هل نعترف بالهزيمة أم أن الأمور بخواتيمها؟

رانيا قيصر | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أوقات جليلة تمر بها الشعوب العربية في عدة بلدان غالية علينا جدا نحن السوريين.

الجزائر:

سقط كرسي المشلول بعد خروج الشعب الجزائري العظيم بالملايين إلى الشوارع مطالبين بالرحيل، فما كان منه إلا وأن سحب علينا سحبة مبارك وقرر احترام رغبات الناس والتزحلق برقي. نرجو لإخوة الثورة في الجزائر الاستمرار في الخروج للشوارع حتى يتم تحقيق كل مطالبهم ليس فقط السياسية منها.

عليهم الآن دراسة مستقبل جديد وتحديد أولويات يضر تركها وينفع تقديمها. نحن في الداخل السوري وبالرغم من كل مصاعب الحرب، قررنا البدء بالتعليم لأننا تعلمنا أن معركتنا ستكون طويلة ولذا وجب علينا إعداد أجيال قادمة تحمل راية الثورة. التعليم سيوصل المجتمع للتطوير الاقتصادي والازدهار المجتمعي، التعليم هو نواة الإصلاح والرشاد فعليكم به يا رفاق الدرب. 

ليبيا:

من هو ذاك حفتر الذي سرق منكم نشوة النصر والانتقام من الظالم؟ كيف تسمحون للخوف بالدخول لقلوبكم مرة ثانية والسكوت على ما خرجتم من أجله؟ اتيتم إلى سوريا  في 2012 وقدمتم المساعدة وكنتم معنا منذ الأيام الأولى؛ فأين أنتم من ثورتكم يا رفاق مصطفى عبدالجليل؟ كيف سمحتم أصلا لمخلفات القذافي البالية بالسيطرة عليكم؟

نحن في سوريا لن نرضى أبدا أن يستلم أحد زبالة الأسد بعده، وستسمر ثورتنا حتى آخر واحد منا. إياكم والتوقف الآن مرة ثانية. تابعوا واستمروا واثبتوا فأنتم الآن في حركة تصحيحية لثورتكم العظيمة، وإياكم أن تستمعوا للخارج الذي يطالب بالتهدئة.

رئيس تونس السابق الدكتور المنصف المرزوقي ينصحكم بالحذر من الإمارات، السعودية، مصر، وروسيا. ونحن من سوريا نقول لكم كونوا على حذر من عدم وجود خطة مستدامة كي تبقى ثورتكم يقظة متأهبة دوما للخروج ضد أي ظلم مهما كان. ولنقل أن الحكومة الحالية لديكم تسعى لتأمين البلاد فهذا ليس إلا واجب عليهم، وكونوا حذرين من كل السياسيين. "بيحمضوا مثل المخلل بس يقعدوا عا الكرسي" (كلام شامي).

السودان:

أنتم أول شعب في العالم خرج من أجل الثورة السورية في عام 2011، ورأينا المظاهرات التي خرجتم فيها من أجلنا ونحن لكم ممتنون. استقبلتم أبناءنا وكنتم لنا خير نصير أيها الشعب السوداني العظيم. ثم ما أن صدمنا رئيسكم المعتوه البشير بزيارة الأسد، لكنكم لم تقصروا به ومنذ زيارته للأسد لم تتوقف ثورتكم العظيمة ضده، لا نستطيع شكركم كما تستحقون وكنت أتمنى لو أننا كلنا كنا معكم في الشوارع وأنتم تحاصرون بيت البشير وترهبون مؤيديه.

سر نجاح ثورتكم سيكون في وقوف الجيش معكم وليس ضدكم. تواصلوا مع قادة الجيش وركزوا معهم على العوامل المشتركة في رحيل نظام البشير. جهزوا قادتكم السياسيين وضعوا أهداف واضحة لمراحل قصيرة الأمد وبعد الهدوء والخلاص من طواغيتكم شكلوا عدة أحزاب ومنتديات ثقافية وتناقشوا فيما تريدون لوطنكم، ثم طالبوا بها دون توقف. الثبات قنطار، نحن نتطلع لكم كقدوة في الصدق والإخلاص والقوة وأنتم لنا منارة شعبية نفتخر بها. 

