"اختراق وسيطرة".. خبراء يحذرون من خطورة إنشاء رابطة يهودية في الخليج

أبوظبي - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

اختراقات متتالية تتعرض لها دول الخليج من الاحتلال الإسرائيلي بعد تسارع وتيرة تطبيع العلاقات معها مؤخرا، وصلت إلى الإعلان في 15 فبراير/شباط 2021، تأسيس ما يسمى "رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية" في الدول الخليجية الست.  

تأسيس الرابطة اليهودية أعلنته وسائل إعلام عبرية، وأكده حساب "إسرائيل بالعربية" على تويتر، الذي تديره وزارة الخارجية الإسرائيلية، موضحا أن الرابطة "ستضم يهودا من الإمارات والبحرين وعمان والسعودية وقطر والكويت". 

الإعلان الإسرائيلي أثار غضب ناشطين على تويتر، ودفعهم لمهاجمة أنظمة دول الخليج، خاصة المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا وهما الإمارات والبحرين، الموقعين على "اتفاقيات أبراهام" التي تزعم السلام وترتكز على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع ‏إسرائيل.

وذكر ناشطون بأطماع إسرائيل في إقامة "دولتها المنتظرة" بحسب التفسير اليهودي لكتابهم المقدس، بين نهري النيل والفرات، التي تضم أراضي فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق، والكويت والسعودية والإمارات وعمان واليمن ومعظم تركيا والأرض الواقعة شرق نهر النيل.

وحذر خبراء وأكاديميون وشخصيات بارزة عبر حساباتهم الشخصية على تويتر، من خطورة إعلان إسرائيل عن الرابطة اليهودية، وتبعاتها، مشيرين إلى أن احتلال إسرائيل لفلسطين بدأ بنفس النهج الذي تتبعه مع دول الخليج بإقامة منظمات وجمعيات وغيرها.

الرابطة زعمت أنها "ستتولى أمور وشؤون الجاليات اليهودية في البلدان الخليجية الست فيما يخص النواحي الدينية والعقائدية والطقوس والمناسبات الاجتماعية والدينية وأيضا الأمور التي لها علاقة بالتربية والتثقيف اليهودي لا سيما لدى الأطفال". 

ويتولى أمور الرابطة الحاخام إيلي عبادي الذي تعود أصول أسرته إلى مدينة حلب السورية وولد في بيروت وغادرها مع عائلته في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية.

وتتكون الرابطة من 7 أعضاء يتوزعون على الدول الخليجية الست، ويترأسها إبراهيم داوود نونو وهو بحريني من أصل عراقي وصلت عائلته إلى البحرين منذ عقود، وهو رئيس الجالية اليهودية في البحرين التي يبلغ عدد أفرادها 50 شخصا.

بدورها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تأسيس الرابطة، واعتبرتها انحدارا جديدا بمستوى التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأضافت أنه تكريس للحضور الإسرائيلي في منطقة الخليج، مؤكدة أن التطبيع يلحق خسائر كبيرة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

الحصاد المر

وأجمع أكاديميون ومفكرون على أن تأسيس الرابطة اليهودية في الخليج يأتي نتيجة تطبيع الأنظمة الخليجية مع إسرائيل، إذ أقامت كل من الإمارات والبحرين العام الماضي علاقات رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد موقع "بي بي سي" بأن حساب الرابطة على تويتر أنشئ في يناير/كانون الثاني الماضي، أي بعد أشهر من توقيع اتفاق التطبيع بين كل من الإمارات والبحرين وإسرائيل في البيت الأبيض العام الماضي.

وأكد المفكر الكويتي، الدكتور عبد الله النفيسي، أنه "بداية الحصاد المر لتطبيع الغنم مع الصهاينة"، في إشارة إلى الدول الخليجية المطبعة مؤخرا مع إسرائيل وهما الإمارات وإسرائيل.

وأشار إلى أن "الخليج ليس به جاليات يهودية، محذرا من أن التسويق لهذا المصطلح واستقراره في الوجدان الإعلامي الخليجي يمهّد لتدخلاتهم المستقبلية في الخليج فلينتبه الغنم".

وقال رئيس حزب الأمة الكويتي، حاكم المطيري، إن الإعلان عن (رابطة التجمعات اليهودية الخليجية) هو بداية السيطرة الصهيونية المباشرة على جزيرة العرب وشعوبها ونتيجة "التطبيع" و"صفقة القرن" وهو ما حذر منه الشيخ عبد الرحمن الدوسري قبل نصف قرن في كتابه (اليهودية والماسونية).

