بالإفراج عن الهذلول.. هل انقضت مسؤولية ابن سلمان عن حبسها والتحرش بها؟

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

اتخذ النظام السعودي بالتزامن مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض عدة إجراءات لامتصاص أي غضب محتمل، منها تخفيف أحكام بعض معتقلي الرأي، وإطلاق سراح حملة الجنسية الأميركية، والتخلي عن حصار قطر، وخفض عمليات الإعدام.

خطوات النظام السعودي على الصعيد الحقوقي توقعها مراقبون وتحدثت عنها صحف أميركية، باعتبارها محاولة لاسترضاء بايدن الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بمراجعة علاقة بلاده مع السعودية بسبب انتهاكاتها الحقوقية، ووصفه للمملكة بأنها "منبوذة".

ناشطون على تويتر احتفوا بالخطوة الأخيرة للنظام السعودي، التي تمثلت بالإفراج عن الناشطة لجين الهذلول في 10 فبراير/شباط 2021، إلا أنهم استنكروا أن تحركاته ليست إحقاقا للحق، ولا احتراما لحرية الشعوب ولا تبرئة للجين، وإنما استجابة للضغوط الأميركية.

وعددوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #جلاد_النساء_مبس، #لجين_الهذلول، #لجين_حرة، جرائم النظام السعودي، وانتهاكاته لحقوق الإنسان، وقمعه للحريات، مطالبين بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي ومحاكمة المتورطين وتقديمهم للعدالة.

وتداول ناشطون مقطع فيديو لبايدن، يبارك فيه إطلاق ‏سراح لجين بعد نحو 3 سنوات من توقيفها بزعم مساسها بأمن المملكة، ووصفها بـ"المدافعة المؤثِرة عن حقوق النساء‎"‎‏.  

محاكمة النظام

الناشطون هاجموا السلطات السعودية، وكل المتورطين في عمليات تعذيب لجين وانتهاك حقوقها وعلى رأسهم سعود القحطاني مستشار ولي العهد محمد بن سلمان، وتداولوا تغريدات أشقاء لجين، الذين أكدوا أن المهمة لم تنته حتى تتحق العدالة.

وأوضح شقيقها وليد أن "العدالة تتحقق بجلب الذين عذبوا لجين للعدالة ومن بينهم المارق سعود القحطاني، وإسقاط جميع التهم الباطلة، رفع حظر السفر عن لجين وجميع الأسرة، وتعويضها، ومحاسبة جميع الصحف المحلية التي شوهت سمعتها".

الناشطون أعلنوا تأييدهم لمطالب شقيق الهذلول، وطالب الكاتب ياسر أبو هلالة، بمحاكمة من وضع الصاعق في أذن لجين الهذلول ومن أمره، ومن هددها بالاغتصاب وتحرّش بها وهتك عرضها، متسائلاً: "بأي دين أو قانون أو تقاليد تصعق فتاة بالكهرباء؟

وحذر يحيى عسيري من أن كل ما قامت به السلطات تجاه لجين من اعتقال تعسفي، وإخفاء قسري، وضرب وتعذيب وتحرش، لن ينتهي لمجرد خروجها من السجن، مشيرا إلى أن أحدا لم يُحاسب، ولم يتوقف القمع.

ولفت الإعلامي حسام يحيى، إلى أن سعود القحطاني كان يشرف على تعذيب لجين الهذلول وهددها باغتصابها وقتلها ثم رمي جثتها في مجارير الصرف الصحي بحسب ما قالته شقيقتها، علياء، في شهادة.

قبل وبعد

وتداول ناشطون صورتين للجين الأولى قبل اعتقالها والثانية بعد إطلاق سراحها، مؤكدين أن الصور كاشفة لحجم الإجرام الذي مارسته السلطات السعودية بحق لجين، وحجم التعذيب الذي تعرضت له.

وعقب المحامي محمود رفعت على الصورة قائلا: "هكذا كانت حين دخلت السجن وهكذا أصبحت حين خرجت بعدما قضت 1001 يوم بسجون محمد بن سلمان بتهم واهية تبخرت بوصول بايدن للبيت الأبيض وكسره أنف سلمان وابنه".

وأكد أن صورة لجين تختصر كل شئ وتقول كل شئ عن الدمار الذي أوقعته السعودية بجبن وخسة بالإنسان والأوطان.

فيما أشار الناشط السياسي حمزة اليافعي، إلى أن الصور تتكلم لتُخبرك عن المجرمين في بلاد الحرمين.

وعلق الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم حمامي، قائلا: "صورتان تعكسان ما تعرضت له في سجون الرياض: كيف دخلت وكيف خرجت!".

الناشطون تداولوا مقطع فيديو لبايدن يعلن يبارك فيه إطلاق سراح لجين الهذلول، ومنهم الناشط المعارض عمر بن عبد العزيز. فقد قال الرئيس الأميركي، في مؤتمر صحفي بث على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس، إن إطلاق السعودية سراح لجين الهذلول "قرار صحيح وصائب".

ونقل القائمون على حساب مفتاح، عن صحيفة واشنطن بوست قولها إن إطلاق سراح لجين الهذلول هو أحد أهم المؤشرات حتى الآن على أن محمد بن سلمان يسعى جاهدا لاتخاذ خطوات لأجل أن يظهر أنه يُحسن من سجله الحقوقي أمام بايدن.

وقال الباحث التاريخي حسين صالح السبعاوي، إن بايدن إذا اكتفى باطلاق سراح لجين الهذلول وسكت عن بقية المعتقلين فهذه ازدواجية من الإدارة الأميركية الجديدة "معناها لا نهتم إلا بمن يحمل أفكارنا ولا نبالي بالآخرين".

عفو عام

وذكر ناشطون بأن سجون بن سلمان ما زال يقبع بها علماء ودعاة وأكاديميون ومعتقلو رأي وناشطون آخرون، مطالبين بإطلاق سراح جميع المعتقلين دون شروط، والعفو العام عنهم.

وتفيد تقارير حقوقية بأن عشرات الناشطين الحقوقيين والمشايخ والدعاة يقبعون في سجون النظام السعودي، معظمهم اعتقل في حملات أمر بها ولي العهد محمد بن سلمان منذ عام 2017.

وتؤكد التقارير تعرض العديد منهم لانتهاكات خطيرة، تشمل التعذيب لحملهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو التخلي عن مواقفهم المنتقدة للسلطات.

وتساءل الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، قائلا: " من لبقية المعتقلين؟ لا يوجد لهم أحدٌ من البشر".

ورأت الكاتبة والناشطة السياسية والحقوقية علياء أبوتايه الحويطي، أن العفو العام عن جميع معتقلي الرأي والدعاة والحقوقيين والحويطات الرافضين ترك أرضهم، هو المخرج الوحيد لابن سلمان، قائلة: "من لم يؤدبه الزمن يؤدبه بايدن".

وأكد أستاذ الأخلاق السياسية في قطر محمد المختار الشنقيطي، أن سجن لجين وتعذيبها عدة سنين يدل على فقْر مدقع في المروءة لدى بعض الحكام العرب، وحاجة الشعوب إلى هزَّة ضمير، لزرع الحد الأدنى من القيم الأخلاقية والإنسانية في الفضاء السياسي العربي الميت.

وتمنى أيضا إطلاق سراح الشيخ الأسير سلمان العودة وكافة الأحرار الأبرار في بلاد الحرمين.