جمال_خاشقجي، #خاشقجي، إلى أن تصعيد إدارة بايدن ضد ولي العهد السعودي تهدف إلى مزيد من الحلب الأميركي لأموال السعودية.
وذهب آخرون إلى أن التصعيد الأميركي بملف خاشقجي يهدف للضغط على المملكة لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما فسره فريق آخر بأنه يعني أن الإدارة الأميريكية الجديدة لا ترى في ولي العهد السعودي حليف جيد لها.
وأجمع ناشطون على ضرورة محاسبة الجناة الفعليين المتورطين في اغتيال خاشقجي وعلى رأسهم ولي العهد السعودي، معلنين تبرؤهم من ابن سلمان وترقبهم لردة الفعل الأميركية تجاهه إذا كشفت الوثائق تورطه الفعلي في العملية.
إزاحة ابن سلمان
وصب ناشطون غضبهم على ابن سلمان وطالبوا بإزاحته من المشهد، مستنكرين توريطه للدولة السعودية ومؤسساتها بعدما قدمت مستندات تثبت أن شركة الطيران المشاركة في عملية اغتيال خاشقجي تعود ملكيتها للصندوق السيادي السعودي.
ووصف الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب الاستخبارات السعودية بأنها أغبى استخبارات على وجه الكرة الأرضية.
الاستخبارات السعودية هي أغبى استخبارات على وجه الكرة الأرضية.
— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) February 24, 2021
ورأى وليد الهذلول شقيق الناشطة الحقوقية لجين المفرج عنها مؤخرا بعد ضغوط من الإدارة الأميركية، أن الحل الأفضل والوحيد للبلد هو إزاحة محمد بن سلمان من المشهد حتى لا تقع العقوبة على كامل البلد.
الحل الأفضل والوحيد للبلد هو إزاحة محمد سلمان من المشهد حتى لا تقع العقوبة على كامل البلد. https://t.co/lNdTDZGlQB
— Walid Alhathloul | وليد الهذلول (@WalidAlhathloul) February 24, 2021
وأجمع ناشطون على أن ما تفعله إدارة بايدن هو مزيد من اتباع لسياسة الابتزاز والحلب التي كان ينتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشكل فج، وتمكن بها من عقد عدة اتفاقيات تعاون عسكري ودفاعي وتجاري بقيمة 460 مليار دولار مع المملكة، وتراخيص للاستثمار بالرياض لـ 23 من كبرى الشركات الأميركية.
كان بايدن قد توعد خلال حملة الانتخابات الرئاسية التي أوصلته إلى زعامة الولايات المتحدة، بأن يجعل ابن سلمان يندم على ما ارتكبه في حق خاشقجي، مشيرا إلى أنه سيعاقبه ويجعله منبوذا.
وأضاف في بيان أصدره بمناسبة الذكرى السابقة لمقتل خاشقجي، أن موت جمال لن يذهب سدى، ونحن مدينون لذكراه بالكفاح من أجل عالم أكثر عدلا وحرية.
وعيد بايدن فسره مراقبون حينها، بأنه تمهيد لحلب السعودية من جديد، متوقعين تغير الحسابات السياسية في الشرق الأوسط
وأكد الباحث التاريخي حسين صالح السبعاوي، أنها طريقة حلب جديدة من بايدن، قائلا: "اطمئن الرجل يدفع وهو صاغر".
الرئيس بايدن اطلعت على تقرير مقتل خاشقجي وسوف أتحدث مع الملك .
— حسين صالح السبعاوي (@husein_alsabawi) February 25, 2021
طريقة حلب جديدة... اطمئن الرجل يدفع وهو صاغر . #خاشقجي pic.twitter.com/kE1gZehwNO
واعتبر الأكاديمي السعودي الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، ما فعلته الإداراة الأميركية من كشف السرية عن التقرير الاستخباراتي بأنه "طريقة هادئة للحلب".
الأخبار تشير إلى أن التقرير الاستخباراتي عن اغتيال جمال #خاشقجي والذي يدين #مبس وعصابته سيصدر غدا الخميس، والإعلام الأمريكي يقول إن بايدن سيتصل بـ #سلمان قبل نشر التقرير.
— سعيد بن ناصر الغامدي (@saiedibnnasser) February 24, 2021=
��(طريقة هادئة للحلب)
كما ذكرنا سابقا
ورأى المحامي والناشط الحقوقي إسحاق الجيزاني، أن ما كشفته سي إن إن، يعني أن ابن سلمان نفذ جريمته بطائرات مسروقة، وورط صندوق الثروة السيادي في قضيتين سرقة وقتل.
وأضاف: "أعتقد أن هناك لعبة فيديو قديمة وشهيرة على البلاستيشن ربما اسمها "كراش" يقوم فيها اللاعب بسرقة السيارات ويبدو أن #ولي_العهد محمد بن سلمان يحاكيها اليوم بسرقة الطائرات بما يليق مع مكانة وفخامة الديوان الملكي.
أدلة تثبت بأن الطائرتين اللتين استعملتها فرقة قتل جمال خاشقجي تتبع لصندوق الثروة السيادي الذي يرأسه محمد بن سلمان. وهي طائرتان استولى عليها ابن سلمان من ملاكها أثناء احتجازهم بالريتز كارلتون.
— إسحاق الجيزاني ���� ISSAC ALGIZANI (@IsaacALawyer) February 24, 2021
هذا يعني أنه:
-نفذ جريمته بطائرات مسروقة.