مصر : 

يا أم الدنيا يا ساحة التحرير يا أولاد مصر الثوار الأوائل يا من مهد للأمل في سوريا: أين أنتم الآن من غبي يقودكم يتلعثم بكلماته ويبحر في أخطائه وأنتم صامتون؟ ماذا عن التطوير الاقتصادي الذي وُعدتم به؟ وأين الأمان في حرية التعبير عن الرأي؟ هل مازال لديكم منصات حرية في ساحة التحرير؟

هل مازلتم تصرخون "ارحل السياسة مش للإخوان والرئاسة مش ليك يا مرسي" بتلك الروح التي شهدتها بين صفوفكم؟ ترى ما الذي سيحصل إن خرجت ثلة منكم تصرخ الآن: السياسة مش للعسكر والرئاسة مش ليك يا سيسي؟ ترى كم منكم سيتم إعدامه؟

بدأتم ثورة لم تكتمل وأنتم كنتم نبراس الثورات العربية وعلى عاتقكم يقع تصحيح الموقف الحالي في مصر الحبيبة. أتخافون؟ كيف استطاع السيسي إعادة الخوف لمن خرجت عليه الجمال والبلطجية؟ كيف سكت ذاك الرجل المسن الذي افترش الأرض في ساحة التحرير بيتا يحمل لافتات عظيمة لأولاد مصر؟ هل قتلوه؟ أم أنه انتحر لما رأى من تخاذل ضد أعظم لحظات عمره في تلك الساحة؟ 

لنا عليكم عتب كبير يا من توافقون على السيسي وجرائمه، ولا نقبل لكم هكذا مصير. إن لم يكن مرسي جيدا فإنه أولا: منتخب شعبي بالإجماع للمرة الأولى في الوطن العربي وكان على الأقل يستحق إكمال فترته أو على الأقل إقالته بالشكل الذي يليق بمن دفع عمره في السجن من أجل ما آمن أنه ضروري لمصر. مؤكد لم يكن له نوايا خبيثة لا لمصر ولا للمصريين.

شهدت بأم عيني مظاهرات مناهضة قوية جدا ضده وكنت بين صفوفكم في ساحة التحرير وصرخت معكم بما تريدون لأنني وثقت بأنكم محال أن تخطئوا بحق الوطن مرة ثانية وقلت لمن معي: إن كان هذا هو صوت الشعب المصري وما يريد فإنني أقف معهم، وهتفت معكم "السياسة مش للإخوان والرئاسة مش ليك يا مرسي". لم يتم طردي من مصر، لم يتم اعتقالي، لم تتم إهانتي وكنتم خير دولة استقبلت السوريين. 

كنا ننظر لكم على أنكم رسل الثورات العربية حتى رأينا الخطأ الرهيب الذي ارتكبتموه بإبقاء حكم العسكر الاستبدادي، لم أكن أتخيل قط أن يعود زمن الخوف والقهر لكم، وإني على فراقكم للثورة لحزينة.

توحدكم ليس بالأمر المستحيل، تجميع أفكاركم وصياغتها برؤى واضحة للإصلاحات الضرورية مهارة يمتلكها كل صادق مخلص فيكم لمصر. أنتم تعلمون شعابكم وتعلمون ما يجب أن يتم تغييره بشكل فوري وما يجب العمل عليه للأمد الطويل. 

من سوريا الصامدة في وجه كل جيوش العالم نقول لكم: صححوا الطريق.... اخرجوا للشوارع... انهضوا بالثورة من جديد فنحن كلنا تبع لكم يا مصريين. 

أتساءل دوما لماذا تنتصر إرادة الشعوب العربية بشكل سطحي بينما تتأخر إرادة الشعب السوري. يقتلني انتظار رحيل طاغية العالم ومجرم العصر بشار الأسد، لكن إرادتي الشخصية تقول للأسد "الآخرة يا فاجرة". 

كل ما حصل ويحصل معنا يحقق لنا المزيد من الاستمرار والثبات على مبادئ منحوتة في قبور شهدائنا بدماء طاهرة أبية، وبينما يظن العالم أجمع أننا سنرضخ وأن ثورتنا انهزمت، ما زالت مطالب السوريين الشرفاء وشروطهم كما هي من اليوم الأول، تأخير حصولها ليس إلا لأن نهاية الثورة العظيمة سيسطر كتب تاريخ العالم كله، وبناء عليه نكرر ونعيد باسمي وباسم كل من فقد ضناه وبيته وأرضه نعاهد الله ومن ثم أنفسنا قبل الجميع أننا مستعدون للثبات مئة عام وبعده مئة عام حتى تتحقق مطالبنا حرفيا.

"لن نتفاوض مع المجرمين ولن نجلس مع القتلة ولن نهادن ولن نتوقف عن المطالبة بالتالي: 

  • بشار الأسد وعصابته في السجن. 
  • خروج كل الجيوش الكونية من الأراضي السورية.
  • اعتذار عالمي من الشعب السوري على سكوته على مجازر الكيماوي على الأقل." 

الكلمات المفتاحية