"طهران تخفي الحقيقة".. خبير إيراني يؤكد ضلوع إسرائيل باغتيال فخري زاده

12

طباعة

مشاركة

أعادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فتح ملف العالم الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قائلة: "لا نعلم حتى الآن من الجهة المسؤولة عن هذه الحادثة، حيث تدور الشبهات حول جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)".

وتساءل الخبير العسكري، بابك تقوايي، في مقال له على موقع الصحيفة باللغة الفارسية: "هل من الممكن أن نلقي المسؤولية على عاتق عضو من أعضاء جيش أنصار المهدي (التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر)؟".

علم مسبق

وقال تقوايي: "بعد أكثر من شهرين مرا على اغتيال فخري زاده، الرئيس السابق للبرنامج النووي الإيراني، وأبو القنبلة النووية الإيرانية، الاغتيال الذي بعد 10 أيام من حدوثه سلط المسؤولون الأميركيون الأضواء على دور جهاز الموساد فيه".

وأوضح وزير الاستخبارات الإيراني محمود تقوايي، خلال حوار تلفزيوني بث في 8 فبراير/شباط 2021، دفاعه عن وزارته ضد الانتقادات الموجهة لها بضعف أدائها بعد هذا الاغتيال".

وادعى علوي أن وزارته "كانت تعلم بالواقعة قبل حدوثها بخمسة أيام، تلك التي وقعت بسرعة في منطقة آبسرد بدماوند، ولكن وقت حدوثها لم يكن معلوما بالنسبة للوزارة".

كما قال كذلك إن مكان الاغتيال كان معروفا بشكل واضح بالنسبة للوزارة قبل شهرين من الواقعة، ولكن الفرد المسؤول عنها كان عضوا في القوات المسلحة، وعجزت وزارته عن إتمام عملها الاستخباراتي، ولهذا السبب لم تستطع أن تمنع الاغتيال، وفقا للكاتب.

وتابع تقوايي: "ادعاء الوزير علوي أن من قام بواقعة الاغتيال كان ضمن أعضاء القوات المسلحة الإيرانية، ويقصد الحرس الثوري، وذلك لأن فخري زاده كان يتعاون مع وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة، وكذلك كان ضمن أعضاء الحرس الثوري، وكذلك قوات الحرس الخاصة به كان ضمن جيش أنصار المهدي التابع للحرس الثوري".

واعتبر الخبير العسكري أن "علوي أظهر سعيه في إخفاء دور العنصر البشري في مقتل فخري زاده بعد الحادثة بعدة أيام فقط، حيث ادعى العديد من المسؤولين أن هذه الواقعة تمت عن طريق التحكم عن بعد بالقمر الصناعي في عربة (ماركة) نيسان".

وأشار إلى أن "صحة هذه التصريحات كانت موضع شك منذ البداية من قبل الخبراء والعسكر والكثير من الصحفيين الإيرانيين وكذلك الأجانب، لأن مقاطع الفيديو المصورة مع شهود العيان من قبل التليفزيون الإيراني تظهر حضور العناصر البشرية في المحيط".

نفوذ الموساد

وأضاف الكاتب: "رغم مساعي المسؤولين الإيرانيين في إخفاء دور أعضاء الموساد في اغتيال فخري زاده، إلا أن بعد اغتياله بعدة أيام فقط أعلنت وزارة الاستخبارات في مدن كردستان وخاصة في الفنادق والاستراحات عند المناطق الحدودية عن صور 4 أشخاص من المفترض أن يكن لهم دور في اغتيال فخري زاده".

وتابع: "طلبت الوزارة من أصحاب الفنادق في حالة مشاهدة هؤلاء الأشخاص عليهم التواصل مع مكتب الاستخبارات، وبعد فترة انتشرت صور هؤلاء الأفراد في عدة قنوات على تطبيق التلجرام، لعدة دقائق ثم حذفت سريعا". 

وأشار تقوايي إلى "انتشار أخبار متعلقة بمساعي وزارة الاستخبارات الإيرانية من أجل التعرف والقبض على الأفراد الأربعة موضع الحديث الذي يُدعى أنهم لعبوا دورا في اغتيال فخري زاده في وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة في إسرائيل".

وأردف أنه "لا زال هناك أقاويل مبنية على أساس انتماء هؤلاء الأعضاء إلى الحرس الثوري الإيراني، واشتدت حدة هذه الأقاويل عند اعتقال حامد أصغري، حارس فخري زاده المصاب لفترة بعد استعادة وعيه، وحرمان أسرته من رؤيته، وكذلك سيكون جميع حراس فخري زاده موضعا للاستجواب"، وفقا لما ذكره الكاتب.

وتابع تقوايي: "الإفشاء عن دور عضو أو مجموعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني في اغتيال فخري زاده وضح مرة أخرى نجاح جهاز الموساد في التوغل في أعلى فئة من الحرس الثوري الإيراني".

ولفت إلى أن "المسؤولين الإعلاميين والأمنيين وكذلك مسؤولي الحكومة يسعون على الدوام لإخفاء نجاح الموساد في إتمام عملياتها بقلب طهران، وأكثر المراكز العسكرية والنووية حساسية".

وكذلك نجح الموساد في اغتيال عبد الله أحمد عبد الله والمشهور بـ"أبو محمد المصري"، والذي يعد عضوا مهما في القاعدة، وكان بصحبة ابنته في 7 أغسطس/آب 2020 في شارع كلستان 1 بمنطقة باسداران في مدينة طهران.

ولكي يخفي مسؤولو الأمن والاستخبارات الإيرانية دور "الموساد" وعجزهم في القبض على هذه العناصر في طهران، قدموا العضو المغتال على أنه أستاذ تاريخ لبناني باسم حبيب داوودي وابنته مريم داوودي، وأنكروا علاقة التقارير المنشورة بدور الموساد في المحافل الأميركية، وفق تقوايي.

وأشار إلى أن "فخري زاده كان من العلماء والمسؤولين المهمين في مشروع آماد للتطوير، وصناعة الرأس النووية من أجل إعداد الصاروخ الباليستي شهاب 3 الذي بدأ عام 2001، والذي كان من الأهداف الرئيسة للاغتيال من قبل الموساد".

واختتم الخبير تقوايي مقالته قائلا: "اغتيال هذا الشخص من قبل الموساد وكذلك الأعضاء الآخرون في الحرس الثوري يعتبر بمثابة نجاح تاريخي آخر في عمليات الجاسوسية الخاصة بإسرائيل".