اقترح التطبيع مقابل الانفصال.. يمنيون يتبرؤون من رئيس "الانتقالي الجنوبي"

عدن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بات العزف على وتر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي موضة سياسية تتبعها الأنظمة العربية الحاكمة والحركات الانفصالية لنيل الرضا الأميركي وتحقيق المآرب السياسية.

هذا الأمر حاول اتباعه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) المدعوم إماراتياً في اليمن عيدروس الزبيدي، بإعلان استعداده التطبيع مع الكيان الإسرائيلي في حال تم استعادة دولة الجنوب سابقا بالانفصال عن الشمال.

وأضاف خلال مقابلة مع قناة روسيا اليوم 3 فبراير/شباط 2021: "باركنا التطبيع من بعض الدول العربية مع إسرائيل، وسنقوم بالتطبيع معها عند استعادة دولتنا، وعندما تكون عدن عاصمة للجنوبيين". 

تصريحات الزبيدي أثارت غضب ناشطين على تويتر، من أبناء اليمن عامة والجنوبيين خاصة، ودفعتهم لإعلان رفضهم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والتمسك بمناصرة القضية الفلسطينيية والفلسطينيين.

وتداول ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم #جنوبيون_ضد_التطبيع، #الزبيدي، #عيد_روس_الزبيدي، أنباء عن استقالات جماعية داخل المجلس في محافظة شبوة، بعد ساعات من تصريحات الزبيدي.

وذكر ناشطون بأن المجلس الانتقالي يمهد منذ فترة لإعلان التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تلبية لرغبة الإمارات التي أعلنت تطبيعها في أغسطس/آب 2020 ووقعته رسمياً في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وتبعتها البحرين والسودان والمغرب.

وأشاروا إلى إعلان نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك، إبان إعلان الإمارات تطبيعها، اعتزامه زيارة تل أبيب، بدعوى زيارة اليهود الجنوبيين في بيوتهم والدعوة للسلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر، مضيفاً أنه سيزور القدس وسيصلي في المسجد.

أداة أبو ظبي

وصب ناشطون جام غضبهم على الزبيدي وتبرؤوا منه، مؤكدين أنه لا يمثل الجنوب، ولا يحق له دخول أي مفاوضات أو عقد أي صفات باسمهم، واتهموه بالخيانة والعمالة.

وأكد عضو مجلس الشورى علي حسين البجيري، أن كلام الزبيدي حول التطبيع يمثله هو ومكونه المحشور في زاوية ضيقة ولا يمثل رأي أبناء الجنوب ولا مكوناته.

واعتبر المغرد أمين القياضي، أن الزبيدي، نموذج مسخ لبائعي الضمائر، فيما أشار الناشط الإعلامي فايز بن ناجي الضيباني، إلى أن الرجل دمية تحرك يميناً ويساراً.

ووصف الصحفي اليمني عبدالجبار عوض الجريري، بالخائن والمرتزق والأداة الإماراتية.

وأجمع ناشطون على أن الزبيدي أداة بيد أبو ظبي، إذ لفت الصحفي اليمني عبدالحكيم هلال، إلى أن ما قاله يعكس أقل مدى يمكن أن يصله من التنازل لأجل داعميه الإمارات، وفوض نفسه ليقرر تنفيذ ما تريده أبوظبي، لا ما يريده شعب الجنوب.

وأوضح الصحفي صالح منصر اليافعي، أن الزبيدي وشلة الانتقالي يعون أن فكرة التطبيع مع إسرائيل مرفوضة عند شعب الجنوب، وإعلانهم لها هو أمر ترغب به الإمارات.

وقال المغرد عادل إن عيدروس الزبيدي تحول "من العمالة لإيران إلى العبودية للإمارات إلى التطبيع مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن هذا الشخص مستعد للتنازل عن أرضه وعرضه ومبادئه مقابل الوصول إلى السلطة.

دور إسرائيل

وتحدث ناشطون عن موقف الكيان الإسرائيلي من الانقسامات الداخلية بالدول العربية، وأجمع مراقبون على أن لا مصلحة لأحد في انفصال جنوب اليمن عن شماله إلا إسرائيل وإيران، لترك الشمال جار ضعيف للسعودية واستحواذ أبو ظبي عبر مليشياتها على ثروات الجنوب.

وبحسب مجلة ناشيونال إنترست، فإن إسرائيل لها مصالح في الساحة اليمنية، وتنظر إلى دعم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، على أنه سيؤمن مصالحها إلى حد كبير، حيث أظهر المجلس وداعموه الإماراتيين استعدادهم لمواجهة حزب الإصلاح الإسلامي.

وأوضحت أن صعود الانتقالي الجنوبي يمثل تطوراً إيجابياً بالنسبة لإسرائيل بالنظر إلى انفتاحه الواضح على اليهود والدولة اليهودية، معتبرين أن تصريح نائب رئيس المجلس ابن بريك، عن رغبته زيارة تل أبيب يعني أن لإسرائيل حليف في باب المندب أحد أهم الممرات البحرية على مستوى العالم.

واعتبر أحد المغردين ما فعله بريك والزبيدي، "انتحار سياسي"، مشيراً إلى ثبوت أن إسرائيل وراء كل حركة انفصالية في العالم العربي.

وأكد محمد الطاهري، أن تصريحات عيدروس الزبيدي تؤكد أن إسرائيل هي من تقف وراء كل الحركات الانفصالية وتشرذم وتجزء الأمم والشعوب والدول الإسلامية والعربية لأن ذلك يعزز بسط نفوذها التوسعي والاستيطاني.

وقال الصحفي اليمني محمد دبوان المياحي، إن الزبيدي يعتقد أن إعلان استعداده للتطبيع مع تل أبيب، سيعينه على تثبيت مشروعه في الجنوب، مضيفاً: "لا يفهم أن إسرائيل نفسها لم تتمكن من ترسيخ مشروعية وجودها وقد مضى على سيطرتها 70 عاما".

ونصح أستاذ العلوم السياسية عبدالحكيم السداح، بضرورة الرد رسميا وحزبياً على تصريحات الزبيدي، لأن مقاصدها خطيرة وبداية علنية للتطبيع المرفوض جملة وتفصيلا من كل أطياف وفئات المجتمع اليمني. 

وتهكم المحامي الفلسطيني صالح أبو عزة، من أن كل مَنْ يقترب من دول الخليج، تجده تلقائياً يقترب من "إسرائيل".