إنتاج أميركي بعقول يابانية.. سخرية من تفاخر الإمارات بتمويل مسبار الأمل

أبوظبي- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من حالة "الفخر" في الإمارات، بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في 9 فبراير/شباط 2021، لاستكشاف الكوكب الأحمر ودراسة الطقس والمناخ، مستنكرين ما أسموه تبديد الأموال على مشاريع وهمية للتغطية على جرائم النظام وأزماته الداخلية وانتهاكاته الحقوقية.

وأجمع ناشطون على تويتر عبر مشاركتهم في وسمي #مسبار_الأمل، #العرب_إلى_المريخ، على أن الإمارات لم تحقق أي إنجاز، لأن المسبار ليس صناعة إماراتية ولم ينطلق منها ولم يشارك فيه عقول إماراتية، وإنما انطلق في يوليو/تموز 2020 من اليابان.

ونددوا بافتخار الإمارات بما يصنعه غيرها بأموالها إذ أنها الجهة المالكة والممولة له، كما أشاروا إلى تسويق المكتب الإعلامي للإمارات للحدث على أنه إنجاز هو بمثابة تضليل للرأي العام واستخفاف بعقول الشعب، مشيرين إلى أن أبوظبي لم تصنع أي آلات تكنولوجية حتى تصل إلى المريخ.

وهم وسط الانتهاكات

وذكر ناشطون بجرائم الإمارات في الدول العربية ونهبها لأموالها، ساخرين من الترويج لانطلاق المسبار على أنه إنجاز إماراتي.

وأوضح محمود رفعت، أن ما نهبته الإمارات من اليمن وليبيا فقط يُقدر بأكثر من ألفي مليار دولار، وضعت منهم بضع ملايين في مسبار الأمل الذي هو إنتاج 3 جامعات أميركية نفذته عقول يابانية، مؤكداً أن المخزي صمت أغلب النخب والأشد خزيا أن بعض المتخصصين يطبلون لأكذوبة وصول العرب إلى المريخ.

وتساءل الكاتب والصحفي محمد الهاشمي الحامدي، "وما حقيقة إنجاز الإمارات الذي تدعيه في علم الفضاء، إذا كان المسبار الذي أرسلته إلى المريخ من تطوير ثلاث جامعات أميركية وإطلاقه تمّ من اليابان؟ ما الفرق بين هذا (الإنجاز) و(الإنجاز) السابق بعرض أغلى شجرة كريسماس في فندق من فنادق أبو ظبي؟".

وانتقد الناشط عثمان المرزوقي، احتفال الإمارات بمسبار الأمل وذهاب العرب إلى المريخ وهم لم يصنعوا قطعة من المسبار، متسائلاً: أي إنجاز هذا؟".

وبالتزامن مع إطلاق المسبار، تحدث ناشطون عن انتهاكات الإمارات لحقوق الإنسان وامتلاء سجونها بمعتقلي الرأي.

وكانت هيومن رايتس ووتش قد أكدت أن حقوق الإنسان في دولة الإمارات في حالة يرثى لها، مشيرة إلى أنها وثقت على مدى السنوات الـ 15 الماضية، مرارا وتكرارا انتهاكات خطيرة ومنهجية لحقوق الإنسان هناك.

وأوضحت أن السلطات الإماراتية تمارس اعتداء مستمرا على حرية التعبير وتكوين الجمعيات في البلاد منذ 2011، واصفة النظام الإماراتي بالقمعي، والقوانين بالتمييز ضد النساء والمهاجرين.

وعقبت المغردة عواطف، على خبر وصول المسبار، قائلة: "أتمنى من صميم قلبي أن تتكلل مهمة تحقيق العدالة في الإمارات بالشجاعة والنجاح والتميِّز بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي والمسجونين الأبرياء في سجون الرزين، الوثبة، الصدر، السجون السرية وتكون شعارات التسامح والأخوة الإنسانية والسعادة والسلام ذات مصداقية في كوكبنا الأرضي!".

وسخر الناشط الحقوقي عبدالله الطويل من تغريدة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد التي قال فيها إن الإمارات تمنح أمل للعرب، قائلاً: "أمل في السجن، أمل في القبر، أمل تبكي.. وأمل العرب بلا عرب (بضم العين)، والأمل الحقيقي عندما يسقط عرابو الاستبداد!".

ووصف القائمون على صفحة نحو الحرية، حكام الإمارات بـ"السفهاء والمجرمين"، قائلا:"بعدما سرقوا أحلام العرب، وقتلوا حرياتهم ودمروا بلدانهم، وخرّبوا أوطانهم، أطلقوا مسبارهم وكأن العرب لم يبقَ لهم إلا حُلم الوصول إلى المريخ!".

تلميع الصورة

واستنكر ناشطون تضخيم الإمارات للحدث وإهدارها للأموال لتلميع صورتها وإخفاء حقيقة انتهاكاتها للحقوق والحريات وتراجعها.

وبحسب موقع لوبي لوج الأميركي المهتم بالتحليل والتحقيق، فإن الإمارات استثمرت مبالغ كبيرة في تلميع صورتها كدولة خليجية جيدة وأكثر تسامحا وأكثر حداثة وتطلعا من الحكومات الأخرى في المنطقة.

وقال المغرد الغانم إن الإمارات تهدر ملياراتها من أجل تضخيم إعلامي دفعته (للقنوات) لتصدير (وهم) أنها وصلت المريخ، بينما تهدر الطفولة وتغتال الحرية باستمرار حبس الطفل (العُماني) عبدالله الشامسي بحكم جائر بعد تهم ملفقة.

ورأى مغرد آخر أن الإمارات بنطبق عليها قول الله عز وجل: "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"، مشيرا إلى أن حكامها دائما يستخدمون مصطلحات مثل الأمل، السعادة، التسامح إلخ، وهم لا يصدرون للعرب والمسلمين إلا القتل والإرهاب والمؤامرات والتقسيم.

وأشار ناشطون إلى دعم الإمارات للانقلابات العسكرية، إذ أثبتت الأحداث والتقارير أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الداعم الأول لحكم العسكر في الدول العربية ومحرك الانقلابات على الديمقراطيات على مدار سنوات طويلة.