وأوضح الكاتب في الشؤون القانونية والسياسية صالح أبو عزة، أن تطبيع الأنظمة الخليجية مع الكيان الإسرائيلي من تحت الطاولة ومن فوقها، شجّع اليهود والصهاينة و"إسرائيل"، على مزيد من نخر المجتمعات الخليجية واقتحامها.

واعتبر إعلان تأسيس رابطة المجتمعات اليهودية في جميع دول الخليج؛ "سقوط ومهزلة جديدة".

وحذر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الشدوي، من أن "تقارب العرب من اليهود بداية النهاية".

ابتلاع الخليج

وأكد ناشطون أن تأسيس الرابطة اليهودية يمهد لتوسيع أجندات التطبيع المقنعة وابتلاع الخليج واختراق الشارع الخليجي. 

وأكد الباحث في شؤون الخليج فهد الغفيلي، أن إسرائيل "تريد اختراق المجتمعات الخليجية، يساعدها في ذلك للأسف الحكومة السعودية والإماراتية"، موضحا أن المملكة "عملت على تحسين صورة إسرائيل عن طريق اللجان الإلكترونية والإعلام، ورفض الحديث عن دور الإمارات القذر".

واعتبر الغفيلي إنشاء "رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية" خطوة أُخرى في هذا الاتجاه.

وحذر مغرد يدعى "بوخالد" من أن الجاليات اليهودية التي خرجت من دول الخليج ستطالب قريبا بميراثها بدول الخليج وستكون لهم حجة للعودة. وحث الإعلامي القطري جابر الحرمي، شعوب الخليج على الانتباه إلى إعلان الكيان الإسرائيلي تأسيس رابطة للمجتمعات اليهودية في دول الخليج العربية "تهدف إلى اختراق المجتمعات الخليجية عبر برامج وفعاليات ودعوات لترسيخ أقدامهم القذرة في مجتمعاتنا". ورأى الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن أخطر شيء حصل بعد تطبيع الإمارات والبحرين هو إنشاء "رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية" هذه الرابطة ستعمل عمل "اللوبي" وستكون نواة لتدخل إسرائيلي أكبر في الحياة السياسية والاقتصادية والقضائية والثقافية والتعليمية الخليجية.

وأضاف أنها ستكون "دولة داخل الدولة" ستدير شؤون اليهود بمعزل تام عن الدول التي يوجدون فيها، مشيرا إلى أن الأهداف التي ذكرها موقع الرابطة هي للتغطية على الهدف الرئيس "تشكيل لوبي إسرائيلي" داخل الخليج العربي.

فلسطين نموذج

وبرز حديث الناشطون عن الطريقة التي تمكن بها الكيان الإسرائيلي من احتلال الأراضي الفلسطينية، مؤكدين تشابهها مع الخطوات التي تتخذها إسرائيل مع دول الخليج الآن لتحقيق حلمها المزعوم بدولة ممتدة من النيل إلى الفرات.

وأوضح المحامي محمود رفعت، أن ما تسمى رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية ومقرها الإمارات لا تحتوي غير 7 أشخاص يترأسها أميركي حاخام لا يجيد العربية أصلا، لافتا إلى أن "الصهيونية هكذا بدأت في فلسطين حتى بلعتها وتسعى إسرائيل لبلع الخليج بالاتفاقات الإبراهيمية".

وأوضح المغرد منير أن احتلال فلسطين لم يبدأ عسكريا، بل بدأ عن طريق إقامة منظمات وجمعيات وتنظيم موجات من الهجرة، الأمر الآن يتكرر في الخليج، فإقامة "رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية" هي البداية فقط .

وأشار المغرد محمد سعيد إلى أن الدول المطبعة "تعبث بمقدرات الشعوب للأسف"، قائلا: "التطبيع خيانة لأن (إسرائيل) لها أهداف خبيثة دفينة، اليوم إنشاء رابطة وغدا سيطالبون بحقهم في موطن أجدادهم في المدينة المنورة".

وأضاف: "يجب أن نقف صفا واحدا ضد أهدافهم الخبيثة المعلنة من النيل إلى الفرات لقيام دولتهم المزعومة والتى لن تقوم بإذن الله".