مركز عبري: محمود عباس يخشى انتصار حماس ويتذرع بالقدس الشرقية

12

طباعة

مشاركة

قال مركز "القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة" العبري إن "أوروبا والولايات المتحدة كانتا تفضلان التواصل مع حكومة فلسطينية منتخبة بدلا من حكومة حكمت باستمرار لمدة 15 عاما دون انتخابات".

ولفت إلى أن "المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت عام 2006، التماسا ضد إجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية أيضا، لكن أقلية فقط من الناخبين المؤهلين صوّتت هناك وإذا كانت هناك انتخابات في منطقة القدس أيضا، فمن الممكن كما في الماضي أن ينقسم الناخبون بين قلب المدينة الشرقية والأحياء النهائية للبلدة على حدود الولاية القضائية".

ونوّه المركز إلى أن "إسرائيل إذا وافقت على مشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات، فستسعى لضمان عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب".

واعتبر أن "انتخابات المجلس التشريعي لفلسطين في مايو/أيار 2021، وضعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية مرة أخرى في موقف نقاش ومواجهة حول واحدة من القضايا الحسّاسة التي رافقت علاقتهما لسنوات، مكانة ومستقبل سكان القدس الشرقية في قلب الصراع هذه المرة".

وتساءل الموقع: "هل سيتمكن سكان القدس الشرقية الذين عاشوا تحت السيادة الإسرائيلية لمدة 53 عاما ولا ينتمون إلى السلطة الفلسطينية من المشاركة في هذه الانتخابات، على افتراض أنها ستجرى؟".

سوابق تاريخية

وأشار الكاتب والباحث في المركز، نداف شرغاي، إلى أن "السوابق التاريخية لمشاركة سكان القدس الشرقية في انتخابات السلطة الفلسطينية موجودة بالفعل، إنها متشابهة ولكنها لا تشبه الواقع اليوم وهما متشابهان، لأنه في أعوام 1996 و2005 و2006 مارس الآلاف من سكان القدس الشرقية حقّهم في التصويت بموافقة إسرائيل".

وأضاف "شاركوا في مثل هذه الشروط التقييدية وغيرها في انتخابات السلطة الفلسطينية وهما ليسا متشابهين، لأن احتمال مشاركة عرب القدس الشرقية مرة أخرى في مثل هذه الانتخابات يأتي في وقت واقع سياسي مختلف".

وتابع شرغاي: "من وجهة نظر إسرائيل، فإن مشاركة عرب القدس الشرقية في انتخابات فلسطين قد تتلاشى وتقوض تحقيق الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل في عهد ترامب وهو اعتراف من قبل الإدارة الحالية".

ولفت شرغاي إلى أنه "في الساحة الفلسطينية نفسها، هناك تقييمات مختلفة للدور الحقيقي الذي تلعبه السلطة الفلسطينية في المطالبة بشراكة القدس الشرقية في هذه الانتخابات".

وذكر أنه "حتى قبل أسابيع قليلة كان معلّقون يميلون إلى افتراض أنه إذا أدرك أبو مازن أنه يواجه خسارة وأن حماس على وشك السيطرة على السلطة ليس فقط في غزة ولكن أيضا في الضفة، فسيستخدم الرفض الإسرائيلي المتوقع لعرب القدس الشرقية بالترشح في الانتخابات ويعلن أنه بدون القدس الشرقية، لن تكون هناك انتخابات على الإطلاق".

لكن يبدو أن هذا التقييم كان متسرعا للغاية، ليست حماس وحدها هي التي تضغط على أبو مازن لإجراء الانتخابات بأي ثمن تقريبا وتسعى للتوصل إلى تفاهم معه في هذا الشأن من حيث المبدأ فينظر كل من الاتحاد الأوروبي والإدارة الجديدة في واشنطن إليهما نظرة إيجابية، وفق شراغاي.

وقد نقل شركاء الرئيس بايدن إلى عباس توقعات الرئيس ووزير الخارجية أنطوني بلينكن وأوضحوا للفلسطينيين أن إدارة بايدن ستدرس كم من الجهود المبذولة للاستثمار في القضية الفلسطينية، إن لم تكن مقتنعة بأن عباس وحكومته يتمتعان بالشرعية والدعم العام لتمثيل الفلسطينيين وأن هذا يتطلب شفافية عملية ديمقراطية خاضعة للإشراف.

وجاءت رسائل أكثر حسما من أوروبا كذلك، كما تطالب دول الاتحاد التي تحوّل أموالا للسلطة الفلسطينية، بأن يجري أبو مازن انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

للهروب؟

ورأى شرغاي أنه في السلطة الفلسطينية نفسها يبدو أن "الخيول" إلى حد كبير، "قد هربت بالفعل من الإسطبل" حتى لو أطلق أبو مازن بيانه الانتخابي فقط على شكل منطاد تجريبي، أو كبيان يهدف إلى إرضاء المجتمع الدولي دون نية فعلا لتنفيذه، فمن الصعب الآن قلب العجلة إلى الوراء.

وقبل أيام قليلة، أوضح قيادي "فتح" والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في الضفة، جبريل الرجوب، أن "رام الله تريد التنسيق مع حماس في قضية القدس أيضا وأن مرشحي القدس الشرقية لعضوية المجلس التشريعي قد يتم الاتفاق عليهم مسبقا بين الجانبين".

وذكر الرجوب أن "سكان شرقي القدس سيشاركون في الانتخابات حتى لو عارضتها إسرائيل وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية بالفعل أن الفلسطينيين من القدس الشرقية الذين يحملون بطاقة هوية زرقاء سيتمكّنون من خوض الانتخابات والتصويت فيها دون التسجيل في سجل الناخبين".

ولفت شرغاي إلى أن "الاستطلاع الأخير لمدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية في رام الله، خليل الشقاقي، تبين أن 66 بالمائة يرون أنه يجب إجراء انتخابات حتى لو لم يشارك عرب المدينة الشرقية، فمثل هذه الأجواء العامة تجعل من الصعب على أبو مازن الانسحاب من خطته لإجراء الانتخابات، حتى بحجة أن القدس الشرقية ليست في الداخل".

لكن أبو مازن، في المصطلحات التي يستخدمها، يلمّح إلى أنه لن يتنازل عن مطالبته بدمج القدس الشرقية في الانتخابات، قائلا: "لن نجري انتخابات دون أن تكون القدس في القلب".

وتساءل شرغاي، هل تشير هذه الأمور إلى أن عبّاس سيرفض هذه المرة الحلول بأسلوب التصويت لسكان شرقي المدينة في مكاتب البريد كما كان الحال في السابق؟ هل سيصّر على وضع أقلام اقتراع في جميع أحياء القدس الشرقية؟

وخلص الباحث إلى القول: "حماس التي تشتم إمكانية الفوز في الضفة أيضا، لا تصر حاليا على إجراء انتخابات في شرقي القدس أيضا وتطالب عباس بإجرائها في مايو/أيار المقبل".