صحيفة عبرية: لهذا تقرب السيسي أكثر من إسرائيل بمجيء بايدن

قسم الترجمة - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أشارت صحيفة عبرية إلى أن الأغلبية في مصر لا يعرفون كيف يفسّرون السبب الحقيقي وراء الإفراج المفاجئ عن صحفي قناة الجزيرة القطرية، محمود حسين، في 5 فبراير/شباط 2021، "بعد توقيف دام 4 سنوات من دون تهمة ولا محاكمة ولا إدانة، بدعوى نشر معلومات كاذبة".

وأوضحت "معاريف" أن "الرأي السائد خارج مصر بشأن إطلاق سراحه هو أن رئيس النظام عبد الفتاح السيسي مستعد للتخفيف ولو بشكل طفيف من احتمال المواجهة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن قضية حقوق الإنسان".

ولفتت إلى أن "البعض يرى أن إطلاق سراحه هو أيضا تقدير للأميركيين الذين ساهموا في التسوية بين قطر ومصر ودول مجلس الخليج، مما سمح بعودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين جميع الدول المعنية".

السيسي في معضلة

من جانبه، أفاد السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، إسحاق لِفنون، بأنه "بعد إطاحة السيسي بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، تدهورت العلاقات بين قطر ومصر واستخدمت الدوحة قناة الجزيرة التي تملكها لضرب السيسي الذي رد على ذلك بإغلاق مكاتب القناة في مصر واضطهاد موظفيها وكان محمود حسين أحدهم".

وأشار إلى أنه "لسنوات عديدة كان الكونغرس الأميركي وإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما غير راضين عن الموقف السلبي للرئيس المخلوع حسني مبارك تجاه المنظمات الاجتماعية العاملة في مصر وانتهاك حقوق الإنسان في البلاد".

وأضاف "كان هذا أحد أسباب رؤية أوباما لأتباع مبارك وعمل الأخير على الإطاحة به في ثورة 2011، وكان الخلاف عميقا لدرجة أن الإدارة الأميركية فضّلت لسبب غير مفهوم، تنصيب الإخوان المسلمين في مصر بدلا من مبارك الذي كان لا يستجيب للحقوق المدنية  للشعب المصري وهي قضية قريبة من قلوب الديمقراطيين".

وأكد لِفنون أنه "السيسي لم يتفق مع أوباما في هذه القضية بالذات، وهو يخشى الآن أن يواصل بايدن طريقه والذي كان حينها نائب أوباما ويشغل الآن منصب الرئيس".

وأشار السفير إلى أنه "بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة المصرية أقام مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركيين الديمقراطيين منتدى لحقوق الإنسان في مصر، وصرّحوا بأن هدفه هو حساب مسار العلاقات مع القاهرة وأدى ذلك لغضب البرلمان المصري من هذا العمل".

وإستطرد لِفنون: "السيسي يرى في ذلك ورقة حمراء في المستقبل، وقد كتب عشرات السجناء المصريين من السجن إلى الرئيس بايدن يذكِّرونه بتصريحه عشية الانتخابات بأنه لن يتعاون مع الطغاة".

ورأى أن "السيسي ينظر إلى كل المنشورات جزءا من المؤامرة ضده، كما أنه لا يريد أن يزعج بايدن، ومن الممكن أن يكون إطلاق سراح صحفي الجزيرة إشارة إلى بايدن".

ولفت لِفنون إلى أن "بايدن كان أيضا شريكا في قرارات أوباما ومدركا جيدا للغضب على مصر، كما أنه يدرك أن السيسي كان لديه فترة انسجام مع ترامب والتي يجب أن تنتهي".

وتساءل السفير: "يبدو أن بايدن والسيسي في مسار تصادمي بشأن الحقوق المدنية في مصر والسؤال هو متى سيحدث هذا؟ وهل سيتصرفون في وقت سابق لمنعه لصالح إشعال القضايا الإستراتيجية في الشرق الأوسط؟".

التقرب من إسرائيل

وفي سياق منفصل، أشار موقع "واللّا" العبري إلى أنه لأول مرة منذ 5 سنوات جاءت أول زيارة علنية لوزير مصري إلى إسرائيل حيث زار وزير الطاقة طارق الملا تل أبيب في 21 فبراير/شباط الجاري.

 وهذه هي أول زيارة علنية ومفتوحة لوزير مصري لإسرائيل منذ أن زار وزير الخارجية سامح شكري القدس في يوليو/تموز2016 .

وخلال الجولة، التقى "الملا" برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الطاقة يوفال شتاينتس وزار منصة الغاز وناقش مع شتاينتس الترويج لمنتدى الغاز الإقليمي الذي تشارك فيه اليونان وقبرص الرومية أيضا.

ونوّه الموقع العبري إلى أنه في بداية اللقاء بين الملا ورئيس الوزراء رحّب نتنياهو بالتعاون بين القاهرة وتل أبيب، وقال "أرسل تحية حارة إلى صديقي السيسي إنه يوم مهم يرمز إلى تعاوننا المستمر في مجال الطاقة والعديد من القضايا الأخرى، وهناك حقبة جديدة من السلام والازدهار في المنطقة مع اتفاقات التطبيع". 

وأضاف نتنياهو "من أجل شيء يمكن أن يحسن الوضع الاقتصادي لجميع شعوب المنطقة نعتقد أن هذه فرصة عظيمة للتعاون الإقليمي مصر وإسرائيل والدول الأخرى".

كما التقى الملا لاحقا بوزير الخارجية غابي أشكنازي الذي أفاد في بداية اللقاء بأن "مصر شريك إستراتيجي لإسرائيل ويسعدني أن التعاون في مجال الطاقة بين الدول والمنطقة آخذ في الاتساع، ومصر لها دور رئيسي في ضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

ولفت موقع "واللّا" إلى أن "نظام السيسي قلق للغاية من العلاقة مع إدارة بايدن، لأنها ستبدأ بالقدم اليسرى، لذا فهم مهتمون باستئناف مشاركتهم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبالتالي إرسال إشارة إيجابية إلى البيت الأبيض وزيادة علاقتهم كشركاء في نظر الرئيس الجديد".

فيما أشار المحلل السياسي في الموقع، براك رابيد، إلى أن "السيسي لا يهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية، لكنه يعلم أن نتنياهو يبحث عن تصوير لحملته الانتخابية المقررة في مارس/آذار المقبل، ويحاول أن ينتزع منها إنجازا سياسيا من مصر".