-ورط صندوق الثروة السيادي في قضيتين سرقة وقتل. https://t.co/winjlbJeRu
ووصف المغرد محمد حجاج ما يحدث بأنه "موسم الحلب".
موسم الحلب ....#بايدن #خاشقجي https://t.co/SE8xcyU0vD
— ﮼محمد،حجاج (@haggagmm) February 24, 2021
ابتزاز للتطبيع؟
وقال المغرد بن عيسى اليعقوبي إن تهديد أميركا بنشر تقرير حول اغتيال جمال خاشقجي هو طريقة أخرى لابتزاز العرب (حلب جديد للسعودية) لكن الأعراب لا يفقهون حيل الغرب الصليبي، وفق تعبيره.
تهديد أمريكا بنشر تقرير حول اغتيال جمال خاشقجي هو طريقة أخرى لابتزاز العرب (حلب جديد للسعودية)لكن الأعراب لا يفقهون حيل الغرب الصليبي .
— بنعيسى اليعقوبي (@1974Benissa) February 25, 2021
ورأى ناشطون أن محاولة إحياء قضية خاشقجي، تعني أن إدارة بايدن لا تثق في ولي العهد السعودي، معلنين ترقبهم للخطوات القادمة التي ستتخذها حيال ما ستعلنه.
وكتب المغرد توفيق غيث: "قضية اغتيال جمال خاشقجي تطفو على السطح مجددا ليس للبحث عن القاتل فهو معروف سلفا كأغبى قاتل عرفه التاريخ وليس لبشاعتها التي لا يتقنها إلا السفاحون المرضى نفسيا وليس لخستها لأنها تمت بالغدر بل لأن بايدن ربما لم يعد يرى في المراهق الأرعن شبيه ترامب حليفا قويا لأميركا".
قضية اغتيال #جمال_خاشقجي تطفو على السطح مجددا ليس للبحث عن القاتل فهو معروف سلفا كأغبى قاتل عرفه التاريخ وليس لبشاعتها التي لا يتقنها إلا السفاحون المرضى نفسيا وليس لخستها لأنها تمت بالغدر بل لأن #بايدن ربما لم يعد يرى في المراهق الأرعن شبيه #ترامب حليفا قويا ل #أمريكا #السعودية
— توفيق غيث (@Toufik73310385) February 25, 2021
وأوضح الناشط الحقوقي أسامة رشدي، أن قرار بايدن رفع السرية عن بعض المعلومات أمر جيد، والمهم ألا يكون لمزيد من الابتزاز.
كل من يعرفون كيف تدار أنظمة محور الشر الاستبدادية في المنطقة وكيف يخططون جرائمهم
— أسامة رشدي (@OsamaRushdi) February 25, 2021
لم يكن لديهم أدنى شك في أن #MBS هو من خطط وأمر بقتل #خاشقجي وتقطيعه وتذويبه
لكن قرار #بايدن برفع السرية عن بعض المعلومات أمر جيد
المهم ألا يكون لمزيد من الابتزاز#توقيعك_باطلhttps://t.co/b1GvomrV9X
وطالب ناشطون بمحاكمة النظام السعودي وعلى رأسه ولي العهد لتورطه في اغتيال خاشقجي.
وقال القائمون على حساب "معتقلي الرأي" المعني بالتعريف بالمعتقلين: "لا بديل عن المحاسبة الكاملة، وتحقيق العدالة الحقيقية في قضية اغتيال جمال خاشقجي".
لا بديل عن المحاسبة الكاملة، وتحقيق العدالة الحقيقية في قضية اغتيال #جمال_خاشقجي. pic.twitter.com/Jm9kdmirAN
— معتقلي الرأي (@m3takl) February 25, 2021
وأوضح الصحفي المصري سلامة عبدالحميد، أن الأدلة ليست المشكلة لأنها كثيرة، لكن المهم: هل ستأخذ العدالة مجراها أم سيتدخل المال السياسي كالعادة؟.
الأدلة ليست المشكلة. فهي كثيرة.
— سي سلامة عبد الحميد (@salamah) February 25, 2021
المهم: هل ستأخذ العدالة مجراها أم سيتدخل المال السياسي كالعادة؟#جمال_خاشقجي https://t.co/pe1AqQHDwm
وذهب ناشطون إلى أن الإدارة الأميركية تضغط على السعودية لإجبارها على تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين ما يحدث بشأن خاشقجي هو محاولة للضغط على السعودية للارتماء في أحضان إسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
و بايدن مازال يفكر أنه يقدر يبتز السعودية من أجل إرغامهم بالتطبيع مع إسرائيل ، بس إحنا مو مثل الدول العربية يا أمريكا �� #خاشقجي https://t.co/DHiKiNK0k1
— Saud Mu. (@SvudM) February 25, 2021
بشأن قضية #خاشقجي #بايدن ينوي الاتصال بالملك زهايمر إلا أنه مبس اليوم أخذ جرعة زيادة وناوي يقلبها فهلوة ويعطيه 500مليار دولار كدعم للميزانيه الأمريكيةوالتطبيع مع إسرائيل مقابل إغلاق ملف خاشقجي وغض الطرف عن حرب اليمن وإرجاع الحوثيين إلى قائمة الإرهاب والصمت عن مايجري تجاه المعارضين pic.twitter.com/d9GoePbd2S
— ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ®️ (@saudicoolx) February 24, 2021